حتى نلحقهم قبل فوات الأوان


نسيم العنيزات

ونحن على أبواب العطلة الصيفية لطلبة المدارس التي يفصلنا عنها شهر تقريبا او ازيد قليلا، ماذا اعددنا لهذا الجيش الذي يبلغ تعداده ما يقارب المليوني طالب وطالبة ؟ ما هي خططنا واستراتيجياتنا الجديدة غير التقليدية او المكررة التي تواكب الواقع والتغيرات، التي أصابت كل مفاصل الحياة اليومية والمستقبلية.

امور كثيرة وقضايا عديدة تحتاج إلى اعادة قراءة ومراجعة حول كيفية مخاطبة هذا الجيل الذي تتعلق عليه الآمال وتتجه اليه الانظار لإدارة الدولة مستقبلا، والمضي بها نحو التطور والازدهار.

لقد تغيرت معظم المفاهيم وتبدلت كل المعاني لبعض القيم والسلوكات المجتمعية نتيجة ظروف او تغيرات طرأت على المجتمع في السنوات الاخيرة تبعا لمسميات جديدة منها الحداثة والتطور وغيرها الكثير.

الا ان تعاملنا وطرق مخاطبتنا مع شباب المستقبل وأمل الأمة لم تتغير وما زلنا نستخدم الأسلوب والأدوات نفسها، وكأننا نعيش قبل عشرات السنوات وان الامور على حالها لم تتغير.

كثيرة هي القضايا التي تحتاج إلى نقاش ومن ثم إلى معالجات بأدوات توازي المفاهيم الجديدة التي تشكلت عند الشباب وتحمل معاني وتعريفات جديدة غير تقليدية.

لذلك لا بد من تحديد أهدافنا ووضع خططنا وتجهيز ادواتنا للحاق بأبنائنا قبل فوات الاوان وان تتراكم الامور لنعيدهم إلى سكة القيم والمبادئ الوطنية والاخلاقية السليمة التي تساعد على البناء لا الهدم.

نحتاج بان نخرج من الدائرة المغلقة التي وضعنا انفسنا بها وان نعترف بالواقع والتغيرات التي طرأت والتعامل معها بطرق صحيحة لاعداد هذا الجيل بطريقة سليمة، ووضعه على الطريق الصحيح والسليم خال من المطبات والمعيقات.

فلا يعقل ان نبقى نتعامل مع الشباب وكأننا لم نعش او نلحظ هذا التطور وما دخل عليه من السوشال ميديا وما يملكونه من ادوات سبقتنا بعشرات السنوات ونحن ما زلنا نكرر انفسنا بمعسكرات صيفية وأدوات لا تحمل اي جديد، سواء على صعيد الوجوه او المضمون او الرسالة.

منظومات جديدة ومفاهيم لم نعرفها من قبل وقيم وسلوكات غريبة دخلت مجتمعنا، وغزت شبابنا تحتاج إلى مراجعة ضمن منظومة تراعي كل هذه القيم واستغلال فترة العطلة الصيفية المقبلة لتكون البداية نحو مرحلة جديدة يكون الشباب احدى عناصرها وأهم أركانها بعيدا عن التقليد واسلوب السلق وعد الأيام.

وفي الختام هذه القضية ليست مسؤولية جهة معينة، بل جميع مؤسساتنا العامة والخاصة بما فيها ايضا الأهلية والمجتمع المدني معنية بأن يكون لها دور وان تقدم كل جهة مبادرات كل حسب اختصاصه وطبيعة عمله وقدرته لنحمي مجتمعنا وانفسنا ونحافظ على بلدنا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.