برامج إصلاح الأحداث


محامي محمد صدقي الغرايبة

=

بقلم / المحامي محمد صدقي الغرايبه

 

المؤسسات العقابية في الاردن هي تلك المؤسسات التي تنفذ فيها العقوبات الجزائية والتنفيذية والإدارية والتي تصدر عن الجهات المختصة سواء كانت جهات قضائية او حكام إداريين… وفيما يتعلق بحادثة الزرقاء التي ذهب ضحيتها الطفلة نيبال سمعنا من وسائل الإعلام بأن الحدث الذي اقدم على قتلها قد تم وضعة مع الأحداث الخطرين وهذا أمر طبيعي لكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام … هل تملك مراكز الأحداث في الاردن برامج خاصة بأصلاح هؤلاء النزلاء بشكل يضمن إعادة إدرماجهم بالمجتمع ثانية بعد انتها مدة العقوبة المقررة من القضاء ام انه يكتفى فقط بالإجراءات المتعلقة بحجز الحرية وما يترتب عليها من تبعات … هل ان وضع هذا الحدث مع أحداث خطرين مثلة هو علاج ناجع ووسيلة تحد من عدوانية ودرجة خطورته ام ان هذا الإجراء سيشكل بيئة خصبة له كي يتطور بالاجرام ويصبح انسان يصعب السيطرة عليه .

انا أتحدث من واقع التجربة والخبرة ومن واقع الحقيقة المرة ان السجون ومراكز الأحداث لها دور في صناعة المجرمين وهي من يطور سلوكهم الجرمي فكثير من السجناء دخلوا السجون على قضايا بسيطة ولسبب يتعلق بعدم تطبيق سياسة التصنيف الحديث لأسباب مختلفة منها الاكتضاض وعدم استيعاب السجون للاعداد الهائلة من النزلاء التي قد تتجاوز ١١٦ بالمئة من الطاقة الاستيعابية للسجون وكذلك لأسباب تتعلق بعدم التفاعل مع مديرية الأمن العام من قبل الجهات الأخرى وترك الحمل جميعه على المؤسسة الأمنية كي تمارس دورها الأمني الى جانب الدور الإصلاحي والتأهيلي فأن النتائج بالمحصلة ستكون سلبية وستصبح السجون مكانا لتصنيع المجرمين وبيئة خصبة للتطور الجرمي … فكم من شخص سجن على قضية إصدار شيك بدون رصيد او قضية إيذاء بسيط خرج بعدها ليتحول إلى متعاطي للمخدرات او مروجا او شخص شرس لا يستطيع العيش الا في بيئة موبوئة بالاجرام وكل ذلك كان جراء الاختلاط بالمجرمين فترة من الوقت جعلت منهم إخلاء وأصدقاء او أعداء الداء وفي المحصلة تخرج لدينا شخص موسوم بالاجرام ويتصف بصفات المجرمين الشرسين فأصبح عبئا على الوطن وعبئا على المواطن .

إعادة النظر في المؤسسات العقابية ومراكز تأهيل الاحداث على أرض الواقع بات أمرا ملحا وإعادة النظر بتطبيق البرامج الإصلاحية و التأهيلية بات اكثر إلحاحا وتطبيق العقوبات البديلة من الامور التي ربما تسعفنا في الحد من ظاهرة الاكتضاض التي تعاني منها سجون المملكة بصورة مرعبة الأمر الذي يخفف على المؤسسات العقابية ويخفف على المجتمع يوجد من ظاهرة الاجرام .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.