الربيع العربي لم ينتهِ


نسيم العنيزات

=

TESTعلينا ان ندرك ان حركة الشعوب لن تتوقف فهي متحركة باستمرار وبكل الاتجاهات كأمواج البحر تتقدم خطوات وتتراجع اخرى وتدور حول نفسها مرات ومرات ، تستجمع قوتها لمواجهة العقبات التي تعترض طريقها او ردود افعال الأطراف والجهات المقابلة .

حركة قد تضعف او تميل الى السكون في اوقات معينة لكنها سرعان ما تعود إلى نشاطها بعد ان تستعيد قوتها المشحونة بحالة الاحباط والاحتقان يدفعها نكث الوعود او الانقلاب عليها .

فمن يراهن بان الربيع العربي قد فشل او غير بوصلته فانه واهم ، ولم يقرا التاريخ جيدا كما لم يفهم سيكولوجية الشعوب وطبيعة تفكيرها وآلية عملها في الوصول إلى أهدافها اذا ما عاشت الفكرة في نفوسها ودواخلها .

فمنذ انطلاقة الربيع العربي عام 2010 لم تتوقف ولن تتوقف ،قد تكون هدأت نوعا ما في بعض الجبهات ، بسبب حالات الالتفاف عليها من الوراء او طعنات من الخلف هيىء للبعض انها فشلت اوضعفت قواها ولن تقدر على الصمود والبقاء .

لكن التاريخ يشي لنا بعكس ذلك فجميع حركات التحرر والثورات الشعبية مرت بانتكاسات وهزات الا انها لم تحبطها او تحيد طريقها.

والان فكأن التاريخ يعيد نفسه ونحن نقراء عن الثورة الفرنسية والاوربية وما مرت به من محطات وانتكاسات بعد ان ناضل شعوبها عشرات السنوات تعرضوا خلالها لابشع انواع القتل والتنكيل ، تحولت بلادهم على اثرها الى شللالات من الدماء قتل خلالها عشرات الالف وعلقت المشانق لإعداد ليست بقليلة ، بعد ان شهدت عشرات الانقلابات ، الا انها لم تهدأ حتى حققوا غايتهم وهدفهم والحصول على الحرية والعدالة.

لان الايمان بالقضية هو السلاح الفتاك الذي يهزم كل من يقف بوجهه خاصة اذا كان محشوا بالشعور بالظلم وغياب العدالة والاحساس بالغربة والتعامل مع الناس مجرد ارقام لغايات الاحصاء والتعداد فقط .

اما جنوب افريقيا فهي قصة تروى ، ما زالت نتائجها حاضرة بيننا بعد ان حولها نيلسون مانديلا الى واحة من الديمقراطية والحرية بعد نضال استمر عشرات من السنوات تعرض خلالها الى الاقصاء والسجن ، فكلما امعن سجناوه بالظلم زاد اصراره .

فان حركت الشعوب اذ ما انطلقت فإنها لن تتراجع وكلما امعن في ظلمها زادت عزيمة وإصرار وسرعت من خطواتها ، وما يحدث اليوم في عالمنا العربي وما تتعرض له بعض الشعوب من ظلم وغياب العدالة وتشويه لحركات نضالها لاعادتها الى مربعها الاول واعلان فشلها واستسلامها طمعا في السلطة وشغفا في بريق الكرسي ، او بفعل تدخلات خارجية لوأدها في مهدها حتى لا تتعمق وتنسخ صفحاتها وتصل إليها.

اعمال يمكن ان نصفها بانها نجحت بعض الشيء في خربطة الاوراق وعدم تسريع الخطوات لكنها لم ولن توقفها ما زال الدافع موجودا واسبابها حاضرة ومطالبها لم تتحقق والشعور بالظلم وغياب العدالة موجودا والممارسات نفسها ، لا بل ان البعض زاد بالفساد واحاطة نفسه «،بالانا» «ومن انتم «؟

وطالما هذان المصطلحات يديران المشهد فان حركة الشعوب مستمرة وموجاتهم ستتكرر، و سنراها بنسخ وطبعات جديدة ضمن سيناريوهات تحاكي الواقع وتتعامل مع المشهد.

والحكمة هنا من يقرا افكار الشعوب ويسبقهم خطوات بتحقيق مطالبهم قبل ان يقع الفاس بالراس ويصعب اللحاق بهم ويضع بلاده في مستقبل مجهول قد لا ينجو منه احد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.