ثروتنا الحرجية ،،، كلنا شركاء في المسؤولية


منذر محمد الزغول

=

بداية أؤكد في مقالي  هذا مرة أخرى أنني لا سمح الله أريد أنتقص من جهود إخواننا في وزارة الزراعة أو دائرة الحراج ، فهم والله يخوضون الآن حربا ضروس مع تجار ومافيات التحطيب الذين أصبح لا هم لهم إلا مصالحهم الشخصية الضيقة ولو كان ذلك على حساب ثروتنا الحرجية التي لا تقدر بثمن و تُباد بكل دم بارد من قبل هذه الفئة التي  لاتخاف الله ولا تتقيه .

لذلك تأتي جهودنا هذه وتسلطينا الضوء  بين الفينة والأخرى على هذه الجرائم البشعة بحق ثروتنا الحرجية من باب دعم ومساندة جهود إخواننا في وزارة الزراعة والحراج فهم والله يحتاجون اليوم الى وقفة صادقة  وشجاعة معهم لعل وعسى أن نتمكن من الحد من هذه الجرائم البشعة . 

بالطبع الواقع على الأرض مرير جداً  ويُشير  الى أن حجم الكارثة والاعتداءات على ثروتنا الحرجية في محافظة  عجلون  تجاوز كل الحدود والخطوط ، والأدلة والشواهد على ذلك  كثيرة . 

أعرف جيداً أن دائرة الحراج ووزارة الزراعة مُهتمين  جداً بقضية الثروة الحرجية والحفاظ عليها ، وأعرف أنهم  يبذلون كل جهد ممكن  للحفاظ على ما تبقى من هذه الثروة العظيمة ، ولكن للأسف الشديد فإن الواقع على الأرض لا يسر عدوا ولا صديقا ،فالقضية لم تعد قضية  فقراء وعائلات وأسر مُحتاجة كانت فيما مضى تجمع الأحطاب  اليابسة من الغابات  لإستخدامها  في المدافىء ، ولكن القضية تجاوزت ذلك بكثير ، حيث أصبحت ثروتنا الحرجية تُباد بكل دم بارد لبيعها بأبخس الأثمان للفلل الفارهة والمواقد والمطاعم  خارج محافظة عجلون .

المطلوب اليوم أن تتضافر كافة الجهود الرسمية والشعبية  للحفاظ على ما تبقى من ثروتنا الحرجية ، فكلنا شركاء في المسؤولية ، بالطبع هناك العديد من الإقتراحات  والأفكار التي من الممكن أن تساهم بحماية ثروتنا الحرجية ، وأنا واثق كل الثقة أن وزارة الزراعة ودائرة  الحراج  بصورتها بالكامل ، لذلك لا بد أن نتحرك بأقصى سرعة وعلى كافة المستويات ، فقد بلغ السيل الزبى ولم يعد ينفع السكوت عن  هذه  الإبادة ، وأخشى ما أخشاه أن يأتي ذلك اليوم الذي لا نجد فيه شجرة معمرة نتفيأ في ظلها أو نتنسم بهواءها العليل. 

أمّا قتلة الأشجار “فإعلموا أن الله يُمهل ولا يهمل“ سائلا الله العلي القدير أن يرينا الله فيكم يوماً أسوداً كسواد قلوبكم التي انقطعت منها الرحمة والشفقة لأنه لا عذر لكم ولكل من يقدم على هذه الجرائم ، فلا الفقر ولا الجوع يدفع صاحبه لأن يقتل ويقطع الأشجار بهذه الطريقة الوحشية التي حرمتها كل الديانات السماوية حتى في أوقات الحروب .

أخيراً الوقوف مع موظفي الحراج ودعمهم ومساندتهم  بشتى الطرق والسبل وزيادة عددهم  ورواتبهم  وإمكاناتهم أصبح ضرورة وليس ترفاً ، فالمهام الملقاة على عاتقهم كبيرة بل وخطيرة جداً ، فهم يتعاملون مع مساحات شاسعة من الثروة الحرجية وفئة لا تخاف الله  مستعدة  أن  تفعل   أي شيء من أجل مصالحها  الشخصية ، إضافة الى أننا نأمل أن يكون  لكوادر الإدارة الملكية لحماية البيئة دور أكبر  من الدور  الذي يقومون فيه الآن في حماية ثروتنا الحرجية .

والله من وراء القصد ،،،

 

بقلم / منذر محمد الزغول

ناشر ومدير وكالة عجلون الإخبارية

عضو مجلس محافظة عجلون

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.