العبرة المستفادة من حريق اللاذقيةً

محامي محمد صدقي الغرايبة
=
ما يحدث في غابات اللاذقية هو درس لكل دولةً لديها غابات كثيفة ووعرة ولا تستطيع فرق الدفاع المدني الوصول اليها وهي تجربةً حية لجميع الكوادر التي ساهمت مشكورة في اخماد الحريق .
ما حدث في اللاذقية قد يحدث لا سمح الله في الاردن وفي تركيا وفي غابات اي دولة اخرى سواء كانت حرائق مفتعلة او ناشئة عن عوامل جوية وهذا امر وارد لكن هل فكرنا بالتجربة السورية وأخذنا منها العبر كي نتفادى اي حريق قد ينشب في غاباتنا في المستقبل .
هل لهذا الحريق اثر على خطط الحكومة الرشيدة عموما وعلى خطط وزارة الزراعة ووزارة الأشغال العامة مستقبلا ام أنها ستعتبر ما حدث امر لا يعنينا وأننا لسنا على ذات التماس ولسنا قلقين من حدوث ذات الأمر لدينا
اعتقد بأن ثمة قرارات جريئة ينبغي ان يتم اتخاذها في القريب العاجل أهمها نقل تبعية مديرية الحراج لتصبح تابعة الى وزارة الاشغال العامةً والاسكان وعلى وزارة الأشغال العامة ان تضع الدراسات السريعة لشق الطرق بين الغابات دون ان تواجه اي إعاقات روتينية تتعلق بالموافقات غير المبررة عند اقتلاع شجرة حرجية أعاقت فتح طريق عام يخدم الانسان والحيوان ويخدم الغابات الكثيفة لأن تلك الموافقات وقفت ذات نهار في وجه الكثير من المشاريع الحيوية والاستثمارية.
على الجهات المعنية ان تضع خطة تهدف إلى تقسيم الغابات إلى مربعات ذات مساحات متساوية تفصلها عن بعضها طرق واسعة حتى لو لم تكن معبدة تشكل فاصلا بين الغابة والأخرى وحائلا يحول دون تشابك الأشجار الأمر الذي يقلل من سرعة انتشار الحريق ويتيح للفرق الدخول إلى الغابات وإنقاذها من التوسع السريع للحرائق وهي بذات الوقت. تسهم في تطوير السياحة وتمكن المصطافين من استخدامها والدخول إلى الغابات من خلالها والاستمتاع بجمال الطبيعة .
ومن الممكن إطلاق مبادرة للمواطنين الراغبين بجمع الاحطاب الجافة مقابل مساهمتهم في ازالة الأعشاب الجافة على أطراف الأحراش بنسب متفاوته وواضحة وتحت رقابة لجنة مكونة من اكثر من جهة رسمية .
ما يحدث في اللاذقية هو درس حقيقي وتجربة عملية لنا في الأردن ولكل دولة يوجد لديها غابات كثيفة وعلينا ان نتعلم من هذا الدرس الحيّ ونأخذ العبرة منه دون الالتفات إلى المبررات التقليدية التي قد تجهز على أجمل مناطق الأردن ذات نهار لا سمح الله وتحولها إلى رماد تذروه الرياح .
تقبلوا احترامي
المحامي محمد الغرايبه
كلام يتم عن وعي وطني
بجب على أصحاب القرار الحكومي الاهتمام بالأمر و الاستعداد لأي طارئ لا سمح الله