تطوير وسط مدينة عجلون يبدأ من إعادة تأهيل شارع الحسبة ،،،


منذر محمد الزغول

=

حقيقة في كل مرة أزور فيها شارع الحسبة في عجلون أشعر بالإحباط الشديد ،  لأن جميع الخطط السابقة التي كانت تستهدف هذا الشارع لم يُكتب لها النجاح ، وهنا أنا لا أحمل المسؤولية للمجلس البلدي الحالي ولا للمجالس السابقة فهذه مشكلة قديمة جديدة ، تتحمل الكثير من الجهات في محافظة عجلون  مسؤوليتها . 

على كل ما آثار شجوني للكتابة في موضوع شارع الحسبة أيضا هو تسليط  مدير منطقة عجلون حمزة الصمادي  الضوء على واقع عملية تصريف مياه الأمطار الموجودة أسفل وسط مدينة عجلون ، حيث كنا نسمع سابقا عن وجود ما يشبه الأنفاق أسفل وسط المدينة وبجانب المسجد الكبير مرورا  بشارع الحسبة ، وبالفعل تم اليوم  عرض لواقع هذه الأنفاق بالصورة والفيديو   الأمر الذي  يدعونا جميعا للتفكير بأفضل  وأنجع السبل والطرق لتطوير المنطقة وشارع الحسبة و أنفاق تصريف المياه ، فهذه اكتشافات هامة جداً يجب البناء عليها .

على كل وكما سمعنا من بعض علماء التاريخ فقد كانت هذه المنطقة أي شارع الحسبة والمنطقة المحاذية للمسجد  تعج بالحركة منذ مئات السنين وكان فيها العديد من الأسواق التاريخية كسوق الصاغة والبالة والجلود والألبسة والعديد من الأسواق الأخرى ، وكان أيضا بجانب المسجد المدرسة اليقينية التي كانت تُدرس علوم الطب وهي أول مدرسة للطب  في المنطقة ، لذلك فإن هذه المنطقة التاريخية  بأمس الحاجة اليوم للتطوير وإعادة التأهيل ، خاصة وأن شارع الحسبة أصبح يعج اليوم بالفوضى  والانتشار العشوائي للبسطات ، حتى  أصبح مرور المشاة فيه صعب ومستحيل ، وحدث ولا حرج أيضا عن مجمع الباصات الذي تحول الى سوق للخضرة .

شخصيا تحدثت  في السابق  مع أحد المسؤولين الذين تعاقبوا على مواقع المسؤولية في محافظة عجلون  عن  تطوير  شارع الحسبة ، وكان لديه للأمانة الكثير من الأفكار الرائعة لتطوير  واقع هذا الشارع  ، حيث كان هذا المسؤول يولي شارع الحسبة جُل اهتمامه ، ولكن لظروف العمل وإنتقاله الى موقع أخر  في محافظة أخرى توقف كل شيء ، لكن يبقى تطوير واقع شارع الحسبة  حلم يراود الكثير من أهالي مدينة عجلون والمحافظة ، بل إن تطوير عجلون كلها يبدأ من تطوير شارع الحسبة ، وقد يكون سوق الحميدية في دمشق أو أحد الأسواق القديمة في تونس نماذج يمكن  أن تصلح لتطبيقها على أرض الواقع في عجلون .

تطوير شارع الحسبة في عجلون وليس فقط تنفيذ  حملات أمنية آنية ينتهي مفعولها ونتائجها بمجرد إنتهاء الحملة  يستدعي تظافر  جهود جميع الجهات المعنية في محافظة عجلون من المحافظة الى البلدية ومجلس المحافظة والسياحة والآثار وغرفة التجارة ومؤسسة الإعمار والأجهزة الأمنية المعنية ، لذلك أتأمل من صاحب القرار في عجلون  أن يبادر ويتبنى تشكيل لجنة تضم جميع هذه الجهات والبدء فورا وعلى أرض الواقع بوضع الخطط  والبرامج لتطوير وإعادة تأهيل  شارع الحسبة في عجلون ، لأن جميع البدائل والحلول لإستحداث  أسواق أخرى في المدينة  لن تنجح ولن تكون  بديلة عن هذا الشارع  الحيوي والهام ، الذي  أصبح ملاذ آلاف المواطنين يوميا ومن كافة مناطق المحافظة  .

فلماذا  لا يتم تطوير هذا الشارع  على غرار تطوير وسط مدينة مأدبا والسلط  ليتم أيضا بعد ذلك وضعه على الخارطة السياحية للمحافظة ، وقد كان هذا أحد  أهم أهداف مشروع السياحة الثالث الذي زادت تكلفته عن الثلاثة ملايين دينار وإستهدف وسط مدينة عجلون  قبل عدة سنوات ، لكن للأسف الشديد فشل  هذا المشروع فشلا ذريعا ً، ولم ينتج عنه إلا تضييق الشوارع الرئيسية وسط المدينة .

 

والله من وراء القصد ،،،

 

بقلم/ منذر محمد الزغول

ناشر ومدير وكالة عجلون الإخبارية

عضو مجلس محافظة عجلون

2 تعليقات

  1. ابو آدم يقول

    كعادتك أستاذ منذر وضعت يدك ع الجرح العميق في محافظة عجلون التي يتم تجاهلها عمداً من أصحاب القرار وهي في امس الحاجه للتطوير والترميم المستمر وإظهارها بالوجه الحقيقي لسنتر المدينه لما له أهمية حيويه للمدينه والمحافظه و الوطن بشكل عام… استمر أستاذ منذر ولكم جزيل الشكر والعرفان

  2. إكرام المومني - كندا يقول

    الى عجلون جميلة الجميلات ارسل اعذب تحية واقول لجميع مواطنيها الله يعطيكم العافية. هل يا ترى لا زالت الكيناية موجودة؟ تتوسط علجون وتزيدها جمالا وزهوا! اتمنى ان لا يتم اي تطوير على حساب الكيناية، فهي ارث ومعنى ورمزية. ودمتم بخير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.