انقذوا الاسير ابو هواش قبل فوات الاوان


مهدي مبارك عبدالله

=

بقلم / مهدي مبارك عبد الله

الأسير الفلسطيني ( هشام إسماعيل أحمد أبو هواش ) بعد 140 يوم على التوالي من اضرابه المفتوح عن الطعام رفضًا لاعتقاله الإداري في ظل استمرار حالة من الركود تجاه قضيته دخل مرحلة حرجة للغاية واصبح وضعه الصحي في خطر شديد واحتمالية وفاته المفاجئة واردة في أية لحظة ورغم ذلك رفض الاحتلال في البداية بقاءه في المستشفى وتم اعادته الى السجن وهو الآن يحتضر قبل أن يقتلوه بهذه الطريقة القاسية ولهذا فأننا نطالب كافة جهات الاختصاص وفي جميع المستويات التدخل بشكل حاسم وجدي بإطلاق هبة شعبية واسعة نصرة ودعما لإنقاذ حياته بتحديد سقف اعتقاله الإداري أو إطلاق سراحه وذلك قبل فوات الأوان

الوضع الصحي للأسير أبو هواش صعب جدا حيث اصبح يعاني من ضبابية في الرؤية وعدم القدرة على الحديث مع ضمور شديد في العضلات وعدم قدرته على الحركة وقد قلت قدرته على إدراك ما يدور حوله كما أنه يعاني من هزال وضعف ونقص حاد بالبوتاسيوم وآلام في الكبد والقلب ولا يستطيع النوم من شدة الأوجاع في كافة أنحاء جسده ويتنقل على كرسي متحرك بالإضافة إلى معاناته من قرحة في المعدة وتقيء الدم بحسب تأكيد عدد من الأطباء الذين زاروه ووفقا لتقرير طبي صادر عن أطباء اللجنة الدولية لحقوق الإنسان

كما انه شارف على مرحلة الخطر الشديد بعدما بات يتعرض لغيبوبة متقطعة نتيجة إضرابه عن الطعام وصحته تتراجع بشكلٍ ملحوظ ويعاني إضافة إلى مشاكل في عضلة القلب في ظل تحذيرات واضحة من قبل الأطباء بأنه قد يدخل في مرحلة حرجة في أي وقت مع خطورة احتمالية إقدام الأطباء على تغذيته قسرًا خاصة بعد منع زوجته من المكوث معه بحجة دخوله في غيبوبة متقطعة حيث يعتقل في عيادة سجن الرملة وهو مرفق صحي متدني الخدمات يتبع إدارة السجون الإسرائيلية ظل يعاني أوضاعًا صحية خطيرة

في اضرابه المفتوح عن الطعام سطر الأسير البطل أبو هواش ملحمة صمود منقطعة النظير في وجه سياسة الاعتقال الاداري دفاعا عن الأسرى وتحدي لبطش الاحتلال الذي يستهدف الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس والقوى الوطنية والإسلامية في مناطق الداخل الفلسطيني مطالبة بمساندته والانخراط في مسيرات وفعاليات داعمة له بالتوجه مستشفى ” أساف هروفيه ” الإسرائيلي الذي يمكث فيه والاعتصام امامه كما ان ابناء الشعب الفلسطيني في مناطق اللجوء والشتات والجاليات الفلسطينية في مختلف دول العالم مطالبة ايضا للتظاهر أمام السفارات ومقار الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمات حقوق الانسان من اجل التحرك العاجل لإنقاذه من خطر الموت الذي يهدد حياته ومن العواقب الطبية المحتملة التي لا رجعة فيها بعدما اصابة جسده

قبل اسبوع تقريبا أصدرت سلطات الاحتلال قرارًا بتجميد أمر الاعتقال الإداري بحق أبو هواش وهذا القرار لا يعني إلغاء الاعتقال الإداري بل جاء بهدف إخلاء مسؤولية إدارة سجون الاحتلال والمخابرات والشاباك عن مصيره وحياته بتحويله إلى معتقل غير رسمي في المستشفى يبقى فيه تحت حراسة أمن المستشفى بدلاً من السجانين عدا عن أن المعتقل المضرب بشكل عام يحرم تلقائيًا من زيارة عائلته

في ظل استمرار تعنت الاحتلال في إنهاء اعتقاله الإداري ومحاولاته التهرب من مسؤولية تدهور صحته وتداعيات ما قد يصيبه ومماطلته في الاستجابة لمطلبه بالحرية والعودة لبيته وأطفاله وحقه في الحياة وصون كرامته والسماح بنقله إلى أحد المستشفيات الفلسطينية للعلاج لكونه اصبح بحاجة إلى متابعة طبية مختصة تزداد خالته صعوبة وخطورة

