الإستقلال… والتعليم العالي!


د. مفضي المومني

بقلم / د. مفضي المومني.

تُطل الذكرى الخامسة والسبعون لاستقلال الاردن، لنقول للوطن ولاهله ولشعبنا الطيب كل عام وانتم بخير…وهذه مقالة أكررها في كل عام وفي ذات يوم الإستقلال… أؤكد فيها على ما انجز وأكرر التذكير بما لم ينجز ، لأننا طموحنا بأردن أفضل، يعانق عنان السماء… فذكرى الاستقلال هي وقفة مع الذات وسؤال يراود كل منا… ! هل اوفينا الإستقلال حقه؟ هل نسير فعلاً على الطريق الصحيح؟ واقصد التعليم العالي ونظامنا التعليمي ككل، واترك لغيري الحديث عن باقي القطاعات، هل نحن راضون عن ما انجز؟ هل نحن بقدر طموحات الاردنيين في وطن اجمل؟ هل طورنا وأصلحنا ونسير في الطريق الصحيح؟ تساؤلات وأسئلة كثيرة تراودنا جميعاً، في ذكرى الإستقلال الخامسة والسبعين.
ولان الاردنيين ليسوا كغيرهم ولا يعيشون على ابار من النفط او الموارد التي ينعم بها غيرنا، لكننا نعيش على ثروة هي الابقى والافضل، لا تنضب كما ينضب النفط؛ وهي الانسان الاردني المثابر، المخلص، المعطاء، لأنه الهدف وعنوان التطور والتقدم.
نظامنا التعليمي بخير صحيح وهذا أملنا وطموحنا، ولكن ولأننا نراقب الآخرين ونشهد التطور الأقليمي والعالمي، نعرف أن التعليم العالي والنظام التعليمي بحاجة للإصلاح والتطوير ، واقولها وانا مرتاح لانك لو سالت اي اردني لقال لك (نحن بحاجة لإصلاح نظامنا التعليمي) لأننا نطمح بالأفضل ولأننا مهتمون ونبحث ونجد في التغيير رغم كل المعيقات.
في بلدي يمكن حصر معيقات التطور للتعليم العالي والنظام التعليمي؛ بالمال والسياسات والإدارات! وقد تكون الإدارات هي الأهم… .لأن الممارسات التي يقوم بها بعض من يتولون امور الإدارات الجامعية والتعليمية في بلدي هي اكبر عائق امام التطور الحقيقي الذي نريد، ولكي لا نجلد ذاتنا فإن بلدنا يستند الى قاعدة صلبة عميقة في نظامنا التعليمي، ولولاها لانهار كل شيء في زمن النكوص والضعف والتراجع، لكن يبقى الخير والخمرة، موجودة من خلال قامات وخبرات تعليمية واكاديمية عريقة ومتميزة عملت وتعمل بصمت، وخَرجّت اجيال لها بصمتها داخل وخارج الأردن، وهي ما زالت تعمل كل ما بوسعها من اجل احداث نقلة نوعية في نظامنا التعليمي رغم الكثير من المعوقات الإدارية والمادية.
نفخر في عيد الاستقلال بما وصلنا اليه في تعليمنا العالي، جامعات عامة وخاصة يصل عددها إلى إثنتان وثلاثون جامعة ، اعداد الطلبة الملتحقين بالجامعات يصل إلى الثلاثمائة وسبعون الفاً، ابحاث وباحثين على مستوى عالمي رغم محدودية الدعم للبحث العلمي وإدارته ، خريجو الكليات التقنية والهندسية والمهنيون الذين يقودون ويشغلون المؤسسات والمصانع والمنشئات ويديرون عجلة الانتاج في الوطن وفي السوق الاقليمي، جامعاتنا بدات تتلمس طريقها نحو العالمية، ربما بدانا متاخرين ونسير في الإصلاح بشكل بطيء لكنها خطوة الالف ميل التي لا تنتهي..!، نجاحات تراكمية وتميز ومساهمات على الصعيد المحلي والاقليمي والعالمي رغم محدوديتها احيانا أو تفردها… مبادرات إصلاح اخرها الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية رغم أن تنفيذها لا يجري كما يجب..!… . ولكن نقول؛ نعم هنالك فرق بين ما كان وما هو الآن…صحيح أن النوع ربما تراجع أمام الكم، ولكننا نعشق التميز ونطلبه..ونعمل لاجله رغم كل المعيقات…
لأن الاردن يستحق منا الكثير والاسرة الاردنية ستبقى قابضة على الوطن رغم كل المحبطات ورغم السوس الذي نخر جسد الوطن ذات فساد…قلناها ونؤكد لها… في عيد الإستقلال… ورغم ما حققناه في التعليم العالي والتعليم إلا أن الواقع يفرض علينا وبأقرب وقت، ثورة بيضاء للتعليم العالي والنظام التعليمي، لأن مستوى الرضى تراجع، ولأن غيرنا سبقنا، ولأن من لا يتطور ينتهي… !
املنا بابناء الاردن المخلصين ان يبنوا على ما تم وان يأتوا بالافضل… وهم قادرون إذا اتيحت لهم الفرصة وتوفرت إرادة التغيير، في عيد الإستقلال الخامس والسبعون، نضع الحكومة أمام مسؤلياتها رغم ما هي به من أزمات ومسؤوليات، يجب أن يصبح التعليم إهتمامكم الأول تمويلاً وسياسات، لأنه السبيل الأول لحل جميع المشاكل والمعيقات، ورفعة وتطور الأردن لما نطمح.
كل عام وبلدنا وأهله وقيادته بخير… .وكل استقلال والمسيرة تزداد إشراقاً وعنفواناً…بسواعد المخلصين من أبناء شعبنا الأبي… حمى الله الاردن.
#عيد_الإستقلال
#التعليم_العالي
#ذمفضيالمومني

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.