العيد الوطني السعودي الـ ٩٣مسيرة تقدم وتطوروازدهار


الدكتور موفق العجلوني

=

بقلم /  السفير الدكتور موفق العجلوني

المدير العام

مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية

 =

 

تحتفل المملكة العربية السعودية الشقيقة في الأيام القادمة بالعيد الوطني الـ ٩٣ وهي أكثر قوة ومنعة وازدهاراً، وأشد عزماً على بلوغ غايات النمو والتقدم، في حالة عشق مع شعبها وقيادتها الحكيمة، وفي تلاحم وطني على طول البلاد وعرضها، أرسى دعائمه مؤسسها المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز آل سعود وأبناؤه الذين تعاقبوا على حكم البلاد.

 

وإذا كانت المملكة العربية السعودية الشقيقة قد تجاوزت بأمن وسلام صعوبات سنوات التأسيس، وبناء البنية الأساسية، وترسيخ آليات الاقتصاد، والتعليم، والصحة، والرعاية الاجتماعية؛ فإنها تمضي اليوم قدماً على نفس الطريق تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، منطلقة من رؤية جديدة وازنت بين الداخل والخارج وأصبحت تشكل الرقم الصعب في المعادلة الإقليمية والدولية.

 

 

اليوم الوطني السعودي الـ ٩٣هو يوم مميزٌ بامتياز غير مسبوق، فهو مسيرة تقدم وتطور ورخاء وازدهار. تعزيز للعلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والعلمية والصحية على مستوى الاشقاء والاصدقاء. مسيرة خير وعطاء تمتد يد الخير السعودية للشقيق والصديق والعمل الانساني في ارجاء الكرة الارضية. حاضنة الخير والكرم والسخاء والرعاية والعطاء لزوار المملكة من معتمرين وحجاج وضيوف الرحمن على مر الأيام والسنين.

 

اليوم الوطني السعودي الـ ٩٣ هو رسالة سلام وامن واطمئنان يعيشها ضيوف الرحمن في زيارة بيت الله الحرام بفضل الرعاية والامن والامان وتقديم كافة سبل الراحة والذي عملت المملكة العربية السعودية من خلال كافة اجهزتها الرسمية والامنية والعسكرية والشعبية وبتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، وبأشراف مباشر من ولي العهد صاحب السمو الامير محمد بن سلمان وكافة اصحاب السمو الامراء.

 

اليوم الوطني السعودي الـ ٩٣، تعبير صادق عن مواجهة التحديات التي تعيشها المملكة العربية السعودية في سبيل الدفاع عن قضايا الامة العربية والاسلامية، ومكافحة التطرف والارهاب والصورة الناصعة عن رسالة الاسلام السمحة.

 

اليوم الوطني السعودي الـ ٩٣ هو تعبير صادق عن الدبلوماسية السعودية في اروقة الامم المتحدة والمنظمات التابعة لها، تعبير صادق عن الدبلوماسية السعودية على الساحة الاسلامية، وها هي تحتضن منظمة التعاون الاسلامي، ولا تألوا جهدا في سبيل الدفاع عن الاسلام والمسلمين في شتى بقاع الارض تيمناً بالكتاب والسنه.

 

الاحتفال باليوم الوطني السعودي الـ ٩٣، هو تعبير عن الوقوف الى جانب الحق مع كافة الاشقاء ومد يد العون والمساعدة، والوقوف الى جانب الاشقاء في وقت الشدائد.

 

اليوم الوطني السعودي الـ ٩٣، هو رسالة للداخل والخارج، رسالة للقريب والبعيد ان المملكة العربية السعودية هي المدافع والمنافح عن حقوق الانسان وحقوق المرأة، وحقوق الطفل.

 

اليوم الوطني السعودي الـ ٩٣ هو اليوم الوطني للعرب والمسلمين، يوم تتجلى فيها كل المعاني السعودية السامية، تتجلى فيه يد السماحة والعدالة، تتجلى فيها يد النصح والمشورة، تتجلى فيه يد التضامن والوقوف صفاً واحداً في مواجهة التهديدات والاخطار التي تواجه الامتين العربية والاسلامية.

 

اليوم الوطني السعودي الـ ٩٣، تعبير صادق عن الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه المغتصبة واقامة دولته الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية.

 

اليوم الوطني السعودي الـ ٩٣، هو تعبير صادق باعتبار المملكة العربية السعودية البيت الامن والحامي لكل الضيوف العاملين في المملكة العربية السعودية من مختلف الاجناس والعروق والألوان.

 

نعم ، اليوم الوطني السعودي الـ٩٣ هو مبعث سعادة و افتخار لكل السعوديين، في الداخل و الخارج، و قد عبر عن هذا  في كل المناسبات الرسمية و الاجتماعية سعادة السفير ” المتميز دائماٍ  ” نايف بن بندر السديري سفير المملكة العربية السعودية في عمان ، و الذي لا يدخر جهداً في سبيل تعزيز و تطوير العلاقات الثنائية بين المملكتين ، و يذكر الاردنيون جميعاً على المستويين الرسمي و الشعبي النشاط  غير المنقطع النظير لسعادته و في كل المناسبات ، فهو الحاضر و المبادر و المتميز في ايجاد كافة السبل و الوسائل من اجل اخذ العلاقات الاردنية السعودية الى ارقي معانيها .

