الانتخابات ما لها وما عليها


الاستاذ الدكتور خليف الغرايبة

=

نداء ورجاء إلى الوطن، وأبناء محافظة عجلون بشكل عام وأبناء منطقة الشفا بشكل خاص*.
—————————————–
الاخوات والأخوة
السلام عليكم
نظرا لقرب الانتخابات البلدية، وتميز أهميتها، وحساسية ما يترتب عنها من فتن(أحقاد، وكراهية، وتجاوزات لا تحتمل)، ونظرا لظروف الكورونا، اسمحوا لي بأن أذكركم بشكل ملخص مطول بما يلي :
اولا -فلسفة دمج البلديات:
——————————-
دمج البلديات أيها الأحبة تجربة عالمية رائدة سبقتنا إليها الدول الغربية( وهذا من أسرار تفوق الغرب)، هي ببساطة فلسفة تقوم على وحدة التجمعات السكانية، واستثمار مواردها الطبيعية والبشرية، وحرية الانتخابات أمام المرشح والناخب… من اجل فرز فريق بلدي(رئيس وأعضاء) يعتمد الكفاءة والبرامج الانتخابية فقط.
وفلسفة الدمج هذه كلها قوة وخير وبركة تؤدي بعد نضوجها( بتخطيط مكاني علمي قائم على المعادلة التالية: أقسام إدارية واضحة للمملكة+ دمج بلدي مدروس بدقة + تفعيل اللامركزية) سيؤدي هذا الوضع إلى وصول الدولة إلى أقاليم تخطيطية Planning Regions وتنمية مستدامةSustsinable Development… وهذه الادبيات معروفة لدى المتخصص في سياسات التنمية المكانية
Spacial Developmental Policies
ثانيا- واقع الحال :
————————
ما زال معظم الاخوة من القياديين في منطقة الشفا من الحريصين على الشأن المحلي (للأسف)، والذين نحترمهم ونجلهم (وخاصة الذين ينشطون في فترة الانتخابات! ) لا يدركون خطورة تدخلهم، ولايميزون بين أهمية الفريق الإداري العام للشفا والفريق الإداري المحلي لكل تجمع سكاني، و بدلا من أن يتعصبوا للشفا (واقع حالنا المشرف) يتجه تعصبهم إلى الشان المحلي الضيق ليطبقونه على الشفا رغم الفوارق الكبيرة بين الكل والجزء، وليس الكل كالجزء (الهاشمية أو حلاوة أو الوهادنة) لتتكرر المأساة أربعة سنوات اخري، فيزداد تعصب، وحقد، وكراهية بعضنا بشكل معقد ومتدرج عحيبين، ( كراهية بين بلدات الشفاالاربعة ، وكراهية بين عشائر الشفا الثلاثين، وكراهية بين عشائر البلدة الواحدة خمسة إلى ثلاثة عشرة، وكراهية داخل فروع كل عشيرة، وكراهية داخل فروع الفروع، حتى تصل الكراهية داخل الأسرة وبين الأخوة، وبالتالي نعيش داخل مصفوفة معقدة من الكراهيات والإحقاد والفتن تتجاوز آلاف الأشكال…)، فتاتي الدورة الجديدة وبدلا من تحويلها إلى عرس ديمقراطي وتجمع لإيصال الأكفاء، وتشكيل فريق إداري متناغم، تبدأ فشلة الغل الكبرى المتراكمة عبر السنين بين السادة والعبيد، وتبدأ الثارات والحروب الحقيرة، فنعود للشرب من المستنقع الآسن فيزداد ادماننا، ويكون المصير نفسه(العودة للمربع الأول الفاسد الملئ باختناقات الرويبضات)، وهكذا دواليك في كل مرة وبعدها كما يقول العقلاء: بتروح الفكرة وبتظل السكرة…..
طيب: إلى متى أحبتي الافاضل نبقى على هذا الحال ونحن نعيش في منطقة مشهورة بعلمها وعلمائها، وطيب وكرم وصدق اهلها؟.
ثالثا: واخيرا ما الحل؟ ومن يتبني هذه الفكرة؟ ومن يدير؟ ومن يشرف؟ وكيف؟ ومتى؟وما؟ولماذا؟….الخ
—————————–
انا اعلم كل العلم… سينشط البعض البسيط من المشككين،والمظللين، والظلاميين، وعشاق الثأر، والحاقدين، والكارهين، والذين يخشون من وصول الكفء والنظيف، بإثارة العديد من الأسئلة التي يتمنون ان تقف حجر عثرة أمام هذا الحل العلمي لواقعنا المتعثر(لسنا وحدنا بل حالنا كغيرنا).
فنقول: ما تم تقديمه من أفكار هي أدبيات ومتطلبات أساسية في علم التخيطيط المكاني
Spacial Planning
ولذا ما تم تقديمه يرعاه في الغرب أحزاب، ومنظمات مجتمع مدني، أو برامج انتخابية وخاصة للمستقلين، اما عندنا، فإننا نعمل بشكل عشوائي وفي احسن الأحوال يكون الفرز داخلي عشائري(عد رجالك وأرد الماء) لتنتحر الكفاءة امام أعيننا جهارا نهارا.
الوضع عندنا أيها الإخوة لا يحتاج إلى تبني(بتشديد النون مع الكسر)
والوضع واضح، ومن باب التبسيط وبالملخص: تقوم الفكرة على حرية كل من المرشح والناخب بعيدا عن أجواء القهر والحقد والتربص بالشر أو الفساد أو الإفساد..