ما حصل ويحصل للأسير ابو هواش هو إعدام حقيقي وبطيء وجريمة نكراء وبشعة تنفذها سلطات الاحتلال بكل استهتار واصرار نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد وهي تتحمل المسؤولية الكاملة عن حياته فعلى مدار أكثر من أربعة شهور نفذت أجهزة الاحتلال جملة من الإجراءات التنكيلية والانتقامية بحقه وضاعفت من سياساتها التي تحاول عبرها كسر ارادته كما ماطلت ورفضت نقله لمستشفى مدني رغم حالته الصحية الحرجة وأبقته في السجن الرملة حتى تاريخ النظر في قرار تجميد اعتقاله في السادس والعشرين من كانون الأول من عام 2021

من الملاحظ ان هناك حالة من التراخي الداخلي من قبل السلطة الفلسطينية في إسناد ودعم الاسير ابو هواش والإفراج الفوري عنه والصمت على سياسات الاحتلال وممارساتها التعسفية اليومية بحق الفلسطينيين والتصعيد في سياسة الاعتقال الإداري ولذلك فان المجتمع الدولي مدعو إلى التدخل السريع من أجل الضغط على الحكومة الإسرائيلية لإطلاق سراح ابو هواش ووقف تجاهلها المقصود والمتعمد لوضعه الصحي خاصة في ظل تكرار ظاهرة الاعتقال الإداري المرفوضة قانونياً وإنسانياً وسياسياً

وعلى السلطة أن تقوم بواجبها تجاه نصرة الأسرى والتدخل العاجل لتدويل قضية الأسير أبو هواش ورفع يدها عن المقاومة لتدافع عن الأسرى في الضفة الغربية ضرورة ممارستها الضغوطات الدبلوماسية والقانونية على القوة القائمة بالاحتلال للوقوف أمام التزاماتها القانونية والأخلاقية لتوفير الحماية اللازمة للمعتقلين وإطلاق سراحهم بشكلٍ فوري ومعاملة المحكومين منهم معاملة إنسانيّة لائقة

شروع المتعلقين الاداريين مؤخرا في هبة وغضبة شاملة و منظمة لمقاطعة محاكم الاحتلال العسكرية رفضا لسياسة الاعتقال الإداريّ التي سرقت أعمار المئات منهم تحت ذريعة وجود ملفات سرية بحقهم اعتبرت خطوة جريئة وشجاعة وقد أكدت الحركة الأسيرة في السجون الصهيونية دعمها وتأييدها الكامل لقرار الأسرى الإداريين بمقاطعة محاكم الاحتلال ودعت الى الالتزام الكامل بهذه الخطوة والتحلي بالصبر والنفس الطويل من أجل تحقيق الأهداف المرجوة منها كما طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وكافة المؤسسات الإنسانية والحقوقية والقانونية بتحمل مسؤوليتها وأخذ دورها الحقيقي وتفعيل كافة الإجراءات من أجل إلغاء سياسة الاعتقال والإداري ومناصرة الأسرى الإداريين

الاعتقال الإداري هو اعتقال بدون تهمه أو محاكمة يعتمد على ملف سري وأدلة سرية لا يمكن للمعتقل أو محاميه الاطلاع عليها ويمكن حسب الأوامر العسكرية الإسرائيلية تجديد أمر الاعتقال الإداري مرات غير محدودة حيث يتم استصدار أمر اعتقال إداري لفترة أقصاها 6 أشهر قابلة للتجديد والعدد من الأسرى يضربون رفضاً للاعتقال الإداري المنافي لكافة الأعراف والقوانين الدولية وأن على الاحتلال الإفراج الفوري والسريع عن كافة المعتقلين الإداريين وانهاء سياسة الاعتقال الإداري وقوانينه التي تختبئ خلفها دولة الاحتلال لمعاقبة كل فلسطيني يقع في دائرة الاشتباه كشكل من أشكال العقوبات الجماعية العنصرية

ولهذا يجب التحرك العاجل رسميا وشعبيا وبما يضمن تحقيق أوسع حشد لإدانة جريمة الاعتقال الإداري وفضحها على اوسع نطاق باعتبارها انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي واتفاقيات جنيف والقانون الإنساني الدولي والمبادئ السامية لحقوق الإنسان والعمل الجاد على نقل قضية الأسرى إلى ملف الجنايات الدولية وفضح الاعتقال الإداري العقابي لضمان الضغط الدولي المطلوب على دولة الاحتلال لوقف سياسة الاعتقال الإداري فوراً

الأسير البطل ( هشام أبو هواش ) 40 عام من سكان دورا بالخليل وهو أب لخمسة أطفال انتزعته سلطات الاحتلال من بين اسرته من منزله في قرية الطَبقة جنوبي الضفة الغربية يوم 27 تشرين الأول 2020 وحول إلى الاعتقال الإداري حيث اصبح ضحية لقرار قضائي إسرائيلي صدر مؤخرا يمنع نقل الأسرى من مراكز اعتقالهم إلى المستشفيات أو تجميد اعتقالهم الإداري إلا إذا توقف القلب عن العمل

