المؤسسات الدينية والعاملون فيها


نسيم العنيزات

=

تعتبر المؤسسة الدينية كيانا يمثل نسقا اجتماعيا تنظيميا يرتكز على جملة قوانين وتنظيمات تسيره وتحكمه لخدمة المجتمع في المجال الديني، والمتمثل في البناء الاجتماعي والتربوي والثقافي وغيرها من الأدوار المقدمة لأفراد المجتمع بإستخدام أساليب متنوعة وإعتماد وسائل مختلفة بقصد الوصول إلى تحقيق هدفها في أفضل صورة.

ومن هذه الادوار والمهام التي تقع على عاتق المؤسسات الدينية الاشراف والتنظيم والمتابعة اليومية كل حسب اختصاصها والغاية التي انشئت من أجلها للتسهيل على الناس وتثقيفهم بامور دينهم والقضايا التي تعنيهم دون اي تداخل بين عمل المؤسسات فلكل مؤسسة دورها ومهامها فاصدار الفتاوى الشرعية مثلا والامور المنبثقة عنها تتعلق بدائرة الافتاء في حين تشرف وزارة الاوقاف على المساجد وتنظم امورها وتقوم على خدمتها من خلال تزويدها بكل ما يلزم للتسهيل الناس في أداء طقوسهم وواجباتهم الدينية وكذلك امور الحج وغيره الكثير لكننا نسوق هذا على سبيل المثال لا الحصر.

في حين تضطلع دائرة قاضي القضاة بمهام شرعية اخرى كأمور الطلاق وحصر الارث والتركات حسب القوانين والتشريعات حتى لا يقع اي ظلم على احد وهناك امور اخرى ايضا.

ومن هنا فان عملها تنظيمي اشرافي دون تدخل بالتدين لانها علاقة بين الخالق والمخلوق لا تحتاج الى وكيل او واسطة الا بالاعمال التي تقربنا الى الله لان الدين لله وحده فقط.

لكن بعض العاملين في هذه المؤسسات يفهمون الامر على غير حقيقته وكأنك تتعامل مع شريحة من كوكب آخر له الحق في كل شيء دون ان يكون عليه واجب او حق هو الاخر.

فجمعينا ينظر إلى رمزية هذه المؤسسات وما لها من مكانة رفيعة في قلوب الناس لكن بعض العاملين يحاولون تشويهها باسلوب تعاملهم الذي لا ينسجم مع رسالة واهداف هذه المؤسسات وكأن الموظف هو من يمنحك صكوك غفران مما يتطلب منك لا بل واجبا عليك ان تتقبل اسلوبه الفج وصراخه غير المبرر عند مراجعتك لاحدى هذه الدوائر او الاستعلام عن امر ماء.

فهو من له الحق في الحديث والكلام فقط دون الزام منه بان يسمعك متناسيا بان العلاقات الانسانية وجميع الديانات السماوية تحث على الاحترام وقبول الاخر القائم على الحوار والاحترام المتبادل.

وحتى تبقى مؤسساتنا الدينية في مكانها الطبيعي في قلوب الناس من احترام وهيبة علينا العمل على تغيير بعض الافكار من عقول بعض عامليها واعادة تاهيلهم وتدريبهم على اسلوب التعامل لانه لا يعقل ان يكون عامل توعية الناس وتثقيفهم حول العلاقات الانسانية والقضايا الحياتية من اهم واجباتها وادوارها دون ان يدرك بعض العاملين اهمية هذه المهمة الجليلة.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.