الواسطة والمحسوبية


نسيم العنيزات

ان محاربة المحسوبية والقضاء عليها يجب ان تكون سياسة عامة وشعارا وطنيا في جميع القضايا والامور، لا مجرد شعار وتصريحات تقتصر على بعض الحالات ، سرعان ما تختفي وتزول في حالات وقضايا ترتبط بمصالحنا .

ونحن نرى لافتات ترفع شعار لا للواسطة والمحسوبية في شوارع العاصمة، تعود بنا الذاكرة الى سنوات واعوام ونحن نسمع المسؤولين يرددون هذه الكلمات التي لم تختف من البيانات الحكومية على مدار السنوات الماضية.

وبعد كل هذه الوعود والبيانات الا اننا ما زلنا نرى نشاهد الواسطة والمحسوبية تمارس واقعا عمليا في كثير من امور حياتنا ، وبعض مؤسساتنا ، في الوقت الذي نرى نفس الشعار يرفع ويتداول في كثير من القضايا والمواقف وتحت قبة البرلمان .

مما يعنى ان الواسطة والمحسوبية يعيشان معنا وفي كل تفاصيل حياتنا ومع كل هذه الاعوام والسنوات والشعارات الا انها لم تختفي من حياتنا فمعظمنا يمارسها ولا يتحرك بدونها او على الاقل بكرت يحتفظ به في جيبه لاستعماله عند مراجعة اي دائرة حكومية او مؤسسة عامة ، بعد ان اصبحت سياسة عامة وجزءا من سلوكنا لا نستطيع الابتعاد عنها او ركنها على جنب والتحرك بدونها .

الا ان هذه الممارسة المجتمعية تقابلها نفس الممارسة واكبر من قبل البعض عند التعيينات وتعبئة بعض المواقع التي يتحكم ببعضها الواسطة والعلاقة الاجتماعية .

نهج خلق حالة من انعدام الثقة وفقدان الامل لدى المواطن حول جدية هذا الشعار وتطبيقه و عدم اختفائه من قاموسنا وممارساتنا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.