الى متى هذا الجحود والنكران للأردن من الدول العربية ؟!


منذر محمد الزغول

=

تاريخ  نشر المقال/ 04-06-2018

 

بداية أضم صوتي الى صوت جميع أبناء الوطن من شماله الى جنوبه ، ومن شرقه الى غربه ، المطالبين برحيل حكومة الجباية التي أوصلت البلاد والعباد الى أخطر المراحل وأكثرها قسوة وشدة وضنك في العيش لم يعهده أبناء الوطن منذ بدايات تأسيس الدولة الأردنية .

لكن الغريب والعجيب في كل ما يجري في وطننا الغالي في هذا الايام آ هو ذلك الصمت العربي المريب آ بشكل عام والخليجي بشكل خاص ، فلم نسمع لغاية الأن أي ردة فعل من حاكم أو مسؤول عربي تعلن على الأقل تعاطفها مع الأردن والأردنيين ، ولم نسمع أن زعيماً عربياً إتصل بجلالة الملك بؤكد فيه وقوف دولته مع الأردن في أزمته آ وظروفه آ الإقتصادية آ الصعبة ، وكأن أمر الأردن لم يعد يعنيهم لا من قريب أو من بعيد .

وفي هذا السياق وأمام هذا الصمت العربي المريب على كل مايجري في وطننا الغاليآ  أحب أن أشير الى ما يلي

أولا- لم يصل الأردن الى هذا الوضع الإقتصادي السىء للغاية إلا بسبب مواقفه القومية العربية المشرفة بدءًاآ  من القضية الفلسطينية الى القضايا العراقية والسورية وحتى الليبية واليمنية وما ترتب على ذلك من إستضافته لأكثر من خمسة مليون لاجىء عربي خلالآ  هذه الأزمات العربية المتتالية ،، ولو كان الامر متعلقاً بالأردنيين لوحدهم في آ هذا الوطن لكنا بألف خير ولم نصل الى هذه المرحلة من الوضع الإقتصادي الصعب .

ثانياً – يبدو أن الأردن وجلالة الملك شخصياًآ  يدفعون الأن آ ثمن مواقفهم القومية آ المشرفة آ وخاصة في يتعلق بالأزمةآ  السورية واليمنية آ وحصار دولة قطر الشقيقة من قبل بعض دول الخليج العربي ومصر ، وكان المطلوب من الأردن أن تشارك بهذه المؤامرة على دولة عربية شقيقة ، فلم تأتي الأمور كما رغب حكام هذه الدول وكان موقف الأردن متوازناًآ  للغاية ، الأمر الذي جعل حكام هذه الدول آ ينتظرون الفرصة لمعاقبة الأردن على مواقفه القومية المشرفةآ  ،، وهذا بالطبع ينطبق على الأزمة السورية حيث تم ترك الأردن يواجه وحيداً آ أزمة كبيرة من وراء إستضافته لأكثر من مليون ونصف المليون لاجىء ، ولم تكلف بعض دول الخليج العربي خاطرها لمساعدة الأردن في هذه الأزمة رغم أن بعض دول الخليج كانت المسبب الرئيسي للأزمة السورية .

ثالثاً – فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والقدس تحديداً ، فيبدو أيضاً أن الأردن بدأ يدفع ثمن مواقفه بعدم التفريط بالقدس والمسجد الأقصى ، وقد تكون بعض الدول العربية وراء المؤامرة على الأردن في هذا المجال ، حيث لاحظنا مؤخراً مقدار الضغط الكبير على الأردن وقيادته للتفريط بالوصاية على القدس والمسجد الأقصى .

رابعاً- الدول العربية وخاصة الخليجية التي تتنكر للأردن في أسوأ أزمة إقتصادية يواجهها منذ عقود خلتآ  تناسوا مواقف الأردن المشرفة مع كافة الدول العربية ، حيث لم تبخل المملكة الأردنية وقيادتها بتقديم كل أشكال الدعم والمساندة لأي دولة عربية ، وللاسف الشديد فبعض الدول التي تراقب ما يجري في الأردن في هذه الأيام تتمنى أن تصل الأمور في بلدنا الى الهاوية لمعاقبته على مواقفه العربية والدولية المشرفة ، ولكن أيضاً تناست هذه الدول أن الأردنيين قد يحتجون وقد يقومون بالكثير ، ولكن بنفس الوقت فالأردني يعتبر أن آ قيادته و أمن وإستقرار بلده آ من الخطوطآ  الحمراء التي لا يمكن آ السماح بالوصول آ لها .

أخيراً في المحن والمصاعب والشدائد آ آ يتم كشف ومعرفة الصديق من العدو ، ولذلك فإن الأردنآ آ  وبعد أن تكشفت النوايا الخبيثة لبعض الدول العربيةآ  مطالب بتغيير نهجه وسياستهآ  مع هذه الدول آ التي تخلت عنه جهاراً نهاراً ، فقد كان من الممكن حل الأزمة الإقتصادية في الأردن من خلال لوحةآ  أو يخت إشتراه أمير عربيآ  أو من خلال سهرة ماجنة لهؤلاء الأمراء آ في أحد فنادق أوروبا .

لذلك أتمنى على جلالة الملك شخصياًآ  آ وأصحاب القرار في الأردنآ  أنآ  يكون التقرب من قطر وتركيا وإيرانآ  وبعض الدول الأخرى على رأس أولياتهم في المرحلة القادمة ، ويكفينا عواطف مع دول تتعامل معنا بعنجهية وفوقية ورغبة في فرض شروطها وأجنداتهاآ  المشبوهة التيآ  حولت الأمة كلها الى مستنقعات للفتنة والقتل والتدمير والخراب .

وأما الأردن وأقولها وأنا واثق من ذلك سيبقى عصياً على كل أصحاب الأجندات المشبوهة ، وسيبقى بعون الله تعالىآ  شامخاً صامداً بوجه كل الرياح العاتية ، وهي وبعون الله سحابة صيف سوفآ  تمضي الى حالها بأقرب وقت ممكن .

والله من وراء القصد ومن بعد ،،،

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.