حتى لا تأتي ضربة الربيع العربي من صانعيه


نسيم العنيزات

بقلم/ نسيم عنيزات

بعد قرارات الرئيس التونسي الاخيرة باقالة رئيس وزرائه وحل البرلمان وتوليه زمام الامور في بلاده انقسم الشعب التونسي بين مؤيد ومعارض مما وضع البلاد على صفيح ساخن وتركها مفتوحة على جميع الاحتمالات.

وعلى الرغم من وجود توافق بين الكيانات والقوى السياسية على عدم الرجوع إلى الوراء الا ان هذا الامر غير مضمون في بلد يعاني من ازمة اقتصادية حادة وقطاع صحي يعاني ومهدد بالانهيار جراء ارتفاع اصابات كورونا بين مواطنيه.

بعد ان عادت تونس الى الاضواء وتصدر عناوين الصحف والتلفزة العالمية مرة اخرة بعد ان اطلقت شرارة الربيع العربي في عام 2010 ووضعت اقدامها على عتبة الديمقراطية بعد توافق القوى على تعديل دستورها واجراء انتخابات برلمانية ورئاسية كانت الافضل في الوطن العربي مشكلة نموذجا لجميع المطالبين بالتغيير في الوطن العربي.

الا ان هذه الفرحة لم تدم طويلا بعد التجاذبات السياسية واتهام بعض رجال السلطة بالفساد، كما يبدو ان البعض لم يرق له ما حققته تونس من إنجاز ديمقراطي جراء الربيع العربي مقارنة مع حالات الفوضى والاقتتال التي عانت وما زالت بعض الاقطار العربية.

ما يحدث في تونس فتح شهية البعض واصحاب الآراء بان الوطن العربي غير مؤهل وليس مستعدا للديمقراطية وقبول الاخر وعلى الشعب العربي ان يسلم للواقع وان يقبل بالوضع الحالي.

لذلك فان جميع المنادين بالديمقراطية يراهنون على الشعب والقوى التونسية لتغليب العقل والمحافظة على الانجاز باللجوء الى الحوار وتبني وجهة نظر اكثر واقعية بعيدة عن المصالح الشخصية وتغليب مصلحة الدولة العليا لتجنيب تونس العنف والاقتتال الذي تعاني منه بعض الاقطار العربية.

وما يدعو للغرابة والاستهجان في تونس ان كل طرف يحتكم للدستور ويعتبر موقفة مستندا له ويتهم الاخر بانه خالفه، في ظل وقوف نقابة الشغل والعمال الأقوى في تونس على الحياد ودعوتها الى الحوار وضبط النفس لانه من الصعب قبول ان تأتي ضربة الربيع العربي من رائدتها التي أشعلت الامل بين الشعوب العربية في التغيير نحو الديمقراطية والحرية والكرامة..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.