 

هذا وتواصل المملكة القيام بدورها الأساسي في المجالات الإقليمية والدولية عبر ديبلوماسيتها النشطة وجهودها في خدمة قضايا الأمتين العربية والاسلامية. واليوم مع حلول ذكرى تأسيسها الـ ٩٣ وبقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين أيدهما الله تدخل المملكة مرحلة جديدة في مسار نهضتها وهي مرحلة تؤهلها لتكون واحدة من أهم دول العالم في القرن الواحد والعشرين.

 

ولا ننسى نحن في الأردن دعوة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين بمناسبة انعقاد قمة العشرين ليكون ضيف الشرف في هذه القمة في الرياض وبدعوة مباركة من أخيه خادم الحرمين الشريفين. وهذا تعبير عن مكانة جلالة الملك عبد الله حفظه الله لدى المملكة العربية السعودية ومعنى مشاركة جلالة الملك في قمة العشرين الى جانب أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله .

 

وكذلك مبادرات سعادة السفير نايف بن بندر السديري دعواته الأسبوعية في عرين منزل سفارة المملكة الى أصحاب الدولة والمعالي والسعادة ورجال الصحافة والاعلام وأصدقاء المملكة العربية السعودية. هذه الدعوات والتي تتزين دائماً بالحديث الطيب وتبادل الآراء والأفكار في مختلف القضايا الراهنة ضمن أجواء الكرم السعودي وأجواء الاخوة الصادقة والمحبة المتبادلة.

 

والأردن ممثل بقيادته الحكيمة وحكومته وشعبه يقدر عالياً الجهود الكبيرة لسعادة السفير السديري في دوره في تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين.

 

هذا و تعيش المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعبا واخوة واشقاء وأصدقاء،و على رأسهم المملكة الأردنية الهاشمية ومن كل حدب و صوب،أجواء الاحتفال، بمناسبة مرور ثلاثة وتسعون ربيعاً على تأسيس المملكة و في مواصلة مسيرة البناء والنماء والتقدم والازدهار تحت لواء لا اله الا الله محمداً رسول الله بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، وولي عهده الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله. حيث حققت المملكة إنجازات غير مسبوقة على صعيد التنمية والإصلاح الاقتصادي والنمو والتوسع في كافة المجالات، فأصبحت اليوم من أكبر عشرين اقتصادا في العالم، وأكبر اقتصاد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مصدر للنفط بالعالم. ولم تتوقف عجلة النمو والتقدم عند هذا الحد، بل تم إقرار رؤية المملكة ٢٠٣٠، عنوانها تنويع مصادر الدخل غير النفطية، حيث تم تنفيذ العديد من خطط الرؤية التي أثمرت بوادرها بنجاح يفوق المتوقع وتم عمل إصلاحات اقتصادية كانت لها نتائجها الإيجابية الواضحة.

 

وقد جاء إطلاق “رؤية المملكة ” ٢٠٣٠”، لتكون ركيزة أساسية لنهضة عصرية للمملكة تلبي الطموحات العالية للشعب السعودي الذي ينظر إلى هذه الرؤية بعين التفاؤل ويعمل على تحقيقها بكل شغف لما تحمله من خطط طموحة تلامس جميع شرائح المجتمع السعودي. وفتحت المجال أمام السياحة الداخلية ولمن يرغب من دول العالم لزيارة المملكة. وسعيا لتنمية القطاع السياحي أقامت المملكة عددا من المشاريع الضخمة والطموحة، منها مشروع “نيوم” ومشروع “القدية” ومشروع “البحر الأحمر” ومشروع “أمالا” واستقطبت أكبر المستثمرين في قطاع بناء المجمعات التجارية في المنطقة وأقامت مواسمها السياحية في جميع مناطقها، وأهمها “موسم الرياض“.

 

هذا وقد اولت المملكة العربية السعودية جل اهتمامها في السنوات الأخيرة الى جيل الشباب باعتباره ثروة الوطن وعماد الأمة، ودعمت الابتعاث للخارج والترفيه بالداخل، كما أنها عززت دور المرأة في المجتمع، إذ تسعى خطة ” التحول الوطني ٢٠٣٠ ” لتمكين المرأة من الوصول إلى الوظائف العليا وما دونها. وابتهجت المرأة السعودية بعدد من القرارات ومنها حق الولاية وصندوق النفقة وتبوأ المراكز القيادية في الدولة وغيرها من القرارات. ووضعت الرؤية الجديدة خطة شاملة تهدف للارتقاء بجميع الألعاب الرياضية استكمالا لمسيرة الإصلاح في جميع المجالات.

