جولة من المفاوضات قريباً لتحرير الأسرى


نسيم العنيزات

بعد فشل دولة الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق أهدافها المعلنة في حربها على غزة والمتمثلة بتحرير الأسرى والقضاء على حركة حماس وفصائل المقاومة اخذت تميل إلى تكثيف قصفها على القطاع وإجراء انسحاب تكتيكي .

وبعد ما يقارب الـ100يوم من العدوان ما زالت فصائل المقاومة صامدة وبنفس قوتها تقريبا وما زلنا نشاهد رشقات صاروخية تضرب تل أبيب ومستوطنات غلاف غزة إضافة إلى الخسائر التي تُكبدها لجيش الاحتلال المتوغل بريا ، كما انه اي الأخير لم يتمكن من تحرير أسير واحد على الرغم من القصف والدمار الذي خلفه ، الا عن طريق التفاوض وبامضاء فصائل المقاومة. وبعد ان فشلت ايضا في تحقيق هدفها في تهجير أبناء القطاع إلى الخارج لجأت إلى استخدام أسلوب الأرض المحروقة بتدمير كل مكونات الحياة من أبنية ومدارس ومستشفيات ودور عبادة والطرقات لتجعل من غزة مكانا غير صالح او قابل للحياة لدفع أهلها إلى اللجوء بعد ان قتلت ما يقارب الـ25 الف شهيد ناهيك عن عدد الجرحى الذي يناهز الـ70 الفا.

واليوم ومع تزايد الضغط الدولي لوقف العدوان الإسرائيلي وما تقترفه من إبادة جماعية وجدت دولة الاحتلال الإسرائيلي نفسها شبه معزولة عن العالم مما دفعها للبحث عن الخروج ووقف الحرب بأسلوب يحفظ لها ماء الوجه امام شعبها الغاضب والمنتفض ايضا ..

واصبحت تبحث عن صورة انتصار زائف مفتخرة بما حققته من دمار شبه كامل للقطاع وكأنها تحارب دولة عظمى لتقنع ناسها بانها انتصرت وحققت أهدافها .

وبعد الضربات المتتالية التي تلقتها من فصائل المقاومة وما تبعها من تغيير الموقف الدولي جاءت الضربة القاضية من محكمة العدل الدولية التي قبلت الدعوى التي تقدمت بها دولة جنوب أفريقيا التي قدمت مرافعة تاريخية مدعومة بالأدلة والبراهين على صدق دعواها بأن دولة الاحتلال تمارس إبادة جماعية بحق أبناء غزة لتجد نفسها شبه وحيدة باستثناء الدعم الامريكي الذي اخذ يتململ وتخف وتيرته بعد ان تيقن بايدن وادارته بأن فرصته بولاية ثانية اصبحت صعبة وضعيفة بعد ان انخفضت شعبيته إلى أدنى مستوياتها بسبب دعمه اللاخلاقي لدولة الاحتلال حسب الاستطلاعات الأمريكية.

ولهذا جاءت جولة وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية إلى المنطقة الاسبوع الماضي لبحث الية لوقف الحرب شريطة الاتفاق على الية لحكم القطاع بعد ذلك .

مشترطا المساعدة في إيجاد الية تتفق عليها جميع الأطراف المعنية دون ان يكون لحماس اي دور في ذلك .

الا انه وحسب المعطيات وبقراءة واضحة للمشهد فان هذا الامر صعب المنال وبعيد عن الواقع بعد ان اثبتت حماس وفصائل المقاومة انها لاعب رئيس لا يمكن تجاوزه او القفز عنه التي سطرت قصص بطولة بالمقاومة والتضحية كما ان أبناء القطاع لن يتخلوا عنها ولن يقبلوا بأن تفرض عليهم اي شروط بعد ان قدموا عشرات الالاف من الشهداء والجرحى.

وتمكنوا اي فصائل المقاومة من وضع القضية الفلسطينية برمتها على الطاولة الدولية وحديث الشارع والرأي العام العالمي الذي يخشى من اتساع دائرة الصراع بعد الدور الكبير للحوثيين الذين منعوا السفن التجارية المتوجهة إلى دولة الاحتلال من العبور في البحر الأحمر بأريحية ودون خوف او قلق . الامر الذي اخذ يهدد مصالحهم ويزيد من تكلفة الشحن وبالتالي ارتفاع أسعار النفط عالميا الامر الذي سيدق المسمار الأخير في نعش ولاية بايدن القادمة.

..ولكل ما سبق فاننا نعتقد بأن الحرب في فصلها الأخير ولن تدوم طويلا وسنرى جولة قريبة من المفاوضات تتعلق بالاسرى وشكل اليوم التالي للحرب على الرغم من حالة الإنكار التي تمارسها دولة الاحتلال وهروبها بتكثيف القصف على قطاع غزة لتحسين شروطها او الحصول على صفقة أفضل على الأقل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.