الفيتو الاميركي رسالة للمجتمع الدولي: إسرائيل خارج اية ضغوطات دولية


الدكتور موفق العجلوني

بقلم // السفير الدكتور موفق العجلوني

المدير العام /مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية

 —

ما معني ان يلتقي الفيتو الامريكي ضد مشروع قرار جزائري مقدم لمجلس الأمن الدولي يطالب بوقف “فوري” لإطلاق النار في غزة مع تصريح نتنياهو:لن نرضخ لأي ضغط أممي لوقف إطلاق النار…!!!  رغم انالمشروع قد حظي بتأييد 13 دولة وامتناع دولة واحدة هي بريطانيا.وقالت المندوبة الأميركية بالأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد أمام جلسة للمجلس للتصويت على مشروع القرار، إن بلادها تعمل للتوصل لاتفاق يتيح الإفراج عن الرهائن بالتعاون مع مصر وقطر.

واضافت انها ترى مشروع القرار المطروح سيقوض المفاوضات وأن الوقت غير مناسب للطرح. وان أي عمل يقوم به المجلس الآن ينبغي أن يساعد المفاوضات لا أن يقوضها”، وأن واشنطن تسعى لقرار دائم بشأن الصراع في غزة بما يمكن الفلسطينيين والإسرائيليين من العيش جنبا إلى جنب“.

على الرغم مما أكده مندوب الجزائر ان التصويت لصالح مشروع القرار يمثل “دعما لحق الفلسطينيين في الحياة”، محذرا من أن التصويت ضد مشروع القرار “ينطوي على تأييد للعنف الوحشي والعقاب الجماعي المفروض على الفلسطينيين“.ويطالب مشروع القرار بـ”وقف إنساني فوري لإطلاق النار على جميع الأطراف احترامه“.ويرفض النصّ “التهجير القسري للمدنيّين الفلسطينيّين”.

 

بالمقابل،تتجاهل الولايات المتحدة الأميركية ما يجري في غزة من إبادة جماعيةً، تلاعباً بعملية شراء الوقت من خلال إدارة الازمة لا إيجاد حل لها، وهي سياسة كيسنجر التي تسير عليها الولايات المتحدة من خلال الرحلات المكوكية لوزير الخارجية بلينكن في التعامل مع أزمات الشرق الأوسط والتي لا زالت تنتهجها، فإسرائيلتتحدث عن خطّة لإجلاء المدنيّين قبل هجوم برّي محتمل في رفح حيث يتكدّس ١،٥ مليون شخص في جنوب قطاع غزة. بينما الامرالمهم بالنسبة لإسرائيل وهي تمعن في عملية الإبادة الجماعية لسكان قطاع غزة، هو إطلاق جميع الرهان فقط حتى إذا لزم الامر حرق قطاع غزة عن بكرة ابيه.

 

بنفس الوقت تقوم إسرائيلباعتقال مئاتالفلسطينيين في الضفة الغربية وعلى مرأى ومسمعمن الولاياتالمتحدة متجاهلة نداءات المجتمع الدولي لوقف إطلاقالنار.

 

بالقابل لا تعتبر الولايات المتحدة مشروع الجزائر “سيُحسّن الوضع على الأرض، وبالتالي إذا طُرح مشروع القرار هذا على التصويت، فإنّه لن يمرّ“. ومن شأنه أن يُعرّض للخطر المفاوضات الدبلوماسيّة الدقيقة للتوصّل إلى هدنة بما في ذلك إطلاق سراح مزيد من الأسرى(مجنون يحكي وعاقل يسمع …!!!)

 

لا أعرف عن اية مفاوضات تتحدث الولايات المتحدة الأميركية وعن اية هدنة وهي تقود عملية الإبادة الجماعية في قطاع غزة بدعمهاالكامل بالسلاح والمال والعتاد لنتنياهو وزمرته المجرمة المتطرفة، تاركة الساحة لنتنياهو يعيث قتلاً وارهاباً وتدميرا في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة. ولن يخضع لأي ضغط قبل تحقيق جميع أهدافه بتدمير قطاع غزة. وذلك ردا على سؤال بشأن اجتماع مجلس الأمن الدولي لبحث وقف إطلاق النار بغزة.

