القطة تأكل صغارها


نسيم العنيزات

ان مشاهدة القطة الام تأكل صغارها حديثي الولادة منظر محزن يؤدي إلى الصدمة والاحباط.
مما يضعنا امام تساؤل كبير لماذا تلجأ القطة الام الى هذا العمل المحزن الذي يبعث على الاشمئزاز؟.
واين غريزة الامومة التي تفوق كل امر او حدث؟.
وعند البحث عن الإجابة فان من اهم الاسباب وراء هذا العمل الذي لا يمكن تقبله فان الدافع قد يكون بسبب مرض او تشوه يصيب احدى القطط الصغار تكتشفه الام مبكرا بسبب حاسة الامومة لديها.
ومن الاسباب ايضا قد تنتج عن حالة عصبية تصيب الام بسبب خوفها من المجهول الذي ينتظر صغارها او بسبب ضعف غريزة الامومة عند بعض القطط وهناك اسباب ودوافع عديدة وراء هذا الحدث الصادم الذي قد يخفف حزننا احيانا اذا ما عرفناها لكنها لا تعتبر مبررا عند البشر وهم يرون امام تأكل صغارها وهم دون حول او قوة.
فما بالنا ونحن نرى في حياتنا اليومية سلوكات وتصرفات يتعرض لها البعض ليس أقلها الاقصاء والابعاد وظلم من ذوي القربى، حيث يتعرض البعض للظلم دون معرفة الاسباب والدوافع التي تكون اقرب الى الاقصاء لتشكل صدمة واستغرابا عند اصحاب المظلمة وهم يتعرضون لظلم يومي من أشخاص يفترض بهم ان يحتضنوا الجميع تحت عباءتهم ومظلتهم لتحميهم من اشعة الشمس او تمنع حبات المطر من ملامسة اجسادهم.
فإذا كان المشهد الحيواني يثير هذا النوع من الحزن والغضب فكيف نفسر بعض الممارسات الانسانية التي تطغى على كل شيء بعد ان كرمها الله بنعمة العقل والإيمان وميزها عن كل مخلوقاته. لتشكل دافعا للتعامل مع الناس بمبدأ الوجودية والحقوق والواجبات ضمن معيار العدالة وقيمة التضحية والعطاء بعيدا عن اي نزعات او صراعات اخرى. لاننا مهما اختلفنا في الموقف والرأي فان هذا لا يعدم انسانيتنا ولا يشكل دافعا لاقصائنا والعبث في مستقبلنا ومستقبل أبنائنا في ارض الله التي منحنا العيش عليها بسلام.
فالرأي والاختلاف يجب ان يدفعانا للتقارب والحوار لا للانتقام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.