القارة السمراء نـمـوذج حقيقي للمليارديـر الـفـقــيــر


أحمد غزالة – مصر

=

 

أصدقائي القراء في الوطن العربي ، يسعدني التواصل معكم مجدداً ، وهنا يتناول قلمي واحدة من القضايا التي تستحق منا كـُـكُـتــاب في الفكر الاقتصادي أن نتناولها كثيراً ومجدداً ، وهي القارة السمراء ( افريقيا ) ومشاكلها الاقتصادية ، وعندما نلقي الضوء على اقتصاد افريقيا أتذكر فوراً حكاية الملياردير الفـقـير ؛ وذلك لأنني أمام قارة  عندما أقرأ وأبحث في اقتصادها أجد نفسي أمام واحدة من أكثر قارات العالم ثراءً بمواردها الطبيعية ومنها على سبيل المثال لا الحصر أنها تمتلك حوالي ربع إنتاج العالم من الذهب والأحجار الكريمة مثل الألماس ، وحوالي ثلث موارد العالم المعدنية تتركز في افريقيا ، فضلا عن المساحات الشاسعة من الأراضي سواء الصالحة للزراعة أو القابلة للاستصلاح ، والتي لاتتمتع بها أي قارة أخرى من قارات العالم ، ولو أسهبنا في الحديث عن مواردها الطبيعية فلن تكفينا سطور هذا المقال ، ومن المفترض أن أي قارة تتمتع بهذه الموارد أننا نجد ارتفاع لمعدلات النمو الاقتصادي ويتبعها ارتفاع مستوى الدخل ، إلا أننا وبكل أسف نجد أنفسنا أمام واحدة من أفقر قارات عالم في مستوى دخل ومعيشة سكانها ، ووفقاً لبيان رسمي للأمم المتحدة أن 40% من حجم سكان افريقيا تحت خط الفقر وهذا المعدل في تزايد ، وهنا نجد أنفسنا أمام تساؤل هام لماذا يعاني هذا الملياردير من الفقر الشديد ؟! ، وهنا تتبلور الإجابة في عبارة واحدة مختصرة وقد لا تحتاج لخبراء في الاقتصاد لمعرفتها لأنها إجابة بسيطة ( سوء استغلال الموارد ) ، ولكن عندما تناول قلمي الاقتصادي هذه القضية لم يكن يبحث عن هذه الإجابة ، واهتمامي بهذه القضية ليس بوصفي فقط كاتباً اقتصادياً ، ولكن من خلال أنني أحد أبناء القارة الأفريقية والمعني بمشاكلها وقضاياها ، وهنا يجب علينا الإبحار في أعماق المشكلة في محاولة للبحث عن حلولا اقتصادية لانتشال معظم دول القارة السمراء من الفقر المدقع ، لأنه من حق سكان هذه القارة أن يعيشوا حياة كريمة تليق بهم وبما يمتلكونه من موارد ، وهنا نجد أن بيت القصيد والذي يتحفقق معه حلم سكان القارة الأفريقية هو تعظيم استخدام الموارد ، ولكن الأمر يبدو نظرياً سهلولكن بالتطبيق العملي نجد الأمر حقيقة ليس سهلاً ميسوراً ، وذلك لأن إدارة الموارد وتعظيم استخدامها مرتبط ارتباطاً شديداً بمستوى الثقافة والتقدم التكنولوجي حتى نتمكن من أقصى استفادة ممكنة من تلك الموارد ، ونجد أيضاً عائقاً رئيسياً أمام تعظيم الاستفادة من الموارد هو ما تعانيه معظم دول القارة الأفريقية من صراعات سياسية داخلية لأنه ببساطه شديدة كيف للسياسات الاقتصادية الأفريقية أن تنجح أمام هذه الصراعات ، وهذا دليل قوي على أهمية الترابط بين السياسة والاقتصاد فإن نجاح السياسة الاقتصادية يتطلب مزيد من الاستقرار السياسي حتى يتوافر المناخ اللازم لنجاحات السياسات الاقتصادية ، ونجد أيضاً من المعوقات أمام استغلال موارد القارة السمراء هو ضعف مستوى التعليم ، والذي قد يهتم بالجانب الكمي أكثر من الكيفي ، فنجد أن معظم دول القارة قد يزيد عدد الخريجين لديها بينما تقل كفاءتهم ، وخلاصة القول : يجب العمل على بذل المزيد من الجهد سواء من جانب الحكومات أو المنظمات الدوليه لتحقيق مزيد من الاستقرار السياسي لمعظم دول القارة السمراء ، والاهتمام بالجانب التكنولوجي ، وتحسين مستوى التعليم ، وختاماً أتمنى من الله أن يمن على قارتنا الإفريقية ، وعلى أمتنا العربية بأكملها بالرخاء الاقتصادي المنشود ، وإلى اللقاء مع القارىء الكريم في كتابات لاحقة إن شاء الله .

أحـمــد غــزالــــــــة – مـصر

كـاتب وخــبـــيــر اقـتـصـادي

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.