الأردن باقٍ


نسيم العنيزات

على الرغم من الآثار السلبية التي خلفتها الحرب على غزة على بلدنا على المستويين الداخلي والخارجي الا اننا نؤكد للمتخوفين بأن دولتنا قادرة على تجاوز التحديات وتخطي الحفر والعقبات دون ان تحيد عن مبادئها او تساوم عليها.
فعلى المستوى الداخلي كان موقف الدولة وعلى راسها النظام السياسي منسجما مع الشارع ، لا بل كان متقدما عليه بخطوات في ظل الانحياز الكامل للأهل بفلسطين وقطاع غزة وقضيتهم العادلة .
حيث توحد الخطابان الشعبي والرسمي وعبرت الدولة بكل اطيافها عن موقفها بجميع الطرق المتاحة وغير المتاحة سواء بالمظاهرات الغاضبة التي لم تغب عن الشارع الاردني بعد ان غصت بها منذ السابع من أكتوبر الماضي .
وبتقديم جميع اشكال المساندة والمساعدة الإنسانية بجميع انواعها وأشكالها بمشاركة شعبية جامعة على مختلف الايدولوجيات والاطياف او المستويات السياسية والشعبية منطلقة من المواقف والمبادئ الأردنية الثابتة حيال القضية الفلسطينية التي لم تتغير او تتبدل منذ الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية .
مما يستدعي البناء عليها وتعزيز الوحدة المجتمعية وابراز القضايا الأردنية والمصلحة العامة وتجاوز بعض حالات الانقسام التي خلقها او حاول ايجادها بعض المشككين الذين رأوا بضعف بصرهم وافتوا بغير المذاهب المعروفة بعدم كفاية الموقف الأردني بسبب السوداوية التي تعمي الأبصار وتشل التفكير او تعطل العقل لدى البعض استجابة لاجندات خاصة، او تصيدا في المياه العكرة وانصياعا لمحركات ذات صناعات هشة .
اما على الصعيد الخارجي والدولي فقد نجح الأردن بجهوده الدبلوماسية في إبطال اهم واخطر مخطط صهيوني والمتمثل في التهجير بعد ان تمكن من خلق موقف عالمي داعم لوجهة نظره محدثا شرخا بالموقف العالمي حيال الحرب برمتها بعد ان كان ينظر للموقف الأردني الرافض للعدوان منذ لحظته الأولى باستغراب واستهجان مقارنة مع مواقف الكثيرين.
واصبح العالم اجمع يتكلم بلغة واحدة رافضا التهجير جملة وتفصيلا سواء كان من الداخل الفلسطيني او قطاع غزة .
و لم نقف عند هذا الحد برفض العدوان فقد اتخذ العديد من الخطوات والإجراءات ليس آخرها تصريحات جلالة الملك خلال لقائه الرئيس الامريكي جو بايدن عندما عبر عن رفضه للعدوان بكل صراحة ووضوح وضرورة وقف الحرب فورا دون ابطاء او تأخير محذرا من خطورة استمرارها على الرغم من الموقف الامريكي المعاكس والداعم لدولة الاحتلال . وذلك إيمانا منه بأن اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة واستقرار المنطقة تشكل مصلحة وطنية عليا.
وحتى لا نبتعد كثيرا ومن باب طمأنة المواطن وكل حريص على المصلحة الوطنية، نقول ان الدولة تدرك ماذا تفعل ومستعدة لكل السيناريوهات وتمتلك من الأدوات ما يمكنها من حل الرموز وفك الشيفرات وفتح الأقفال المغلقة ويحافظ على وحدتها واستقرارها .
كما نقول لكل مشكك او متخوف ان هذه الأزمة ليست الأولى في تاريخ الدولة الأردنية منذ نشأتها فقد مررنا بكثير من التحديات وتعرضنا للعديد من القضايا والتعقيدات، كان يعتقد البعض معها بأنها ستؤثر على استقرارانا ووجودنا.
إلا ان الأردن بقى وتطور بعد ان تجاوز كل التحديات واذاب الجليد ليذهب الصعب ويبقى الأردن الذي وجد ليبقى.
فالاردن باق بشعبه ونسيجه الوطني وما يشكل من لوحة فسيفسائية متناسقة حرص رساموها على جمالها وصفائها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.