العلاقات الاجتماعيه والاسريه في الاردن هل اختفت …


د .سمير عبدالرحيم الزغول

لا يمكن القول بأن العلاقات الاجتماعية والأسرية قد اختفت بالكامل في الأردن. فعلى الرغم من التحولات الاجتماعية والثقافية التي تشهدها المجتمعات الحديثة، إلا أن العلاقات الاجتماعية والأسرية لا تزال ذات أهمية كبيرة في المجتمع الأردني.الأردن يحتفظ بتقاليد قوية وقيم اجتماعية تعزز العلاقات الأسرية والاجتماعية. الأسرة لا تزال تعتبر الوحدة الأساسية في المجتمع، وتحظى بالاحترام والتقدير. تتسم العلاقات الأسرية في الأردن بالترابط والتضامن، حيث يسعى أفراد العائلة إلى دعم بعضهم البعض والاهتمام برعاية الأجيالأما بالنسبة للعلاقات الاجتماعية، فلا يزال للجيران دور هام في المجتمع الأردني. يتشارك الجيران الأحداث والمناسبات المختلفة معًا ويقدمون الدعم والمساعدة في الأوقات الصعبة. وتظل العلاقات المجتمعية مهمة في بناء الروابط وتعزيز الانتماء والتضامن في المجتمع.ومع ذلك، قد يكون هناك تحولات في العلاقات الاجتماعية والأسرية نتيجة للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية التي تؤثر على المجتمع بشكل عام. قد يشهد بعض الأفراد تغيرًا في أنماط العيش والتفاعل الاجتماعي، وقد يؤثر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على الاتصال الشخصي المباشر.لذالك تحدث التحولات في العلاقات الأسرية في الأردن، كما هوالحال في العديد من المجتمعات الحديثة، نتيجة لعوامل متعددة. من بين هذه العوامل:· التحولات الاجتماعية: مع التطور الاجتماعي والاقتصادي، يتغير دور الأفراد في الأسرة والمجتمع. يزداد عدد النساء العاملات والمشاركة الأكبر لهن في الحياة العامة، مما يؤثر على التوازن في الأدوار الأسرية التقليدية. قد يزداد التحدي في توفير الوقت للتفاعل الأسري والاهتمام بالأسرة.· التغيرات الديموغرافية: يشهد الأردن زيادة في معدلات الهجرة الداخلية والعمل النسبي للنساء وتأثيراتها على الترابط الأسري. قد ينتقل الأفراد بعيدًا عن أسرهم ويتشتتوا جغرافيًا، مما يؤثر على التواصل والتفاعل اليومي.· التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي: استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤثر على العلاقات الأسرية بشكل مباشر. فقد يؤدي الاعتماد الزائد على الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي إلى تقليل التفاعل الشخصي المباشر بين أفراد الأسرة والتركيز على الاتصال الافتراضي.· التغيرات القانونية والاجتماعية: يؤثر التغير القانوني والاجتماعي في العلاقات الأسرية. على سبيل المثال، تغيرت قوانين الزواج والطلاق ورعاية الأطفال، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تغيرات في الديناميكيات الأسرية والتواصل بين أفراد الأسرة· الانتقال من نمط الأسرة الممتدة إلى الأسرة المفصله في الماضي، كانت الأسرة الممتدة هي النمط السائد في الأردن، حيث يعيش الأجداد والأقارب معًا في منزل واحد. ومع ذلك، شهد المجتمع تحولًا نحو الأسرة المنفصله ، حيث يعيش الأب والأم والأطفال في منزل منفصل. قد يؤثر هذا التغيير على الحياة الأسرية والتفاعل اليومي بين أفراد الأسرة.· الزيادة في معدلات الطلاق: قد يؤدي زيادة معدلات الطلاق في الأردن إلى تغيرات في الأسرة والعلاقات الأسرية. فقد يعاني الأطفال من الانفصال الوالدي وتأثيره على الترابط العائلي، وقد ينتج عنه ضرورة إعادة تشكيل العلاقات وتقديم الدعم والرعاية.· التحديات الاقتصادية: يمكن أن تؤثر التحديات الاقتصادية، مثل البطالة وارتفاع التكاليف المعيشية، على العلاقات الأسرية. يمكن أن يزيد الضغط المالي والتوتر من التواصل والتفاعل العائلي، ويتطلب من أفراد الأسرة تحمل مسؤوليات إضافية لتلبية الاحتياجات الأساسية.· التأثيرات الثقافية العالمية: يعيش المجتمع الأردني تأثيرات العولمة وانتشار الثقافات المختلفة عبر وسائل الإعلام والتكنولوجيا. قد يؤدي ذلك إلى تغيرات في القيم والمبادئ التقليدية، ويتطلب توجهًا نحو التكيف مع التنوع الثقافي وتعزيز التفاهم بين أفراد الأسرة· النشاط الاجتماعي والمهني: يعيش الأفراد في الأردن حياة مشغولة بالأعمال والتزاماتهم الاجتماعية. يمكن أن يتسبب الضغط الزمني والمسؤوليات المتعددة في قلة الوقت المخصص للتفاعل الأسري. قد يشعر الأفراد بالتوتر والإرهاق وقد يؤثر ذلك على التواصل في العلاقات الأسرية.· التوجهات الثقافية الشبابية: ينتشر بين الشباب في الأردن توجهات وثقافات جديدة تؤثر على العلاقات الأسرية التقليدية. يمكن أن تظهر اختلافات في وجهات النظر والقيم بين الأجيال المختلفة، وهذا قد يؤدي إلى توترات وتحديات في التفاعل بين الأفراد.

