التلفزيون الأردني 47 عاماً من العطاء والإنجاز


منذر محمد الزغول

=

تاريخ نشر المقال /  27-04-2015

يحتفل التلفزيون الأردني هذه الأيام بالعيد السابع آ والأربعين لذكرى انطلاقته آ التي بدأت في شهر نيسان من العام 1968م حيث جاءت هذه الانطلاقة بعد سنوات من انطلاق بث الإذاعة الأردنية الحبيبة .
على الصعيد الشخصي كلما إحتفل التلفزيون الأردني بذكرى إنطلاقته آ تنتابُني آ عواطف جياشة ، أولاً لأن التلفزيون الأردني آ كان آ وما زال جزءاً أساسياً آ من حياتي ومن حياة غالبية أبناء الوطن ، إضافة الى أن التلفزيون الأردني إنطلق في نفس العام الذي تحقق فيه لوطننا الغالي الإنتصار العظيم آ في معركة الكرامة الخالدة ، وشخصياً آ هو نفس العام آ الذي آ أنجتني فيه والدتي رحمها الله آ والتي لطالما قضينا بمعيتها أوقاتاً رائعه آ في مشاهدة بعض البرامج والمسلسلات البدوية والريفية وغيرها على شاشتنا الحبيبة آ ،آ والتي أيضاً لطالما ذرفنا الدموع بمعيتها على ضحايا فناننا المحبوب زهير النوباني الذي لم يكن يسلم أي أحد من دسائسه ومؤامراته .
أتذكر كما يتذكر الجميع تلك الأيام الجميلة ،حيث كان تواجد التلفزيونات في بيوت القرى والبلدات الأردنية على عدد أصابع اليد الواحدة ، فالمنطقة التي أسكن فيها كان لا يوجد فيها إلا تلفزيون واحد وهو طبعاً أبيض وأسود حيث كان الجيران من حارتنا والحارات المجاورة يتجمعون في هذا البيت كل يوم أثنين على ما أذكر لحضور مسلسل رأس غليص وبعده مسلسل وضحا وابن عجلان وفارس ونجود وغيرها ، وكانت هذه المسلسلات حديث الناس في الشارع والسهرات والتعاليل،وماذا ستكون الأحداث في الحلقات القادمة من هذه المسلسلات التي أصبحت جزءا رئيسيا من حياتنا.
كانت المشكلة الحقيقية التي تواجهنا دوماً هي كيفية الحصول على صورة واضحة للتلفزيون الأردني وعدد قليل جداً من التلفزيونات العربية المجاورة حيث كنا نقضي وقتاً طويلاً من الليل ونحن نحرّك شبكة التلفزيون يميناً ويساراً لعل وعسى أن نحصل على صورة جيدة ، وهكذا نقضي الساعات تل و الساعات ونحن على هذا الحال ، والعائلة كلها مشغولة بتحريك شبكة التلفزيون وفي اليوم التالي نعيد الكرة والحارة كلها تكن شاهدة على هذا المسلسل اليومي المتمثل بمحاولة الحصول على صورة جيدة بواسطة هذه الشبكات .
وبدأت تتطور الأمور شيئاً فشيئاً وأصبحت محطات التقوية للبث التلفزيون تنتشر في معظم المحافظات الأردنية وأصبح التلفزيون الملون يغزو قرانا ومدننا الأردنية ، واستمر التطور في التلفزيون الأردني حيث كان التلفزيون وعلى الدوام يواكب التكنولوجيا والتطوّر التقني ،وكان رائداً آ ومتميزاً في الخبرات والكفاءات التي كانت وما زالت سنداً للتلفزيون الأردني و رافداً رئيساً لمعظم التلفزيونات العربية .
وفي هذا المجال ومن خلال المتابعة والمراقبة فإنني أرى أن نجاح التلفزيون الأردني والإذاعة الأردنية أيضا تكمن من خلال تسليط الضوء أكثر فأكثر على القضايا المحلية ، وتناولها بطريقة بعيدة عن الخوف والتردد ، فلذلك فإنني أقترح ما يلي:
أولاً- أن تكون نشرة أخبار السادسة مساءً 60 دقيقة بدلاً من الوقت المتاح لها الآن وهو أقل من 30 دقيقة ، ومن المعروف أن نشرة أخبار السادسة هي بغالبيتها أخبار محلية لذلك فإن زيادة الوقت ل 60 دقيقة سيجعل من القائمين على هذه النشرة الإخبارية تناول أكبر قدر ممكن من القضايا المحلية وكذلك زيادة مدة التقرير المحلي ل 5 دقائق على الأقل حتى يعطى أي موضوع يطرح حقه من التغطية كاملاً .
ثانياً –  الدراما الأردنية وخاصة المسلسل البدوي والريفي فقد كانت هذه المسلسلات تستقطب أعداداًً كبيرة من المشاهدين وكلنا يتذكر كم كانت هذه المسلسلات جزءاًً رئيسياً من حياتنا وكم كنا نستمتع بها ، لذلك فإن التلفزيون الأردني مطالب بإعادة الألق لهذه المسلسلات التي تعبر عن واقعنا .
ثالثاً – البرامج الحوارية السياسية والدينية والبرامج الأخرى هي عصب التلفزيون الأردني لذلك لا بد من إعطاءها الأولوية والتركيز عليها من خلال إعطاء القائمين عليها حرية أكبر في تناول أي قضية تستجد على الساحة ، وكذلك لا بد من استقطاب المزيد من الكفاءات التي تستطيع إدارة هذه البرامج بكل كفاءة واقتدار.
رابعاً – “ سرعة تناول أي قضية محلية وعدم الانتظار حتى يحين موعد نشرات الأخبار ، وقد يكون ذلك من خلال آ فتح مكاتب للتلفزيون الأردني في كافة محافظات المملكة وخاصة أن ذلك أصبح متاحاً آ الأن آ في ظل إمتلاك التلفزيون الأردني أجهزة ومعدات آ بث متطورة رخيصة الثمن آ وسهلة التشغيل والتي تتيح للتلفزيون الأردني سهولة وسرعة آ الربط آ مع المحافظات الأردنية آ .
.
خامساً – تسليط مزيد من الضوء على الجاليات الأردنية في كافة دول العالم والاهتمام بقضاياهم وهمومهم وإيصالها إلى المسؤولين والمعنيين في وطننا الغالي ، وقد يكون ذلك من خلال برنامج حواري مباشر يخصص فقط للجاليات الأردنية في كافة دول العالم .
أخيراً هناك العديد من الاقتراحات ولكن مهما يكن وسواء أخذت فيها إدارة التلفزيون الأردني أم غير ذلك فإن من واجبنا أن نتقدم بجزيل الشكر والاحترام لإدارة التلفزيون الأردني الحالية وعلى رأسها الإعلامي والأديب الأستاذ رمضان الرواشدة وكل زملائه المحترمين الذين جعلوا من الحلم حقيقية ، وبفضل سياستهم الجريئة والشجاعة استطاعوا أن يعيدوا للتلفزيون الأردني ألقه وجماله ومشاهديه وسط هذا الكم الهائل الذي لا يعد ولا يحصى من القنوات الفضائية التي تعرض كل ما هب و دب ، حيث بقي التلفزيون الأردني الشاشة الجميلة التي نعتز ونفتخر ونباهي الدنيا فيها .
فتحية إجلال وتقدير واحترام إلى كل هذه القامات الوطنية التي مهما تكلمنا عنها فلن نعطيها حقها ، فهم وبحق بمثابة الرموز الوطنية التي خدمت الوطن بكل صدق وأمانة وإخلاص ، وهم من جعلوا من تلفزيوننا الأردني الحبيب صفحة مشرقة من حياتنا ومن حياة معظم أبناء أمتنا العربية .
آ
“والله من وراء القصد من قبل ومن بعد“
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.