سلطات الاحتلال تفرض تعتيما كاملا على ظروف اعتقاله ووضعه الصحي خلافا لأسرى آخرين خاضوا تجربة الإضراب عن الطعام وقد تعاملت معه بطريقة انتقامية لكونه ينتمي إلى حركة الجهاد الإسلامي الخاضعة لعقوبات إسرائيلية كنوع من الثأر لنجاح هروب 5 من عناصرها من سجن جلبوع الإسرائيلي شديد التحصين في السادس من أيلول عام 2021 فلا زالت سلطات السجون تواصل عزله رغم تدهور وضعه الصحي وقد صدرت بحقه 3 أوامر عسكرية متتالية بالاعتقال الإداري آخرها كان خلال إضرابه عن الطعام في 26 تشرين الأول الماضي لمدة 6 أشهر قبل تخفيضها إلى 4 أشهر وقد أمضى في السجون الإسرائيلية نحو 8 سنوات خلال الفترة بين 2004 و2014 ( 5 سنوات ) منها كانت بأوامر اعتقال إداري ولهذا ضاق ذرعا بسياسة الاحتلال وقرر خوض معركة الأمعاء الخاوية حتى الخلاص

الاسير ابو هواش حقق رقماً قياسياً في صموده وصبره وإصراره على التحدي البطولي لعنجهية الاحتلال وإيمانه بحقه حيث غدى مدرسة وقدوة لكل الذين ينشدون الحرية والإرادة الصلبة وكل ساعة تمر دون إنهاء معاناته تعني أنه يقترب من خطر الموت الأمر الذي يدلل على أنه يتعرض لعملية تصفية واغتيال ستتعامل معها المقاومة بجميع فصائلها وبمقتضى التزامها بالرد على أي جريمة اغتيال يرتكبها العدو وانها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ما يتعرض له الأسرى والأسيرات لاسيما الاسير أبو هواش

على الجماهير الفلسطينية الاستمرار في تنظيم الحراكات ودعوة مؤسسات الأسرى بأن يكون لها دور فاعل في التحشيد والمساندة والتعريف بقضايا الأسرى فاليوم ليست المسالة قضية هشام ابو هواش وحده بل هي ايضا قضية الأسيرات اللواتي يعانين قمع وارهاب السجان

من العيب أن يترك الأسير ابو هواش140 يوم ولا يجد حراكاً جامعا ومنتجا وإن وجد فهو خجول ولا يمت لقضية الأسرى بصلة باعتبارهم صمام امان يجب أن يلتف الكل حولهم حيث لا يزال التضامن الشعبي والتحرك الفصائلي ضعيف اتجاه هؤلاء الابطال الذين ضحوا بزهرة شبابهم وأعمارهم من أجل فلسطين وتحريرها حتى يروا نور الحرية قبل أن يفقدوا حياتهم في الأسر والقيد والألم

الإضرابات المتواصلة للاسرى حققت انتصارات متتالية حيث لم يمر أسير مضرب عن الطعام دون انتزاع حريته والإضراب هو وسيلة ناجعة أثبتت قدرتها على انتزاع الحرية والمطالبة بحقوق الأسرى

يذكر سلطات الاحتلال الصهيونية أصدرت (1595) أمر اعتقال إداري بلا محاكمة أو لائحة اتهام غالبيتها صدرت بحق أسرى سابقين أمضوا سنوات في سجون الاحتلال حيث شهد عام 2021 ارتفاعًا في أعداد المعتقلين والأسرى الذين واجهوا سياسة الاعتقال الإداري بالإضراب عن الطعام حيث بلغ عدد الذين خاضوا إضرابات فردية نحو (60 ) أسيرًا معظمهم من المعتقلين الإداريين في الوقت الذي واصلت فيه إدارة مصلحة سجون الاحتلال ممارسة إجراءاتها التعسفية بحق الأسرى المضربين في محاولة لكسر اضرابهم وتحطيم ارادتهم

عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال بلغ حتى نهاية كانون الأول الماضي نحو 4600 بينهم 500 أسير إداري و34 أسيرة و160 قاصر وفق مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى يشار إلى أنّ

في الختام نحي بالفخر والاعتزاز والشموخ والاباء صبر وثبات عائلة الأسير ابو هواش وزوجته المجاهدة الذين يعتبرون ركيزة اساسية من رموز الشعب الفلسطيني في العطاء والتضحية واننا بحول الله وقدرته واثقون من انتصار الاسير البطل ابو هواش في هذه المعركة ليبقى الأسرى خط أحمر وقضيتهم على رأس أولويات المقاومة التي لن يهدأ بال رجالها حتى ينالوا حريتهم وتقطع اليد الصهيونية الآثمة وترفع عنهم وتتوقف الجرائم واجراءات التنكيل التي تجري بحقهمmahdimubarak@gmail.com

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.