الحزبية بين التسويق والترويج


د. عزت جرادات

*أعاد مركز الدراسات الاستراتيجية / الجامعة الأردنية، أعاد مشكوراً مسألة الأحزاب إلى الواجهة فالأرقام حول النسب المعلنة تؤيد المقولة بأن عملية التسويق، وبخاصة الرسمي للأحزاب ليست بالعملية الناضجة أو الفعّالة لذلك ليس لأن ما يصدر عن السلطة الرسمية يظل موضع تساؤل، بل لأن التسويق ذاته لا ينسجم مع التقّبل الإجتماعي… إذْ أشار الاستطلاع الذي نشره المركز إلى أن العجلة الاعلامية للتعريف بقانون الإحزاب انتهت إلى أن (87%) لا يعرفون عن قانون الأحزاب الجديد؟

أما من سمعوا عنه أو عرفوا به فكانت نسبتهم (13%)، وأما من لا يتابعون أي نشاط حزبي، وهو تعبير عن عدم الإكتراث، فقد بلغت نسبتهم (94%) … والنتيجة الاستطلاعية انتهت إلى أن ثمة (2%) من المواطنين يفكرون، مجرد تفكير، بالإنضمام إلى الأحزاب…

*ولمعالجة هذا الإختلال في الرأي العام، أو في توجهات المواطن، وبخاصة فئة الشباب، فإن إعتماد وسيلة إعلامية ذات قبول اجتماعي أصبحت ضرورية… وتقوم هذه الوسيلة على ما يسمى بعملية الترويج (Promotion) وهي عملية لا مناص منها من الإعتماد على الأحزاب نفسها: بالتعريف بمشاريعها النهضوية الوطنية، وبعرض برامجها المستقبلية الشاملة في مختلف المجالات السياسية والأقتصادية والإجتماعية والثقافية، وذلك في خطاب إعلامي متجدد، ومؤثر وجاذب للفئات المستهدفة، بوسائل متعددة مثل الندوات والحوارات واللقاءات حول أهمية المشاركة الحزبية في معالجة القضايا المجتمعية، السياسية والاقتصادية والإجتماعية والثقافية، والأهم من ذلك كله، ابراز شخصيات جماهيرية ذات قبول جماهيري تمتلك ما يعرف (بالكاريزما)، ومعروفة بالنزاهة، وحريصة على المصداقية، وتتسم بالعقلانية والقيم الاخلاقية.

* واذا ما أريد النجاح لمستقبل الحزبية، فأن حياد السلطة في التسويق؛ وإسقاط خيار دمج الأحزاب، وهو شعار لم يعد ملائما، فكثرة الأحزاب تعني زيادة عدد المواطنين المنتسبين إليها… والمحكات المستقبلية كالانتخابات العامة والمحلية تفرض البقاء للآصلح.

وأخيراً… تفاعل الأحزاب نفسها مع الجماهير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.