الشيخ ضيف الله القلاب العموش ،،، عندما يتحدث الكبار


منذر محمد الزغول

=

الحدث لم يُكن عادياً ، والأمور كانت في مُنتهى الدقة والصعوبة والخطورة ، أيام عصيبة تابعها جميع الأردنيين  من شتى الأصول والمنابت ، أجهزتنا الأمنية كانت على مستوى الحدث ، ولولا لطف الله ورحمته وتدخل العقلاء  لحدثت فتنة كبيرة  الله وحده أعلم كيف ستكون و متى ستنتهي .

على كل  في  مثل هذه الظروف العصيبة    تظهر معادن الرجال الكبار أمثال الشيخ الجليل ضيف الله القلاب العموش  الذي توسط جموع الغاضبين والثائرين في شفا بدران ،  كان  كعادته كالأسد الشامخ   يتحدث بكل شجاعة وجرأة ، لم تأخذه في الحق لومة لائم ، يقول كلمته ولا يخشى فيها إلا الله عز وجل ، مصلحة الوطن العليا والأمن والإستقرار والأنظمة والقوانين كانت هدفه الأسمى  وغايته ، لم يأبه بكل من كان يحاول الضغط عليه ليقبل بالأمر الواقع وبشروط لا ترضي الله ورسوله ، فرفضها رفضا قاطعاً رغم الحشود الغاضبة التي كانت تحيط في المكان من كل حدب وصوب والرصاص الذي كان يملأ الأجواء  وينهمر وكأننا في ساحة حرب حقيقية .

كل ذلك  وكل هذه الأجواء المشحونة الغاضبة لم تزد شيخنا الجليل إلا إصرارا على موقفه  بعدم القبول بأي شرط لا يرضي الله ورسوله ،

فالرجل جاء ليحق الحق وينصف المظلوم ،فكيف يقبل على نفسه أن يكون سبباً في إلحاق الظلم والأذى بمن لا حول له ولا قوة ولم يكن شريكاً لا من قريب أو من بعيد  في جريمة نكراء هزت المجتمع الأردني كله و ذهب ضحيتها شاب برىء .

ما زاد من محبتي وتقديري وإحترامي  لهذا  الشيخ الجليل الكريم الطيب المعطاء عندما سأله أحد الصحفيين يوم أمس وبعد ما تعرض له  ما تعرض من  الشتم والإيذاء  من قبل الجموع الغاضبة أنه لو تم تكليفك مرة أخرى بالتدخل لإنهاء هذا الخلاف وحقن الدماء  ، فكيف سيكون موقفك ، فكان جوابه المتوقع وعلى الفور أنه لو تم ضربي وإهانتي مرات عديدة لما ترددت قيد أنملة من التدخل وإصلاح ذات البين وحفظ الأمن والإستقرار في وطننا الغالي .

هي إذن أخلاق وشيم الكبار ، كيف لا وهذا الشيخ الجليل الكريم يمثل قبيلة  من أكبر القبائل الأردنية الضاربة جذورها في التاريخ ، وهي القبيلة  التي قدمت قوافل الشهداء من أجل الأردن والأمة جميعها .

أخيراً من أحداث شفا بدران وتدخل شيخنا الجليل ضيف الله القلاب العموش بني حسن  يجب أن نأخذ الدروس والعبر ، وأولها أن على الدولة بجميع أجهزتها  ومؤسساتها ووزاراتها أن تُعيد حساباتها جيداً من خلال عدم تقديم وتلميع أرباع وأنصاف الرجال والشيوخ أصحاب العباءات المزيفة  الذين ما زادوا البلاد والعباد إلا تخبطاً وضياعا للحقوق والواجبات من خلال بحثهم عن مصالح شخصية ضيقة لا تسمن ولا تغني من جوع ، وهم وأنا واثق من ذلك أنه سيتخلون عن  الوطن وعن الدولة كلها عندما تنتهي مصالحم وعندما يشتد الخطب في البلاد والعباد لا سمح الله .

أما الرجال الكبار والشيوخ الأجلاء من أمثال أسدنا الشامخ كشموخ أم الجمال وقلعة عجلون  الشيخ ضيف الله القلاب  فهم والله صمام الأمان   في وطننا الغالي ، وأنا واثق كل الثقة أيضا أنهم لم ولن يغيروا ويبدلوا  من مواقفهم مهما كانت الظروف والتحديات والتهميش والخذلان .

أما الرسالة والدرس الأخر الذي يجب أن نأخذه من أحداث شفا بدران  ومن غيره من الأحداث المؤسفة التي  شهدها ويشهدها  وطننا الغالي وقد ذكر ذلك  شيخنا الجليل أكثر من مرة في مقابلاته وتصريحاته أن الدولة يجب أن لا تسمح لأي أحد بالتطاول على أمن وإستقرار البلاد ويجب عليها أن تضرب بيد من حديد ، فلا يجوز لأي من  كان أن يتجاوز الأنظمة والقوانين وأن  يحتكم لقانون شريعة الغاب .

بارك الله بالرجال الكبار  أصحاب الهمم العالية من أمثال شيخنا الجليل ضيف الله القلاب ، سائلا العلي القدير أن يحفظهم ويبارك بعملهم وجهدهم وأن يحفظ وطننا وقائد وطننا  من كل سوء ،وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن .

 

والله من وراء القصد ،،،

 

بقلم / منذر محمد  الزغول 

ناشر ومدير وكالة عجلون الاخبارية 

عضو مجلس محافظة عجلون 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.