بل هي من صميم مهام وواجبات الملك!


منذر محمد الزغول

=

تاريخ  نشر المقال / 14-09-2019

في أي دولة من دول العالم يوجد بالطبع معارضة وموالاة وهذه بالتأكيد ظاهرة صحية لا أحد يستطيعآ  مناقشتها أو حتى الخوض فيها، فالرأي والرأي الآخر وقبول كل منهما الآخر هي عماد وأساس تقدم وازدهار أي أمة أو دولة ، ولا أتوقع أنّ أي طرف يستطيع أن يُقصي الطرف الآخر ، لأن هذا الأمر موجود منذ بدايات الحياة وسيبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

لكن الغريب والعجيب في أمر بعض معارضتنا الأردنية وخاصة بعضآ  آ الذين يعيشون في ديار الغربةآ  ويمطروننا بين الفينة والأخرى بفيديوهات ولايفات لها أول وليس لها آخر ، مُدعين فيها أنهم فقط من يملكون الحقيقة كاملة وأنهم همآ  الأحرار والشرفاء فقط وغيرهمآ  غارق ببحور من الفساد والنفاق وخيانة الأوطان.

 لن أخوض بكثير من تفاصيل أمر هذه المعارضة التي كما قلت في البداية أنها ظاهرة صحية لأي مجتمع يريد التقدم والازدهار، إذا ما كان بالفعل هدفها الحقيقي المعارضة من أجل الإصلاح والتغيير ووضع اليد على أماكن الخلل والفساد ، لكن ما أراهآ  من غالبية منآ  يدّعي الغيرة على مصالح البلاد والعباد أنهم يقولون حديثاً في الصباحآ  وللأسفآ  يقولون عكسه في المساء، لا لشيء ولكن ليعارضواآ  فقط من أجل المعارضة فحسب.

وهنا سأضرب دليلاً ومثالاً واحداً فقطآ  وهو زيارة جلالة الملك الأخيرة لدائرة الأراضي في عمان متخفياً، وأعتقد أنه سبقتها زيارات كثيرة مشابهة، لكن سرعان ما واجهت هذه الزيارة بانتقادات ممن يسمون أنفسهم معارضة ، مُدعين أن هذا الأمر ليس من واجبات ومهام الملك، وهم نفسهم من اعترضوا على زيارات الملك المعلنة للمحافظات الأردنية، داعين الملك إلى أن يزور المحافظات بدون أي إعلان، كي يكشف الواقع على حقيقته.

للأمانة احترنا في أمر هذه المعارضة ، فإن كانت الزيارة معلنة ومعد لها إعداداً جيداًآ  تواجه بانتقادات واسعةآ  ممن يسمون أنفسهم معارضة، وإن كانت زيارة سرية وغير معلنة تواجهآ  بذات الانتقادات وبنفس لغة الإحباط وكيل الإتهامات.

سأذكّرآ  ممن يسمون أنفسهم معارضة وطنية بزيارات الخليفة العادلآ  الفاروق عمر رضي الله عنه السريّةآ  الليلية، وكيف كان يتفقّد أحوال رعيته دون أن يُعلن عن نفسه للوقوف على حقيقة واقع حياة ومعيشة أمر عباد الله دون وسيط أو بطانة كانت صالحة أو فاسدة، وكان هذا دائماً نهج الخليفة الفاروق وسياسته في الحكم،آ 

آ

فلماذا ننكر هذا الأمر على ملك يقود بلاد غارقة بالفساد والترهل ، ومحاطة بإقليم ملتهب ، لماذ ننكر عليه هذا الأمر ونحن من نطالبه صباح مساء أن يكونآ  الأقرب الى شعبه ، يتفقد أحوالنا ويقف على الحقيقة بنفسهآ  بدون حواجز أو بطانات تحجب عنه الحقائق ، وتُزين له الأمور مدعية أنها تمام التمام؟!

أخيراً أنا على ثقة أن زيارة سرية واحدةآ  للملك أفضل مئات المرات من الزيارات المعلنة، بل على العكس تماماً فالملك يستطيع أن يبني فكرة وتصور كامل عن أي مؤسسة أو وزارة يزورها متخفياً، والأمر الأهم أن وزاراتنا ومؤسساتنا ستبقى بحالة استنفارآ  قصوى خوفاً من الزيارات السريةآ  للملك التي قد تأتي في أي وقت وحين.

أتمنى من أعماق قلبي أن تتواصل الزيارات الملكية المعلنة وغير المعلنة، ففيها الخير الكثير والفائدة الجمةآ  للوطن وأبناء الوطن ، ومن أراد أن ينتقد فهذا شأنه ، فالملك يعرف جيداً ماذا يعمل وماذا يفعل، ولكني شخصياً أقول إن زيارات الملك السرية وغير المعلنة هي من صميم مهام وواجبات الملك والقائد الشجاع الذي يريد الخير والصلاح والفلاح لوطنه وشعبه.

والله من وراء القصد من قبل ومن بعد..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.