بناء السفارة الأمريكية في القدس


د. عزت جرادات

=

بقلم /  د. عزت جرادات

*مخطط بناء السفارة الأمريكية في القدس، يجري وضعه موضع التنفيذ مع غياب الإهتمام العربي والإسلامي، رسمياً ومجتمعياً، وبخاصة منظمات المجتمع المدني القانونية وتلك المعنية بالعدالة، إلاّ أن البروفسور المقدسي الأصل رشيد الخالدي أستاذ الدراسات العربية في جامعة كولومبيا/ نيويورك يواصل إثارة الموضوع من حين لآخر.

*لقد سبق أن قدّم مذكرة لوزيرة الخارجية (مادلين أولبرايت) يبّين فيها أن بناء السفارة على أرض فلسطينية صادرتها إسرائيل مستخدمة قانون أملاك الغائبين لعام (1950)، وأنه أحد ملاّك تلك الأرض، وطالب السلطات الأمريكية الغاء تلك المخططات باعتبارها ثمثل جريمة قانونية وأخلاقية.

وتابع البروفسور الخالدي في مقالته التي نشرها حديثاً في صحيفة (نيويورك تايمز NYT)، أن الموقع صادرته إسرائيل من الفلسطينين، ويملك بعضهم الجنسية الأمريكية. ويوضح أن غالبية الموقع، والمسمّى ثكنة ألِنْبي مملوك لفلسطينين، بمن فيهم عائلته التي تعود جذورها في القدس إلى أكثر من ألف عام.

*وفي الوقت الذي تعلن فيه إدارة الرئيس بايدن رفض مشاريع الإستيطان والمستوطنات، إلا أن ما يجري على أرض الواقع يعكس أن هذا الرفض مجرّد كلام، بل ويرافقه دعم إسرائيل بمليارات الدولارات التي يذهب جزء منها لإقامة وتنفيذ المشاريع الإستيطانية.

*إن هذه المبادرة للبروفسور الخالدي، مشكوراً، لا يجوز لها أن تكون مجرّد مقالة عابرة، فهي معركة دستورية وقانونية وإخلاقية مع الدبلوماسية الأمريكية من جهة، وهي معركة العديد من منظمات العدالة ومنظمات المجتمع المدني القانوية والإنسانية والأخلاقية في المجتمعات الحضارية، وبخاصة الأمريكية من جهة أخرى.

*أما على المستوى العربي والإسلامي والمسيحي، فأن المأمول أن تراجع المنظمات والهيئات، الرسمية والمجتمعية، برامجها لوضع خطط وتحديد مسارات للتعامل مع الدبلوماسية الأمريكية لنقل وجهة نظرها بشأن المخطط الأمريكي غير المعلن حتى حينه، لبناء السفارة الأمريكية على هذه (الثكنة) بالذات وعلى أي أرض فلسطينية محتلة.

وهذا أقلّ ما يمكن عمله في غياب الضعف العربي والسبات الإسلامي!.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.