السفير تشن تشوان دونغ


الدكتور موفق العجلوني

السفير تشن تشوان دونغ

سفير استثنائيوصديق وفيّ بكل معنى الكلمة

بقلم //  السفير الدكتور موفق العجلوني

المدير العام

مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية

 بمشاعر مفعمة بالتقدير والعرفان، اقام سعادة السفير الصيني تشن تشوان دونغ   حفل وداع يوم أمس بمناسبة انتهاء مهمته في الأردن حضرة جمع غفير من أصحاب الدولة والوزراء و السفراء و الدبلوماسيين و عدد من المسؤولين الرسمين والقطاع الخاص و اصدقاء الصين و أصدقاء سعادة السفير.

ويأتي هذا الوداع المؤثر بعد خمس سنوات حافلة بالعطاء والعمل الدؤوب في سبيل تعزيز العلاقات الأردنية الصينية. لقد كان السفير تشن أكثر من مجرد دبلوماسي؛ كان صديقًا وفيًا للأردنيين جميعًا، وسفيرًا استثنائيًا لبلده، حاملاً رسالة محبة وتعاون بين شعبين صديقين.

منذ وصوله إلى عمّان، تميّز السفير تشن بحضوره الإنساني والدبلوماسي الراقي، وكان مثالًا يُحتذى به في التفاعل مع مختلف فئات المجتمع الأردني. لم يكن يكتفي بالمهام الرسمية فحسب، بل كان يسعى دائمًا إلى الانخراط في الحياة العامة، من خلال لقاءاته المتعددة مع المثقفين ورجال الأعمال، وزياراته للمحافظات والمؤسسات الأكاديمية، مما عزز مكانته في قلوب الجميع. لقد كان صديقًا وفيًا لكل الأردنيين، يعبّر دومًا عن احترامه الكبير للشعب الأردني، وتقديره العميق لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وولي العهد سمو الامير الحسين.

وخلال فترة عمله في الأردن، شهدت العلاقات الأردنية الصينية نموًا ملموسًا على كافة الأصعدة؛ السياسية، والاقتصاديونالتجارية والثقافية. فقد ساهم السفير تشن في فتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي، ووقّع العديد من الاتفاقيات التي أسهمت في تطوير البنية التحتية، وتعزيز التبادل التجاري، ودعم مجالات التعليم والتكنولوجيا. وكان حريصًا على الدفع نحو شراكات استراتيجية طويلة الأمد تخدم مصلحة البلدين.

كما كان له دور متميز في تعزيز التبادل الثقافي والسياحي، حيث ساهم في مشاركة العديد من الوفود الصينية في فعاليات أردنية بارزة، أبرزها مهرجان جرش للثقافة والفنون، وبرنامج “آفاق البترا”، إلى جانب الفعاليات التي نظمها المركز الثقافي الصيني في عمّان، والتي أصبحت منصّة فاعلة لتلاقي الثقافتين. كما دعم برامج التبادل الطلابي واللغوي، من خلال المنح الدراسية لتعلّم اللغة الصينية، إلى جانب تشجيع تعليم اللغة العربية للصينيين، ما أسهم في خلق جسور إنسانية ومعرفية بين الشعبين.

ولم يكن حضور السفيرتشن فاعلًا في الجانب الثقافي والتعليمي فحسب، بل برز كذلك في لحظات التحدي، لا سيما خلال جائحة كورونا، حيث وقفت الصين إلى جانب الأردن، وقدّمت دعمًا طبيًا وإنسانيًا مهمًا، عكس متانة العلاقات بين البلدين وصدق النوايا في التعاون. وقد عبّر السفير تشن مرارًا عن شكره وتقديره لجلالة الملك عبد الله الثاني، على حكمته وقيادته الرشيدة، ودوره الكبير في دعم علاقات الصداقة والتعاون بين الأردن والصين.

وخلال الأيام القادمة،يغادرنا الصديق الوفي سعادة السفير تشن تشوان دونغ، وقد ترك بصمات محبة واعتزاز لدى الأردنيين، على المستويين الرسمي والشخصي. وسيبقىسعادته في الذاكرة كشخصية دبلوماسية فريدة، استطاعت أن تلامس القلوب وتبني علاقات إنسانية حقيقية. ونحن إذ نودّعه، لا يسعنا إلا أن نتمنى له كل التوفيق والنجاح في مهمته القادمة، سواء في الصين أو سفيرًا مفوضاً وفوق العادة في دولة صديقة أخرى.

 

مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية

muwaffaq@ajlouni.me

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.