انتصار حماس وفرصة العرب


نسيم العنيزات

=

ان صمود أهالي غزة والتفافهم حول حركة حماس امام الابادة الجماعية والحرب الهمجية التي تشنها دولة الاحتلال منذ أكثر من 33 يوما يعتبر انتصارا مكتمل الأركان وتشكل درسا يستحق أن يدرس مهما كانت النتيجة.

بعد ان افشل هذا الصمود المخطط الصهيوني الامريكي في تهجير وتشتيت سكان غزة.

فصمود المقاومة امام حرب اشبه بالكونية في ظل حصار خانق لم يشهده التاريخ الحديث منذ الحرب العالمية الثانية يشكل داعما رئيسيا للموقف العربي والسلطة الفلسطينية للبناء عليه لاتخاذ موقف حاسم وأكثر شدة للوقوف في وجه المخططات الإسرائيلية التي اصبحت وشريكتها في الحرب الولايات المتحدة الأمريكية يخططان لما بعد غزة ويبحثان عن آلية، ويدرسان احتمالات لإدارة القطاع بعد حماس وكأنها منتصرة ويحق لها فرض شروطها وهي التي ما زالت عاجزة عن دخول غزة بريا او اعادة واحد من اسراها.

ان ما يجري الان من تسويق أمريكي لإيجاد بديل عن حماس لادارة غزة وطرح سيناريوهات مختلفة تعيدنا إلى وعد بلفور المشؤوم الذي منح اليهود دولة في فلسطين دون وجه حق والعرب حينها في غياب تام.

والغريب في الأمر حالة التعازم بين دولة الاحتلال وأمريكا حول كيفية الإدارة والطريقة وطرح الخيارات وإجراء مناقشات فيما بينهم وكأنه لا يوجد أصحاب للارض او قوى ترفض هذه الاحتمالات التي يعتبرانها تحصيلا حاصلا من وجهة نظرهما .

ان ما فعله الغزيون من صمود تحت قصف غير مسبوق دمر كل مقومات الحياة في بلدهم يشكل درسا في التاريخ والسياسة والمقاومة ، على العرب استغلالها والاستفادة منها في قمتهم المرتقبة بالرياض السبت القادم للخروج بقرارات فعالة وقابلة للتنفيذ فورا، ووضع بدائل عملية في حال عدم الاستجابة لمطالبهم التي يجب ان لا تقل عن وقف فوري للنار والعودة إلى المسار السياسي لبحث القضية الفلسطينية بكل تفاصيلها ووضع اوراقها على طاولة النقاش الدولية بمشاركة جميع الأطراف المعنية بما فيهما الصين وروسيا بعد ان اثبتت الولايات المتحدة انها شريك غير نزيه لا يثق به بعد انحيازها لدولة الاحتلال.

كما كانت طرفا في حرب الابادة الدائرة الان على الأراضي الفلسطينية.

كما تشكل فرصة الوقوف في وجه هذه المخططات ورفض اي سيناريو يتعلق بغزة دون مشاركة وموافقة حركة حماس وسكان القطاع أنفسهم باعتبارهم هم أصحاب الحق في تقرير مصير قطاعهم دون سواهم.

لأن ما فعلته المقاومة وما زالت، تشكل فرصة عربية لن تتكرر اذا ما استغلها العرب واستفاد من مجرياتها ومخرجاتها لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية في ظل الاستدارة العالمية وسماع أصوات لم نسمعها من قبل تطالب بحق الفلسطينيين في إقامة دولته وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.