تكرار رؤساء لجان الانتخابات


الدكتور رشيد عبّاس

عقب إصدار جلالة الملك عبد الله الثاني مرسوماً ملكياً بإجراء انتخابات لاختيار مجلس نواب جديد مع انقضاء مدة المجلس الحالي وهي 4 سنوات منذُ انتخابه في 2020, فقد لمستُ ارتياحاً لدى الشارع الأردني لاختيار مجلس نواب جديد يتحمل دوره ومسؤوليته الكبيرة في التشريع والرقابة, وأن إجراء انتخابات لاختيار مجلس نواب في هذه الظروف السياسية التي يمر بها الإقليم ككل تعكس دون أدنى شك أن هناك استقرار سياسي داخلي في الأردن, وهذا لا يمكن أن يتأتى لو لم يكون هناك وفرة من حالة الأمن والأمان في الأردن.
أن مشاركة الأحزاب في الانتخابات هذه المرة وبنسب حددها قانون الانتخاب لمجلس النواب, سيعطي دفعة جديدة في مسيرة الإصلاحات التي أطلقها جلالة الملك عبد الله الثاني ووضع لها خارطة طريق واضحة المعالم, وسترسم معالم جديدة تحت القبة في تطوير مراحل وآليات واستراتيجيات التشريع والرقابة تحت القبة والتي ينبغي أن تتجدد مع تجدد المعلومة والمعرفة في رحاب هذا العالم الممتد.
اعتقد جازماً أن الشعب الأردني شعب على درجة عالية من الإدراك, ولديه وعيّ مطلق بأن مشاركته في الانتخابات واجب وطني لا يمكن التخلي عنة باي شكل من الاشكال, ويعرفُ تماماً أن مسيرة الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية تتطلب دوره الفاعل في اختيار من يمثله في مجلس الأمة, كيف لا والتشريع والرقابة هي جزء لا يتجزأ من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يسعى لها الأردن باستمرار ودون انقطاع.
الشعب الأردن يدرك تماماً أن الدولة والحكومة لديهما حيادية وشفافية كاملة تجاه الانتخابات النيابية وما تفرزه صناديق الاقتراع, في الوقت نفسه نجد أن الشعب الأردن لديه حساسية مفرطة من بعض إجراءات الانتخابات وليس بمجمل قانون الانتخاب, وهذا ربما كان له بعض الآثار السلبية على إقدام المواطن الأردني على التوجه لصناديق الاقتراع والمشاركة الايجابية فيها, وعلى تراجع نسب الاقتراع في الدورات الماضية بشكل عام.
في الأمس وبالتحديد الأربعاء 8 / 5 / 2024م وحين تم اختيار رؤساء لجان الانتخابات وصل إلى مسامعي من الشارع الاردني نقطة اعتقد انها في غاية الاهمية وتتعلق بطريقة تكرار بعض رؤساء لجان الانتخابات من قبل الهيئة المستقلة للانتخابات, وقد تناقل البعض أن رؤساء لجان الانتخابات في المحفظات والألوية هم انفسهم يتكرروا في كل دورة! وربما هذا لا يعطي فرص جديدة لشباب أردنيين أكفاء ايضاً, وقد ينعكس هذا سلباً على المواطن الذي لديه رغبة كبيرة في التوجه إلى صناديق الاقتراع والأدلاء بصوته.
اعتقد أن الهيئة المستقلة للانتخابات لديها حرص كبير في انجاح هذه التجربة الديمقراطية, ولديها من الاجراءات الريادية ما يفتخر به في هذا المجال, ولديها ايضاً متسع من الوقت لتغيير بعض رؤساء لجان الانتخابات الذين يتكرروا باستمرار بقامات أردنية جديدة, والعمل على ضخ دماء جديدة في هذا السياق مع احترامنا الشديد لرؤساء اللجان الذين تتكرر اسمائهم في كل دورة, وليس لاحد منا أدنى شك في قدرة وأداء اي منهم, لكن في نفس الوقت المواطن الأردني يطمح أن يرى وجوه جديدة وليست نسخ مكررة لرؤساء اللجان, كي يكون ذلك دافعاً ايجابياً له في المشاركة الفاعلة في هذه الانتخابات, والتي باركها جلالة الملك عبد الله الثاني وأقرتها حكومته الموقّرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.