تحول الصين إلى دولة عظمى في شتى المجالات

عمر سامي الساكت
ففي مجال براءات الإختراع والبحوث العلمية فقد سجلت الصين رقماً قياسياً في عدد براءات الاختراع خلال عام 2024 حيث بلغت 4.76 مليون براءة، في إنجاز يعكس التزامها بتعزيز الابتكار ودعم الصناعات الناشئة. كما كشف تقرير حديث للمؤسسة الوطنية للعلوم بالولايات المتحدة عن نشر أكثر من مليوني و500 مقالة عملية حول العالم في عام 2018، كان النصيب الأكبر منها للصين، ومن ثم أميركا، وبحسب التقرير، فقد بلغ عدد الأبحاث العلمية والهندسية الصينية المنشورة في مجلات علمية حول العالم في 2018، 528 ألفا و263 بحثا، مقارنة مع 422 ألفا و808 أبحاث أميركية في العام نفسه.
وبذلك تزيح الصين -لأول مرة- الولايات المتحدة عن المرتبة الأولى باعتبارها أكبر ناشر للأبحاث في العالم في مجالي العلوم والهندسة، على مدار عقد من الزمن.
أما في مجال الذكاء الاصطناعي فقد ظهرت الشركات الصينية تقدماً ملحوظاً في تطوير نماذج ذكاء اصطناعي مبتكرة، خاصة في مجالات المصادر المفتوحة والرقائق المحلية. هذا التقدم لم يقتصر على الجوانب التقنية فحسب، بل امتد أيضًا إلى الدور المتزايد لهذه التقنيات في الحياة اليومية والصناعات المختلفة.تعمل شركات الذكاء الاصطناعي الصينية على تطوير ما يُعرف بالنماذج اللغوية الضخمة (LLMs)، والتي تُدرب على كميات هائلة من البيانات لتغذي تطبيقات مثل روبوتات المحادثة. بخلاف نماذج OpenAI التي تدعم تطبيق ChatGPT الشهير، تتبنى العديد من الشركات الصينية نهج المصادر المفتوحة. إذ تقدم هذه الشركات نماذج مفتوحة يمكن للمطورين تحميلها والبناء عليها مجاناً، دون الحاجة إلى ترخيص صارم من مبتكريها، وقد أصدرت الحكومة الصينية، دليل بناء نظام معايير صناعة الذكاء الاصطناعي الشامل على المستوى الوطني نسخة عام 2024، لدفع عجلة تطوير صناعة الذكاء الاصطناعي في البلاد.
وفي مجال الحاسوب والطب فقد حققت الصين تقدماً كبيراً في مجال تقنية ما يعرف بـ” واجهة الدماغ والحاسوب “(BCI)، التي تسمح للدماغ البشري بالتواصل مباشرة مع أجهزة الكمبيوتر، الأمر الذي يساعد في علاج الكثير من الحالات الطبية الصعبة ومنها الشلل النصفي.
وفي مجال محركات البحث على الإنترنت فقد أطلقت الحكومة الصينية محرك بحث جديدا يحمل اسم “تشايناسو” الذي إنطلق عام 2000م وهو المصنف رقم واحد في الصين والثالث عالمياً حسب عدد الزيارات حسب تصنيف أليكسا، حيث يمكن هذا الموقع من البحث في أكثر من 57 تصنيف مختلف، منها الصور، الفيديو، الأخبار والوثائق وغيرها الكثير
وفي مجال تكنولوجيا الفضاء والليزر حيث نجحت الصين مؤخراً في تحقيق إنجاز ملفت أثار إعجاب العالم ودهشته في آن واحد، حيث تمكن العلماء الصينيون من إطلاق شعاع ليزري باتجاه قمر صناعي يدور حول القمر في وضح النهار! هذا الحدث المذهل لم يكن مجرد تجربة عادية، بل يمثل اختراقاً رئيسياً لتحديات طالما أعجزت الباحثين في مجال الفضاء.
وفي المجال الحربي فق طورت الصين صاروخ “كيه دي-21” سلاح صيني لاصطياد حاملات الطائرات صاروخ جو-أرض فرط صوتي تتخطى سرعته 5 ماخ مضاد للسفن ، يلقب بـ”مدمر حاملات الطائرات”، يتميز بقدرات هجومية متقدمة، تتخطى سرعته 5 ماخ، ويعمل بمحرك يستخدم الوقود الصلب، مما يمنحه سرعة عالية وثباتا تشغيليا. وهو من الصواريخ التي تم تطويرها ضمن إستراتيجية الصين لتعزيز قدرتها على التحكم في المناطق البحرية، خصوصا في مناطق تمثل نقاط صراع.
هذا كله يحثنا على لفت الإنتباه إلى زيادة البعثات الدراسية إلى الصين في المجالات المرموقة وكذلك مشاركة الجامعات الصينية للاستفادة من خبراتها في مجال البحوث العلمية ، والاستفادة من نماذج الذكاء الإصطناعي وحتى محركات البحث الصينية، واعتقد علينا العمل على ترجمة أمهات الكتب الصينية وتشجيع تعلم اللغة الصينية حتى في المدارس كلغة علم وتجارة مستقبلية، فلم يعد تقدم الولايات المتحدة إلا وهماً تسوقه للعالم.