تنفيذ الفكرة بسيط… بحيث حينما يأتي التسجيل للانتخابات يسجل كل من يرى بنفسه او يرغب بالرئاسة أو العضوية… ولينزل من ينزل ،إذا أردنا أن نحقق الفلسفة أو الأهداف الإيجابية من الدمج… ولنتذكر دائما بأن فلسفة الدمج قائمة على وحدة المكان(الشفا)، والحرية المطلقة لسكان المكان، وليس تمزيقه، ليصبح الشفا بلدة واحدة ولا فرق بين مكوناته… ويصبح عشيرة واحدة(رغم تعدد عشائر التي تزيد على الثلاثين، وكل عشيرة تتكون من فروع، ليصل بنا الواقع المرير إلى ما يزيد علي مئتي عشيرة… مع احترامي لمن يطلب ما يسمى ((الدور، كلمة الحق إلى يراد بها إقصاء فلان أو علان)) …
الفكرة احبتي: تقوم على مبدأ الحرية المسؤولة وليست العشوائية..
نعم الحرية المسؤولة ضمن اجتهادات منها :
_ أن يقدم كل مترشح (وخاصة للرئاسة) برنامج انتخابي واضح، وسهل التطبيق على منطقة الشفا..
– أن تتبنى الجمعيات والمنتديات الخيرية والثقافية مراقبة سيرالترشح بهدف عمل مناظرات علمية عقلية بين المترشحين في قاعات الوهادنه وحلاوة والهاشمية بعيدا عن الفزعات والهيصات… على أن يسمح بحرية الدعاية كما يعملون في الغرب… وهم ليسوا بأحسن منا… وحينما كان لدينا حضارة عربية إسلامية في العصور الوسطى كانوا في الغرب يبيعون صكوك الغفران لبعصهم .
_ من حق كل فئة أو مجموعة في بلدات الشفا أن ترشح بشكل علمي من تراه كفؤا منها ( بمعايير كفاءة عادلة) وتعمل على مؤآزرته بدعايات وزيارات ومشاوير ودية لتعريف المجتمع به…
_ وبالتالي يوم الانتخابات بغض النظر عن عدد المترشحين سيقوم كل ناخب في هذه البلدات التي تستحق كل الخير بالانتخاب بحرية وستختلط التوجهات افقيا Horizontal بين البلدات… وتختلط الرغبات والمودة والمحبة وبالتالي :
الذي سينجح هو من الشفا، وهو ابن الشفا، وهو الاكفأ, ومقره العامر بالنشاط ومحبة جميع أبناء الشفا على مثلث الوهادنه.
رابعا : واخيرا….
————————
– وهنا وبصوت واحد نقول: من حق أبناء الشفا أن يراقبوا ويحاسبوا الناجح على برنامجه الانتخابي، ومن حقهم ان ينبهو بل ويلزموه بتطبيق كامل برنامجه الانتخابي المجدول(ضم الميم وتسكين الدال وفتح الواو) زمانا ومكانا… وإلا سيجبرونه على الرحيل وترك مكانه… وليعلم كل المرشحين للرئاسة بالذات انه سيكون تحت طائلة المساءلة والمسؤولية…
وأما صاحبة السعادة والعطوفة “العنصرية” ومن يعشقون التحدي والمداقرة، فسينحسرون في مقراتهم داخل المجالس المحلية في كل بلد، والتي سياتيها دور انظف واجمل.
وهنا اجيهكم بالله العلي العظيم ان تعززوا هذه الفكرة وارتاحوا واريحوا حتى نضرب المثل الأعلى في تطبيق أصول تجربة الدمج على مستوى المحافظة بل والمملكة… لأن الشفا يستحق الأجمل والأمل، ونشكل المثل الأعلى داخل المحافظة بل على مستوى المملكة، وبذلك تنظف المنطقة من كل الأفكار السلبية والثارات المتراكمةليحل محلها التسامح والمحبة … وانتم لها أحبتي سكان الشفا… وآمل أن يناقش كل واحد فيكم هذه الفكرة “الواحدة الموحدة” بعمق ويبتعد عن الوسواس الخناس الذي يصول ويجول في الشفا طولا وعرضا..
اخيرا: اقسم لكم بالله العلي العظيم بأنه لا يقصد من هذه الفكرة الا بما تحمله كلماتها الظاهرة للعيان… ولا تسمح لقرينك وخيالك بالانفراد بك فتأثم بشكل تراكمي.
– اتمنى على اخ او اخت من الذين لا يعجبهم مثل هذه الأفكار العلمية أن يغادر هذه الصفحة دون أي تعليق، من الباب الشرعي الواضح:
“قل خيرا أو اصمت.”
وهنا اقول: ” اللي أوله شرط آخره رضا”ولذا فإن كل من يتمادى من حقي أن اشطب ما يكتب إذا كانت كتاباته دون المستوى، أو يشتم منها أي نسبة من مفسدة.
والله من وراء القصد، وعلى ما أقول شهيد، وهو نعم المولى ونعم النصير والهادي إلى سواء السبيل…
———————————————————-
* الاستاذ الدكتور خليف الغرايبة
استاذ مادة تاريخ ونظريات التخطيط الحضري للماجستير –
كلية العمارة والتصميم – جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية.
* يسمح بالاقتباس حسب الأصول العلمية..وتحت طائلة المسؤولية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.