الصراع بين مراكز القوى


نسيم العنيزات

واضح ان هناك مراكز قوى داخل مجتمعنا وفي مؤسساته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، ما ان تتكسر بعضها او تضعف، يشتد عود بعضها الآخر ويصبح أكثر قوة ونفوذا.
ففي الوقت الذي كنا وما زلنا نتساءل فيه عن النخب اين ذهبت، واين اختفى بعضها ؟ بعد غيابهم عن المشهد برمته. تطل علينا مراكز قوى لا نعرف من اين اتت وكيف نبتت ، وكل ما نعرفه هو نفوذها وقدرتها على العيش والتأقلم وسرعة ردها وهجومها ، عندما تتعرض مصالحها لأمر ما، او تجد حجرا في طريقها قد يؤخر وصولها ، لنرى رصاص الدفاع ينهمر عليك من كل الاتجاهات.
فعند اول اصطدام او الصراع على المصالح بين بعضها لا على المصلحة العامة طبعا ، تجد نفسك داخل ساحة من الحرب لا ترى فيها غير قاذفات هجومية ودفاعات ارضية وجميع فنون القتال يشترك فيها بعض «الكومبارس» او المتطوعون لمثل هذه الافلام باجور رمزية او طمعا بمغنم .
تبدأ المعركة بشيفرات من التلميح تحمل بين طياتها نوعا من التهديد والوعيد المبطن ، تحملها رسائل من نوع خاص مكتوبة بالحبر السري لا يعرف شيفراتها وحل رموزها، الا الشخص المعني ، فإما يفهم معناها ويطوي الصفحة او يرد برسالة ذات المعنى، وهنا تبدأ معركة الدفاع عن النفس واثبات الوجود او التأديب ، بعيدا عن الوطن ومصالحه فكأنهم يعيشون بجزيرة معزولة لا يعرفون الوطن الا من خلال مصالحهم او عندما يخرجون بطاقاتهم الشخصية لأمر ما.
حالة من الشراسة والاستبسال يستخدم فيها جميع انواع الاسلحة دون تجريم او تحريم لاي نوع منها ، لإنها تعني لهم إثبات وجود وصمود . ولا يجوز الانكسار او الهزيمة .
فالوطن اخر همهم ، ويا ليت الوضع يتوقف عند هذا الحد ويتركونه بحاله ويتوقفون عن جلده واذية شعبه ، والنهش بلحمه، ومحاولة النيل منه عندما تتعرض مصالحهم للخطر او يتم تسليط الاضواء عليها .
نعم انه صراع بين مراكز قوى تعيق المسيرة وتعمق الفساد والمحسوبية على حساب الوطن .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.