تجارب نوعية مميزة


امجد فاضل فريحات

=

بقلم /  امجد فاضل فريحات

….. الأخ والزميل والصديق عطوفة الدكتور فيصل الهواري المحترم مدير التربية والتعليم / جرشوها أنت تترجل عن صهوة جوادك في مديرية تربية محافظة جرش لتنتقل إلى ميدان العز والعمل في مديرية تربية المزار وكنت حتى آخر لحظة من مغادرتك وانت تعمل وتوجه وهذا الأمر ليس سهلا، ولم نتعود على مشاهدة هذا الفعل لمن ينتقل من مكان إلى آخر.جرش التاريخ والحضارة وأكبر مدينة أثرية في العالم والرومان لم يختاروها جزافاَ لبناء ألف عمود بها لولا عراقتها وقوة تاريخها المتعدد الثقافات وتضاريسها الجغرافية . وبقيت جرش على مر التاريخ تشكل لوحة فسيفسائية معقدة التركيب وتجمع بين جنباتها ثلاثة أنواع من التركيب النوعي للسكان، إلى شرقها تجد حياة البداوة وإلى غربها تجد حياة الريف وفي وسطها تجد حياة المدينة ، أما الإدارة والقيادة فليس من السهل أداء المهمة على أتم الوجه بها فلا بد من خبرات ومهارات و اتجاهات تربوية إنسانية حتى تستطيع قيادة السفينة وإيصالها لبر الأمان في بيئة تربوية آمنة جاذبة، وعند الحديث عن إدارة الدكتور فيصل الهواري لمديرية تربية محافظة جرش ولمدة ما يقارب عام كانت إدارة نوعية فذة متميزة استطاع ولأول مرة زيارة جميع مدارس المحافظة والتي يصل عدد مدارسها ١٨١ مدرسة كمركز ثالث على مستوى المملكة في عدد المدارس فهي موزعة في مناطق جغرافية متباعدة بدءاً من بليلا إلى قفقفا إلى مرصع فالجزازة ثم برما تم إلى نجده عبر طريق دبين ومنها إلى الحسينيات نزولا إلى ساكب ثم التعريج على ريمون ومواصلة المسير للوصول لقلب المدينة حيث مدرسة جرش الثانوية للبنين وعراقتها تم الإبحار في بقية مدارسها الموزعة بكثرة هنا وهناك ، والمهمة شائكة تحتاج ما تفرد به عطوفته من الصبر والجلد والعزيمة وامتلاك رؤية ورسالة تربوية واضحة مستمدة من رؤية ورسالة وزارة التربية والتعليم فالرجل أخذ على عاتقه منذ اللحظات الأولى لاستلامه مهام القيادة في مديرية تربية جرش أن يزور هذه المدارس منطلقاً من مكان سكناه في إربد والسير في الصباح الباكر للوصول يومياً لأحد المدارس لحضور الطابور الصباحي المدرسي والتجول والاطلاع على واقع المدرسة الحقيقي بعيداً عن السماع عن بعد بل لابد من مشاهدة الأمور على أرض الواقع حتى يكون اتخاذ القرار سليما.الحق يقال ونحن لا نبتغي شيئاً نتيجة الحديث عن القائد التربوي لمديرية تربية جرش الدكتور فيصل الهواري قبل أن ينتقل إلى عرين آخر ومن منطلق إنزال الناس منازلهم أقولها وبكل جرأة أن هذا الرجل أدار دفة الأمور بطريقة لبقة بكفاءة واقتدار، فلم يفتح ملف العقوبات على مصراعيه إذا كان هناك مجال لإصلاح الخلل ، وكان مبادراً ومشجعاً لأي فكرة أو مشروع وكان يشرف على الأمر بنفسه ، ولن ننسى متابعته الحثيثة للاختبارات الدولية timss و pisa و pirls والمسابقات الثقافية والمتابعة اليومية لجائزة الملكة رانيا للمعلم المتميز وتحقيق نتائج متقدمة ومرضية بهذا المجال، ومتابعة الفاقد التعليمي والوقوف على حاجات كل مدرسة دون مجاملة أمام مصلحة العمل ، وبالمقابل كان هناك متابعة لما كان يتم داخل مديرية التربية حيث نظم العمل ووزع الأدوار من جديد وكان أكثرهم قربا منه من يعمل بجد واخلاص وأمانة ، وكانت استراحة المحارب لديه هي البقاء في المديرية لساعات متأخرة من مساء ذلك اليوم الشاق لإكمال الأعمال وترجمتها على أرض الواقع وكما يقال 🙁 من طلعتها لغيبتها ) ليعود بعدها إلى إربد حيث مكان سكناه ليبدأ في صباح اليوم التالي من جديد رحلة العمل والجد والاجتهاد.وفي الختام ترك هذا الرجل مديرية تربية جرش والنقاط كانت موضوعة على الحروف، ولم يترك شاردة ولا واردة إلا وتم معالجتها، ومن رأى طريقة توديعه للموظفين فقد كانت كما يودع الأب أبناءه حيث خرجوا للسلام عليه وتوديعه ناهيكم عن منصات التواصل الاجتماعي التي امتلأت بالحديث عن إنجازاته وتبنيه لأي مظلمة أو ضعيف لا يستطيع الحصول على حقه والاستماع له والوقوف لجانبه ومساندته.هنيئا لكم دكتور فيصل الهواري هذه المناقب، حفظكم الله ورعاكم وسدد على طريق الخير خطاكم وما تم كتابته لا نهدف من ورائه إلا أن ننزال الناس منازلهم والحديث عن تجاربهم العطرة النوعية الرائعة الجميلة.

 

التعليقات

  1. فراس فاضل فريحات يقول

    لقد ابدعت في الكلمات اخي ابو العبد لكن دائما يبقى في القلب حديث اخرس لا تنصفه الحروف… وهذا الرجل حقيقة لا تنصفه الحروف ولا الكلمات حتى وان اكتملت
    كل الاحترام للكاتب المبدع امجد فريحات على هذا الوصف الراقي الحميل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.