السيناريو الأقرب والأكثر منطقية


نسيم العنيزات

كما كانت الممارسات الإسرائيلية، وانتهاكات دولة الاحتلال، ضد الفلسطينيين ومقدساتهم وحصارهم الخانق لقطاع غزة منذ اكثر من 17سنة، سببا في عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي.
فان ما تقوم به دولة الاحتلال اليوم من حرب همجية وابادة جماعية ضد سكان قطاع غزة بعد ان منعت عنهم جميع مقومات الحياة ودمرت البنى التحتية، والمرافق الصحية والتعليمية وجعلت منها منطقة غير قابلة للعيش او الحياة. يضاف لهذه الفظاعة كلها، ما تقوم به داخل الأراضي المحتلة من اقتحامات يومية واعتقالات مستمرة وتضييق خناقها على الجميع.
كما ان محاولاتها الاستفزازية المستمرة لإيران من خلال استهداف بعض الأهداف الإيرانية يضعنا امام سيناريوهات عدة اولها بأن المنطقة ذاهبة إلى الانفجار خاصة الداخل الفلسطيني الذي اخذت عملياته تتوسع وتأخذ بعدا اخرا ضد جيش الاحتلال، جراء الانتهاكات الإسرائيلية ضد أبنائه، وقطاع غزة، وما يقوم به من إبادة جماعية منذ ما يقارب ال 190 يوما بعد سلسلة من الاعتقالات والاقتحامات والمضايقات والتضييق فانه لن يبقى صامتا دون حراك. وهذا الامر الذي تخشاه اصلا دولة الاحتلال.
اما السيناريو الثاني فانه متعلق بالمحور الايراني الذي تحاول دولة الاحتلال استفزازه وجره إلى الحرب او إلى التصعيد من خلال تنفيذها بعض الضربات والهجمات المباشرة ضد أهداف إيرانية كان آخرها قنصليتها في سوريا.
يشي بان دولة الاحتلال تسعى إلى تجنيب وتخفيف حالة الضغط الامريكي والدولي لإيقاف حربها على قطاع غزة، حيث تسعى الى الايهام والمناوشات نحو التلويح بتوسيع ساحة الصراع لابعاد الأضواء عن ما يجري في غزة نحو اتجاه اخر، كسبا للوقت واملا بالمماطلة وابتزازا للولايات المتحدة لاستمرارها بالدعم السياسي والعسكري خاصة عندما يتعلق الامر بإيران.
وبما ان الولايات المتحدة ودول العالم اجمع، خاصة تلك الداعمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، لا ترغب في توسيع ساحة الصراع او تأجيج المنطقة، إلى اكثر مما هي عليه، خوفا على مصالحها، وخشية من اي مفاجآت جدية، او إحداث تحالفات دولية غير متوقعة، قد تؤثر على الأوضاع العالمية بجميع محاورها،
خاصة عملية الإمدادات وكلف الشحن وارتفاع الأسعار كالمحروقات وغيرها الامر الذي سيؤثر حتما على الانتخابات الامريكية المتوقع إجراؤها قبل نهاية العام الجاري.
فان السيناريو الثالث المحتمل زيادة الضغط على دولة الاحتلال للقبول بوقف إطلاق النار واتخاذ إجراءات تتعلق بوقف العدوان وتبادل الأسرى وإيجاد الية جديدة تقبل بها فصائل المقاومة ويبقى هو الأقرب والاكثر منطقية خاصة بعد ان وجدت إسرائيل نفسها بمأزق وفي حالة تخبط لا تعرف كيف تتخلص منه إضافة إلى حالة الردة الدولية وتغيير اللهجة العالمية التي وجدت نفسها هي أيضا في حرج ومأزق كبيرين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.