البسطات و«لقمة العيش»


نسيم العنيزات

 

بقلم / نسيم عنيزات

لم اكن ارغب بالكتابة عن الموضوع لكن المنظر الذي شاهدته عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن تعامل بعض موظفي الأمانة مع اصحاب البسطات استفزني كثيرا مما دفعني للكتابة مستنكرا الاسلوب والالية في التعامل اللا انساني وكذلك النهايات ايضا.
نعلم تماما ان موظفي الأمانة ينفذون التعليمات والقوانين التي تمنع الناس من اغلاق الشوارع والطرقات، او بسط بضاعتهم في ممرات المشاة وامام المحلات التجارية المرخصة مما يضر بهم وفي تجارتهم وبضاعتهم لان اسعار البسطات تكون اقل بالعادة لعدم وجود كلف اضافية من ايجارات واجور عمال ورسوم تراخيص وضرائب، وقد يلجأ البعض الى تقديم شكاوي.
لكن علينا ان نتذكر اننا في ضرف استثنائي تم خلاله اتخاذ قرارات استثنائية ايضا، في ظل قانون الدفاع الذي عطل الكثير من القوانين والتشريعات واوقف الإيجارات والتنفيذ على العديد من الاجراءات والقرارات.
ظرف زاد من حالة الفقر والبطالة واجلس الشباب في البيوت لمدة تزيد عن عام دون عمل او إيجاد ما يسدون رمق اسرهم، بعد ان توقف كل شيء، وتعطلت كل الامور حولنا وجلسنا في بيوتنا مضطرين بسبب الحظر الذي فرض علينا.
ظرف جاء على كل شيء، لم يبق ولم يذر، حاصدا كل بيادرنا ومونتنا، في ظل إجراءات استثنائيه لا تسمح فيها القوانين والتشريعات بالضروف الطبيعية.
لنرى في هذا الشهر الفضيل شهر الرحمة والتلاحم، اعمالا تتنافى وتتعارض مع عظمته ورسالته، وتشكل ازدواجية وانفصام في السلوك والمعايير، ففي الوقت الذي نتحدث فيه عن استثنائية الظرف وتقديره، ومطالبين بقبول كل الاجراءات والقرارات الحكومية التي وصلت الى اقتطاع نسبة من رواتب الموظفين الذين قبولها على حب وطاعة بسبب الظرف ايضا.
لنسأل الان مالذي تغير للتعامل مع الناس، واصحاب البسطات بهذه الطريقة غير اللائقة من الناحية الانسانية لنقذف بضاعتهم التي لا يتجاوز ثمنها عشرات الدنانير في عربات القمامة امام أعينهم ونحن نعلم جميعا بان الكثيرين منهم قد يكونوا استدانوا ثمنها او انها ليست ملكهم.
نتعامل معهم دون ان نقدم لهم اي بدائل او خيارات الا زيادة الاحتقان والدفع بهم مجبرين الى زاوية الغضب والحرمان.
الا يوجد اسلوب اكثر حضارة واقرب الى الانسانية من قذف نعم الله في حاويات « الزباله « باسلوب استفزازي عنجهي وهناك الاف الجوعى ومن بينهم اصحاب البسطات ايضا؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.