البطانة الصالحة ،،، بداية طريق الإصلاح والعدل


منذر محمد الزغول

=

تاريخ  نشر المقال/  05-10-2018

 

ما يجري على ساحتنا الوطنية في هذه الأيامآ  يدل دلالة واضحة على فقدان البوصلة وعلى حالة من التخبط نعيشهاآ  بفضل تولي بعض الأشخاص لمناصب قيادية بفضل الواسطة والمحسوبية وهو الامر الذي أضاف لأزمتنا الداخلية التي نعيشها مزيداً من حالة التخبط لأن الرجل المناسب لم يتم وضعه بمكانه المناسب ، وتم وللأسف الشديد وضع أشخاص في مناصب قيادية لا علاقة لهم فيها من قريب أو بعيد .

 

آ 

 

وللأمانةآ  إذا ما تم إستثناء الجيش والأجهزة الأمنية المختلفة والتي يقف على رأس الهرم فيها أشخاص من خيرة الخيرة نعرفهم جيداً ونعرف مدى نزاهتهم وصدقهم وإخلاصهم لوطنهم ، لكن في مقابل ذلك ما تزال كثير من وزاراتنا ومؤسساتنا تدار من قبل أشخاصآ  لا علاقة لهم على الإطلاق بالمنصب الذي تقلدوه بغير وجه حق .

 

 

 

آ 
هنا تكمن أهمية أن يختار كل مسؤول مهما علا شأنه أو صغر، بطانة صالحة تخاف الله وترشده لما فيه الخير، لأن الأصل في البطانة الصالحة إسداء الرأي والمشورة بكل أمانة وصدق لقول الرسول صلى الله عليه وسلم “ المستشار مؤتمن“، وفي الحديث: “ من استشاره أخوه المسلم فأشار عليه بغير رشد فقد خانه“.
آ 
والرسول صلى الله عليه وسلم بيّن أنه ما من نبي، ولا خليفة، إلا ويقع بين بطانتين،حيث قال: “ ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان ،بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه“. وفي رواية: “ وبطانة لا تألوه خبالا“ .آ 
آ 
وهنا يظهر أيضاًآ  جلياً لنا سوء هذه البطانة ،والنتيجة أن هذا المسؤول قد لا يدرك ولا يعي حقيقة هذه البطانة إلا بعد عقود من الزمن وقد فات الأوان. عندها تكون حقيقة محزنة، لأنه أدرك بعد حين أن عقله وفكره وقراراته وعلاقاته ،ظلت حبيسة مجموعة من الأشخاص كوَّنوا من أنفسهم بطانة غير صالحة أساءت إليه قبل أن تسيء لنفسها ،كان همها الأول والأخير تحقيق المكاسب وجمع الثروات،في حين ظل الشعب يتلوى جوعاً ويفيض بطالة.
آ 
و كما بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: “ المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل“ لأن أية صحبة لا تخلو من تأثير وتأثّر، فرسولنا وحبيبنا يوصينا دائماً بالجليس الصالح، والصاحب التقي الذي يخاف الله ، الذي يعين على الخير،وقد ورد عن علقمة أنه حين قدم الشام غريباً دعا: ( اللهم يسرّ لي جليساً صالحاً) ، لأن الجليس الصالح يذكّرك إذا غفلت، ويعينك إذا تذكرت.
آ 
أخيراً نسال الله العلي القدير أن ييسر لملكنا عبدالله الثاني بن الحسين ولكل مسؤول في بلدناآ  البطانة الصالحة التقية النقية التي تخاف الله، لأنها الضمانة الوحيدة لإقامة العدل وتحقيق الأمان والخير للمجتمع ، وكما أن القناعة سر السعادة فإنه وبرأيي إن البطانة الصالحة هي سر إقامة العدل والمساواة ورفع الظلم ، والبطانة الصالحة هي بالتأكيد بداية الطريق للإصلاحآ  الحقيقي ،، لأنهاآ  آ لن تكونآ  إلا مع الحق ومع مصلحة الوطن العليا ، ولن تبحث عن مصالح وأهداف شخصية مهما كانت .
والله من وراء القصد ومن بعد ،،،
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.