مع وجود هذه التحولات، فإنه من الضروري بناء الوعي وتعزيز الحوار والتفاهم بين أفراد الأسرة. يجب العمل على إيجاد الوقت المناسب للتفاعل الأسري، وتعزيز الاتصال الشخصي والاستماع الفعّال بين أفراد الأسرة. كما يجب تشجيع الدعم المتبادل وبناء الثقة لتعزيز الروابط العائلية القوية والصحيةفي الختام، يمكننا أن نقول إن التحولات في العلاقات الأسرية في الأردن لا تعني اختفاء تلك العلاقات بل تعني تطورها وتغيرها لمواجهة التحديات الحديثة. قد يتطلب ذلك المرونة والتكيف من قبل أفراد الأسرة للحفاظ على التواصل الصحي والترابط العائلي. يجب علينا أن نولي اهتمامًا للحفاظ على قيم التفاهم والاحترام والدعم المتبادل في العلاقات الأسرية. بتعزيز الروابط العائلية والتواصل الفعال، يمكننا بناء أسر قوية ومترابطة تحقق السعادة والاستقرار في المجتمع الأردني.

ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن التحولات في العلاقات الأسرية لا تعني بالضرورة انعدام الروابط الأسرية أو انهيار العلاقات. بل قد تعني تطورًا في طرق التفاعل والتواصل بين أفراد الأسرة. فقد يساعد التحول في توسيع الأفق وتقديم فرص جديدة للتفاعل والترابط العائلي.بالإضافة إلى ذلك، يمكن للتحولات في العلاقات الأسرية أن تشكل فرصة لتعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين أفراد الأسرة. قد يعمل التحدي الناشئ على تعزيز الحاجة إلى التفاهم والتعاون المشترك لتحقيق التوازن والسعادة الأسرية.وبشكل عام، يجب أن نتذكر أن العلاقات الأسرية تتطلب الجهود المستمرة والاستثمار في الوقت والتواصل الفعّال والتفاهم المتبادل. إذا قامت الأسرة بالعمل على تعزيز قيم الترابط والاحترام والدعم المتبادل، فإنها ستتمكن من التأقلم مع التحولات الحاصلة في المجتمع والحفاظ على علاقات قوية وصحية داخل الأسرة.لذا لا يمكن القول بأن العلاقات الاجتماعية والأسرية قد اختفت بالكامل في الأردن، بل تتطور وتتغير بمرور الوقت وتأثير العوامل المختلفةولتعزيز الروابط العائلية، يمكننا أن نعزز التواصل الفعّال والتفاهم بين أفراد الأسرة. يمكن القيام بذلك من خلال:· تخصيص الوقت: تخصيص وقت منتظم للتفاعل الأسري، مثل الوجبات المشتركة أو النشاطات العائلية. يمكن أن تساعد هذه اللحظات في تعزيز التواصل وبناء الروابط العائلية.· الاستماع الفعّال: الاستماع بعناية إلى أفراد الأسرة ومشاعرهم واحتياجاتهم. التفاهم والدعم لهم والتعاطف مع مشاكلهم واحتفالاتهم.· التواصل الصادق: الصدقً في التعبير عن المشاعر وألأفكار. تجنب الانحياز ، الاتصال بأفراد الأسرة بصدق واحترام.· تعزيز العلاقات الشخصية: بإقامة نشاطات تجمع أفراد الأسرة معًا، مثل الرحلات أو الألعاب أو التطوع. تلك الأنشطة تساهم في بناء ذكريات مشتركة وتعزيز الترابط العائلي.· حل المشاكل بشكل بناء: عند وجود خلافات أو صراعات، محاولة حلها بشكل بناء ومتعاون. الأعتماد على الحوار والتفاهم المتبادل للوصول إلى حلول مرضية للجميع.· الدعم المتبادل: تقديم الدعم والمساندة لأفراد الأسرة في الأوقات الصعبة. كفريقًا واحدًا يدعم بعضه البعض يعزز الترابط ويقوي العلاقات الأسرية.باستخدام هذه الاستراتيجيات، يمكننا تعزيز العلاقات الأسرية في الأردن وبناء أسر قوية ومترابطة تحقق السعادة والاستقرار . يجب أن يكون التركيز على تعزيز الثقة والاحترام المتبادل بين أفراد الأسرة، وتعزيز الروح الإيجابية والتفاؤل في المجتمع. يمكن للتفاهم والتسامح أن يلعبا دورًا هامًا في بناء العلاقات الأسرية المستدامة.علاوة على ذلك، يجب أن يكون للأفراد دور فاعل في بناء العلاقات الأسرية القوية. يمكنهم العمل على تعزيز التواصل والمشاركة في القرارات العائلية وتقديم الدعم المعنوي والعاطفي لبعضهم البعض. من المهم أن يتم تعزيز روح الفريق والمسؤولية المشتركة لجميع أفراد الأسرة في خلق بيئة أسرية صحية ومتوازنة في المجتمعفي النهاية، يعد تعزيز العلاقات الأسرية في الأردن مسؤولية مشتركة لجميع الأفراد. من خلال الاهتمام بالتواصل الفعال، والاحترام المتبادل، والدعم المتبادل، يمكننا بناء أسر سعيدة ومترابطة. لذالك الأسرة هي الخلية الأساسية للمجتمع، وتعزيز قوة الأسرة يسهم في بناء مجتمع قوي ومزدهرد. سمير عبد الرحيم الزغول

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.