الزراعة والأمن الغذائي


نسيم العنيزات

ان الاهتمام بالقطاع الزراعي بكل تفاصيله، والتعامل معه كمنظومة واحدة دون تجزئة وبعيدا عن الانتقائية بداية الطريق لتحقيق الامن الغذائي والإجراء الأسلم والطريق الأنسب للنمو الاقتصادي.
وعلينا ان نكون قد استفدنا من تحديات كورونا التي فرضت حصارا عالميا واغلاقا للحدود بين الدول ، وجزأت العالم بفواصل وقواطع حدودية ، حتى داخل الدولة الواحدة بعد ان كان العالم قرية صغيرة بفضل شبكة اتصالات ارضية وبحرية وجوية .
ثم تبعتها الحرب الروسية الاوكرانية التي زادت الطين بلة وفاقمت الأزمة وسببت توقفا بالإمدادات الغذائية خاصة الحبوب ، دافعة بالأسعار الى الارتفاع ، ونقص بالمواد الغذائية لقلة الإمدادات.
ومع ان مخزوننا من المواد الغذائية كان جيدا، الا أننا تأثرنا بارتفاع الأسعار، ولم نستفد من الأزمة لأننا دولة مستهلكة .
ومع اطالة امد الحرب حسب التوقعات ، خاصة بعد ان شارف الاتفاق النووي الأمريكي الأوروبي الإيراني من وضع لمساته الأخيرة، الآمر الذي يريح الاوربيين خاصة فيما يتعلق بأسعار النفط مما يرجح احتمال اطالة الحرب التي اقتربت من شهرها السابع .
ناهيك عن مدى متانة الاتفاق الروسي الاوكراني التركي بخصوص الإمدادات واستمراره وقدرته على الصمود مما يدعونا الى الاستعداد والعمل مبكرا لتحقيق الامن الغذائي الذي لا يقل اهمية عن اي منظومة أمنية اخرى .
والتعامل الجاد والمدروس مع القطاع الزراعي باعتباره بوابة العبور الى تحقيق الهدف.
الذي باعتقادنا انه يبدا من توسيع رقعة الأراضي الزراعية ومنح الشباب والعاطلين عن العمل أراضي قابلة للزراعة ضمن شروط ومحددات وضمان شراء الإنتاج من قبل الحكومة بأسعار السوق.
ولا بد من النظر الى اوضاع المزارعين فيما يتعلق بتصاريح العمل ، شريطة الالتزام وعدم التلاعب فيها او بيعها وذلك من خلال ضوابط تضعها وزارة العمل بالتنسيق مع وزارة الزراعة والقطاع الزراعي
وإعادة النظر بالقروض الممنوحة للمزارعين وجدولتها وتخفيض نسبة الفوائد ، ان لم يكن بالإمكان شطبها لإعادة الحياة والروح للقطاع من جديد.
كما نتمنى تشكيل فرق زراعية لحصر الأراضي الصالحة للزراعة وتحديد انواع المزروعات المناسبة والملاءمة لتوجيه المزارعين إليها وتقديم النصيحة لهم حول آلية التعامل معها بهدف تحقيق أكبر كمية من الإنتاج وبأقل التكاليف.
ان التعامل مع القطاع الزراعي كشعار دولة يشارك فيه جميع فئات الشعب من طلاب وشباب وعاملين وموظفين كل حسب اختصاصه والمهام الموكلة اليه ضمن خطة مدروسة وآلية قابلة للتنفيذ بعد توفير جميع الامكانيات المطلوبة.
عندها سنحقق تكاملا زراعيا ونضع ارجلنا على بداية الطريق لنمو اقتصادي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.