حتى نكون في محافظة عجلون سبّاقون ومتميزون


منذر محمد الزغول

=

تاريخ  نشر المقال/  13-11-2018

 

الأحداث الأخيرة التي شهدتها بعض محافظات المملكة وخاصة فيما يتعلق بالمنخفضات الجوية وما صاحبها من السيول الجارفة التي اجتاحت بعض المناطق وراح ضحيتها العشرات من أبناء الوطن هي بالتأكيد قضاء الله وقدره، ونؤمن بذلك حق الإيمان، ولا نقول إلا“ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم“ ، سائلين الله العلي القدير أن يلطف بنا وأن يرحمنا برحمته.

آ

لكن على الجانب الآخر أمرنا ديننا الحنيف بأن نتوكل على الله حق التوكل وأن نعد العدّة جيداً، فليس من المنطق ولا من المعقول أن نجلس في بيوتنا وأن ننتظر المصيبة تلو المصيبة، وأن نُعزي كل ما أمرٍ يحدث إلى القضاء والقدر ، فليس هذا من الإيمان وليس هذا هو التوكل الحقيقي على الله الواحد الأحد.

آ

حقيقة لن أخوض في استعدادات الدولة ووزارتها المختلفة في عمّان وتفاني جيشنا الباسل وأجهزتنا الأمنية في عملهم خلال الأيام الماضية والتي سبقتها في أحداث البحر الميت، لأن كل ذلك أصبح معروفاً للجميع في وطننا الغالي.

آ

إلا أن ما لفت انتباهي أننا في محافظة عجلون ولا أجامل عطوفة المحافظ وأجهزتنا الرسمية بشكل عام ، بدأنا نعمل بشكل مختلف تماماً عما كان يحدث في السابق، فالجهود الآن تنصب على معالجة أماكن الخلل قبل حدوث أي مشكلة لا سمح الله، إضافة لتحديد الأماكن الساخنة في المحافظة وخاصة فيما يتعلق بالمنازل والمناطق المعرضة لخطر مداهمة السيول وانجرافات الأتربة، إضافة إلى إعداد قاعدة بيانات شاملة لجميع مناطق المحافظة وتحديد احتياجاتهاآ  والبدء بتنفيذ الممكن منها.

آ

وفي هذا المجال أقترح على عطوفة المحافظ وأجهزتنا الرسمية بشكل عام وعلى مجلس المحافظة ورؤساء البلديات ونواب المحافظة تشكيل لجنة مشتركة لإعداد قاعدة بياناتآ  وتحديد الأماكن الخطرة في المحافظة التي تحتاج إلى معالجة فورية.

آ

كما أقترح أن يتم تخصيص مبلغ معين من موازنة مجلس المحافظةآ  لمعالجة الحالات الطارئة، وخاصة في مثل هذه الظروف الجوية، إضافة إلى ما يمكن تحصيله من وزارات ومؤسسات الدولة المختلفة، وهنا أتمنى على نواب محافظة عجلون أن يكون أداؤهم في المرحلة القادمة مختلفاً تماماً ،وأن نرى لهم بصمات مقنعة على أرض الواقعآ  وخاصة من خلال علاقاتهم بوزاراتآ  وأجهزةآ  الدولة المختلفة ، متمنياً عليهم كذلك أن يكونوا على مسافة واحدة من جميع مناطق محافظة عجلون.

آ

أخيراً أتمنى أن تكون محافظة عجلون في الأيام القادمة سبّاقة ومتميزة في معالجة أماكن الخلل ، وأن يكون الأداء في هذه المرة مختلفاً تماماً، من خلال تظافر جهود جميع الفعاليات الرسمية والشعبية، وجميل جداً ما بدأنا نلحظه ونشاهده منآ  تفاعل الفعاليات الشعبية مع الأحداث وخاصة فيما يتعلق بتشكيل فرق الطوارىء للمساهمة بأي جهد ممكن خلال الظروف الجوية القادمة ، متمنياً أيضاً أن نرى المزيد من التفاعل وإطلاق المبادرات الرائدة التي من شأنها المساهمة بخدمة الأهل والعزوة في جميع مناطق المحافظة وزوارها الكرام .

والله من وراء القصد من قبل ومن بعد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.