البازارات الرمضانية


نسيم العنيزات

ان فكرة البازارات الرمضانية التي دعت لها الحكومة وشجعتها معلنة بانها ستقدم جميع التسهيلات اللازمة وتوفير الاماكن لاقامتها مجانا، خطوة تستحق التقدير والبناء عليها ودعمها بقوة من قبل الجميع .

كما ان سرعة استجابة بعض التجار للمشاركة فيها وعرض بضاعتهم باسعار معقولة وبسعر التكلفة لبعضها او هامش ربح بس كما أشار البعض تعكس التكافل الاجتماعي والتراحم الإنساني ، كما تشير إلى الشعور واستحضار اهمية شهر رمضان وحرمته وفضيلته ، الذي يدعو الى الرحمة والتكافل بين الناس ، في ظروف واحوال معيشية غاية في الصعوبة والقسوة .

نعم ان المجتمع الذي يشعر افراده وابناؤه مع بعض ويقدرون ظروفهم واحوالهم ويتسارعون الى المساعدة يعكس مدى التماسك وقوة الروابط المجتمعية التي يصعب اختراقها .

لذا فان الشهر الفضيل وما يحمله من من رموز دينية واجتماعية وانسانية واخلاقية يشكل فرصة لاعادة حسابتنا وعلاقتنا ، وكذلك تقوية الروابط بين أبناء المجتمع الواحد ، ويؤكد على السمات التي يمتاز بها مجتمعنا الاردني بجميع اطيافه ومكوناته الذي تذوب به كل الفروق وتختفي جميع الانتماءات ، الذي اعتقد البعض بانها ذهبت او اختفت بسبب التغيرات التي طرأت على المجتمع نتيجة ظروف فرضت علينا وتحديات مرت بها بلادنا.

فالتراحم والتواصل بين الناس ، والشعور بهم لا تقتصر على فئة بعينها كالتجار مثلا ، فالجميع معني بها على مختلف طبقاتهم الاجتماعية واحوالهم الاقتصادية ، فالغني يشعر بالفقير والاخير يساعد جاره وقريبه ليشكل شهر رمضان نقطة تأمل بما مررنا به من انقطاع اجتماعي ، وانعدام التواصل حتى بين أبناء الاسرة الواحدة.

فالبازارات الرمضانية التي نتمني لها النجاح وان تتعمق وتنتشر في جميع مناطق المملكة دون استثناء خاصة الأطراف يجب ان لا تتوقف بعد رمضان ، بل ندعو الى تعميمها واستمراها لتعميق الروابط الاجتماعية .لانها تشكل حالة من الشعور مع الفقراء وذوي الدخل المحدود في هذه الظروف الصعبة التي يعاني منها اغلب أبناء المجتمع بعد سلسلة من التحديات التي مرت بها دولتنا نتيجة ظروف فرضت على مجتمعنا .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.