المرابحات الإسلامية ومناهضة الركود الاقتصادي


أحمد غزالة – مصر

=

 

الكاتب والخبير الاقتصادي

أحمد غزالة – مصر

أصدقائي القراء في الوطن العربي لا شك أن مشكلة الركود الاقتصادي تمثل آفة خطيرة تؤثر سلباً على  مسيرة الاقتصاد سواء على المستوى المحلي أو الدولي ، وتشمل آثارها السلبية كلاً من الدول النامية والمتقدمة على حد السواء ؛ ولهذا اعتنت كثيراً النظريات والمدارس الاقتصادية المختلفة بالعمل على مناهضة تلك الظاهرة الخطيرة ، ومحاولة إيجاد حلولاً لها ،

ولكن بالرغم من أهمية تلك الأبحاث والاجتهادات لمعظم المدارس الاقتصادية إلا أنه يؤخذ عليها أنها اقتصرت على الاهتمام بالوسائل التقليدية لمناهضة تلك الظاهرة الخطيرة مثل السياسات المالية وأدواتها المختلفة في مناهضة الركود الاقتصادي  ، وكذلك السياسات النقدية بكل أدواتها ووسائلها ، بينما لم تُعير تلك الدراسات اهتماماً كبييراً بصيغ التمويل الإسلامية وما تقدمه من حلول للكثير من المشاكل الاقتصادية ومنها مشكلة الركود الاقتصادي، وبالرغم من أهمية تلك الوسائل التقليدية إلا أننا نجدها وحدها غير كافية لتقديم كافة الحلول للمشاكل الاقثتصادية ،

ومن هنا كان يجب علينا إلقاء الضوء على أهمية الدور الذي تلعبه صيغ التمويل الإسلامية ، ومنها على سبيل المثال المرابحات الإسلامية موضوع هذا المقال ، وكيف لها أن تساهم في الحد من الركود الاقتصادي ،  حيث تمثل المرابحات الإسلامية شكلامنأشكالالتمويلفي الاقتصاد الإسلامي و تعتمدهاالمصارف الإسلامية في ممارستها لأنشطتها الاستثمارية ، حيث يتم فيها قيام المصرف بشراء سلعة معينة من البائع لصالح المشتري التي يحتاجها بتكلفة شرائها بالإضافة لربح معلوم يتم الاتفاق عليه ، ويقوم العميل بسداد الثمن الإجمالي  للمصرف بالتقسيط على أقساط محددة يتم الاتفاق عليها بينهما ،

ونجد أن الركود الاقتصادي غالباً يكون سببه الرئيسي وجود اختلالاً بين ىالعرض والطلب ، حيث يقل فيه الطلب على السلع والخدمات بينما يزيد العرض بشكل ملحوظ ، ويؤدي هذا الخلل لحدوث الركود الاقتصادي ، ويأتي أحد أهم مسببات تراجع الطلب إلى زيادة أسعار السلع والخدمات مما يؤدي إلى تراجع وضعف القوة الشرائية ،

وهنا يمكن أن تلعب المرابحات الإسلامية دوراً هاماً في إعادة توازن العلاقة بين العرض والطلب عن طريق المساهمة في رفع القدرة الشرائية ، عن طريق التمويل العيني للمستهليكين بالسلع ومن هنا نجد أنه يمكننا الاستفادة من صيغ التمويل الإسلامية والتي منها المرابحات الإسلامية على سبيل المثال لا الحصر لمناهضة الكثير من المشاكل الاقتصادية مثل مشكلة الركود ،

لذلك نوصي بأهمية تفعيل صيغ التمويل الإسلامية بصورة أكبرفي الاقتصادات المختلفة على أرض الواقع العملي .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.