الأردن محق بالتعبير عن خيبة أمله جراء فشل مجلس الأمن بتبني مشروع لوقف إطلاق النار. حيث أعربت  وزارة الخارجية و شؤون المغتربين على لسان السفير سفيان   القضاةعن الأسف وخيبة الأمل جراء فشل مجلس الامن مرة أخرى باعتماد قرارٍ بوقف إطلاق النار في قطاع غزة جراء استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لحق النقض “الفيتو” ضد مشروع القرار الذي تقدمت به الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة  نيابةًعن المجموعة العربية ، وإن عجز مجلس الأمن وللمرة الثالثة عن إصدار قرار يوقف الحرب المستعرة على غزة، يعكس العجز الدولي عن وقف الكارثة الإنسانية الناشئة عن الحرب العدوانية العبثية التي تصر اسرائيل  و الولايات المتحدة الأميركية على استمرارها.

وبالتالي يتحتم على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته وخاصة مجلس الأمن بإصدار قرار يوقف الحرب المستعرة على غزة والتي راح ضحيتها ما يقارب ٣٠ ألف إنسان بريء معظمهم من النساء والأطفال، وعلى ضرورة أن يتم تطبيق قواعد القانون الدولي دون محاباة أو تمييز.

يبدوا ان السياسة الأميركية تجاه قطاع غزة بعد الفيتو الأخير في مجلس الامن ضد مشروع الجزائر بالوقف الفوري لأطلاقالنار، هي رسالة واضحة للمجتمع الدولي، ان اسرائيل هذا الابن المدلل للولايات المتحدة غير قابل للخضوع لإرادة المجتمع الدولي ومجلسالامن،ويخضع فقط الى الإدارة الأميركية، حسب ما تقتضي مصلحة الولايات المتحدة الأميركية، واتجاه سير الانتخابات الرئاسية، فإسرائيل تلتزم بأوامر الولايات المتحدة فقط.ولو ارادت الولايات المتحدة وقف الحرب لأوقفتها في شهر أكتوبر من العام الماضي وانقذت الولايات المتحدة عشرات الالاف من الضحايا الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، والتزمت اسرائيل بأوامر الولايات المتحدة الأميركية.ولو ارادت الإدارة الأميركية حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي منذ سنوات لعملت علىذلك ولكن السياسة الأميركية في المنطقة تختلف عن سياستها تجاه الصين وروسيا،فسياسة الولايات المتحدة إدارة الصراع والازمة بما يخدم إسرائيل وليس حل الازمة بما يضفي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على حدود الرابع من حزيران عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.

ان السابع من أكتوبر يجب ان يكون رسالة للعالم وصحوة للمجتمع الدولي ان إسرائيل هي دولة جوفاء وان الدعم الأميركي لإسرائيل قد كشف الغطاء عن الديمقراطية الزائفة وحقوق الانسان الذي تدعيه الولايات المتحدةالأميركية. وان الحل الوحيد للازمة كما تدعي إسرائيل هو إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليينوالجرائم التي اقترفتها وتقترفها يومياً بحق الفلسطينيين والقضاء على حماس…!!!

هل تعتقد إسرائيل بعد كل هذه الجرائم التي اقترفتها سيكون هنالك سلام مع الفلسطينيين والعالم العربي والإسلامي والعالم الحر …!!! سيخرج على إسرائيل مليون حماسومليون سرايا القدس ومليونمقاتل، وان الصور التي طبعتها إسرائيل لدي العالم وكشفت عن سياستها الاجرامية تكفي لأخذ إسرائيل الى الزوال. اما بالنسبة لحلفائناواصدقاؤنا المقربون وعلى رأسهم الولاياتالمتحدة الأميركية، سوف تجلب لكم إسرائيل الوبال والعار والزوال،وخاصة امام كل من روسيا والصين والمجتمع الدولي الحر وشعبكم الأميركي حتى المعتدلون في إسرائيل الذين يراقبون سياساتكمودعمكم غير المحدود لإسرائيل. وان لناظره قريب،وسيعلم الذي ظلموا أي منقلب سينقلبون … اللهم إني بلغت …. اللهم اشهد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.