 

أما على الصعيد السياسي فتعتبر المملكة العربية السعودية ركيزة أساسية لإرساء الأمن والسلم في المحيط الإقليمي والعالمي، بما تملكه من مكانة دولية كبيرة بسياستها الحكيمة التي حققت نجاحات كبيرة تحسب للمملكة في توازن القوى والعمل الدبلوماسي الكبير الذي تقوم به. وقمة جدة للأمن والتنمية،والذي شارك فيه جلالة الملك عبد الله الى جانب اخوانه من أصحاب الجلالة والسمووالفخامة،وما تمخض عنه من بيان مشترك كدليل اكيد على موقف المملكة العربية السعودية تجاه السياسية الخارجية السعودية وقضايا المنطقة والتحديات التي تواجهها المنطقة وموقف المملكة العربية السعودية المشرف من كافة القضايا الوطنية والعربية والإقليمية والدولية.

 

بنفس الوقت تعتبر المملكة العربية السعودية مركزا سياسيا إقليميا وعالميا مهما، حيث احتضنت عددا من القمم السياسية المهمة منها قمة “جدة للأمن والتنمية” وكذلك احتضانها لعدد من قمم دول مجلس التعاون التي ترأس دورتها الحالية. كما أن المركز الاقتصادي الكبير الذي تتمتع به المملكة العربية السعودية منحها نقاط قوة على مستوى الاقتصاد العالمي،وخاصة كونها عضوا في مجموعة العشرين وصانعا مهما في أسواق الطاقة عالميا، حيث عملت بكل حكمة على توازن أسواق الطاقة في أصعب الظروف وشهد لها العالم بذلك لا سيما أثناء جائحة فيروس كورونا والازمة الروسية الأوكرانية.

 

وأولت المملكة قطاع التعليم اهتماما بالغا وقامت بنهضة علمية كبيرة ونوعية، حيث توجه هذا العام أكثر من ستة ملايين طالب في جميع المراحل التعليمية للحصول على الخدمات التعليمية المجانية التي تقدمها حكومة خادم الحرمين لأبنائها في جميع المراحل من خلال آلاف المدارس وكذلك ٢٨ جامعة وعدد من المعاهد التقنية والإدارية المنتشرة في إنحاء المملكة، بالإضافة إلى خطط نوعية للابتعاث الخارجي.

 

أما الاستراتيجية التي تنتهجها قيادة المملكة لصيانة هذه المكتسبات وتدعيمها فتتمثل في عدة ركائز أولاها التمسك بالعقيدة الاسلامية قولا وفعلا والسير على نهجها، وثانيهما التمسك بالهوية العربية وثالثهما المحافظة على وحدة الوطن وسلامة أراضيه ورابعهما توفير العيش الكريم لمواطني المملكة عبر خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

 

بنفس الوقت تبذل المملكة العربية السعودية جهودا كبيرة للمحافظة على البيئة ومحاربة التغير المناخي من خلال إقامتها لعدد من المحميات الطبيعية البرية والبحرية وتقديمها لمبادرتي “السعودية الخضراء” و”الشرق الأوسط الأخضر”. كما أعلنت المملكة استهدافها للوصول إلى الحياد الصفري لانبعاثات الكربون في عام ٢٠٦٠ من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون، وكذلك توجهها لاستخدام الطاقة النظيفة والمستدامة. وبهذه المناسبة المباركة للعيد الوطني ال ٩٣ تتطلع المملكة إلى المزيد من الإنجازات لتحقيق الخير والازدهار للشعب السعودي، والمضي قدما في مسيرة البناء والتطوير، مع ما أتاحته رؤية المملكة الطموحة من فرص واسعة لغد أفضل ومستقبل مشرق.

 

وأخيراً وليس اخراً فإن العلاقة بين المملكة العربية السعودية، والمملكة الأردنية الهاشمية هي علاقة ودية وأخوية أخذت طابعا دبلوماسيا مرموقا، وامتازت بعراقتها المتجذرة التي تتعدى جميع المفاهيم وأبعاد المصالح والمحددات، أساسها المصداقية والوضوح في التعامل. وأن العلاقات السعودية الأردنية تاريخية واستراتيجية، سواء من منظور الجذور والتاريخ والهوية والقرابة، أو من المنظور الاستراتيجي، حيث التحديات الواحدة، والمصالح المشتركة، والتوجهات والمصير الواحد. وأن العلاقات السعودية الأردنية اليوم أقوى من أي وقت مضى، وتمثل حلقة متميزة وأنموذجا يُحتذى في العمل العربي المشترك، الأمر الذي تؤكده حالة التنسيق الدائم والتشاور المستمر بين البلدين على أعلى المستويات، ووحدة الموقف تجاه مختلف القضايا العربية والاقليمية والعالمية.”

 

وبهذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعاً ” اليوم الوطني السعودي الـ ٩٣ ” ، يشاركني كافة الأردنيون و الاردنيات برفع أسمى آيات التهاني والتبريك لسعادة سفير المملكة العربية السعودية الصديق نايف بن بندر السديري، والى كافة أعضاء السفارة الكرام، .متمنيين للمملكة العربية السعودية في عيدها الـ ٩٣ دوام التقدم والازدهار في ظل الرعاية الملكية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الميمون سمو الامير محمد بن سلمان حفظهم الله.

 

 

مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية

muwaffaq@ajlouni.me

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.