حرب جديدة على الوطن وأمنه واستقراره…


منذر محمد الزغول

=

تاريخ نشر المقال /  07-08-2018

لن أتحدث في مقالي هذا عن الأزمةآ  الاقتصادية الصعبة التي نمر فيها ، فهذه قضية طبيعية نتيجة عدم وجود موارد حقيقية في البلاد وانقطاع المساعدات الخارجية والفساد المستشري إضافة إلى الظروف الصعبة التي تشهدها المنطقة من حروب وصراعات لم تبقي ولم تذر.

 
آ
آ المشكلة الأخطر التي تواجه بلدنا في هذه الأيام هي الحرب الممنهجة من الشائعات حيثآ  لا نكاد نصحو على إشاعة إلا ونستيقظ على أخرى أخطر وأشدآ  بكثير من سابقتها ، والمصيبة الكبرى أننا نُردد ونرسل هذه الشائعات إلى بعضنا البعض ونحن نعرف أنها أكاذيب وخزعبلات أرادآ  مطلقيها أن يعيثوا بالأرض فساداً وأنآ  يبثوا سمومهم وفتنهم للنيل من وطننا وأمنه واستقراره.
 
آ
هذه الحالة الغريبة غير المسبوقة من حرب الشائعات والفتن لم تترك أي أحد في بلدنا ، فطالت رأس الدولة جلالة الملك وعدد من أفراد الاسرة الهاشمية، وشخصيات كبيرة عسكرية ومدنية ، وحتى الفواكه والخضروات لم تسلم منآ  ذلك، حيث طالت مؤخراًآ  (الشمام ) بإدعاء أنه مستورد من الكيان الصهيوني وفيه عقاقير تسبب السرطانات والإيدز ، في محاولة من مطلقي هذه الشائعات والفتن لضرب الاقتصاد الأردني في الصميمآ  بعدما حاولوا النيل من أمن واستقرار الوطن بشتى الطرق والسبل.
 
آ
حرب الشائعات الضروس التي تجتاح بلدنا من كل حدب وصوب هي حرب جديدة لم نعهدها من قبل ، وقد تكاد تكون الأخطر من بين كل الأزمات والصعاب التي واجهت بلدنا وصناع القرار فيه ، فمطلقو هذه الشائعاتآ  الذين قد يكون غالبيتهم من خارج الوطن درسوا جيداً الظروف التي تمر فيها البلاد وخاصة الظروف الاقتصادية الصعبة وقضايا الفساد وحاولوا بشتى الطرق والسبل بث سمومهم وفتنهم بين أفراد الشعب الأردني الذي وللأسف الشديد أصبح بعضه يردد هذه الخزعبلات دون أنآ  يتأكدآ  منها ومن مصدرها ومدى صحتها .
 
آ
أخيراً قد يكون الإعلام الرسمي الاردني مقصر جداً في هذا المجال ولم يقم بالواجب الذي كنا نأمله منه في هذه المرحلة الخطيرة التي يمر فيها وطننا في هذا المحيط الملتهب ، وقد تكون أيضاًآ  الأرض خصبة جداًآ  ليقوم مطلقي هذا الشائعات ببث سمومهم وفتنهم ، ولكن رغم كل ذلك فمصلحة الوطن العليا يجب أن تكونآ  لدينا فوق أي اعتبار ، فأمن واستقرار الوطن يجب أن يبقى من الخطوط الحمراء ، رغم كل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نمر فيها ورغم كل قضايا الفساد التي بدأت تتكشف مؤخراً،آ 
 
آ
فهذه الشائعات ومن يقف خلفها هم بالتأكيد أشخاص لا يريدوا مصلحتنا ولا مصلحة الوطن ، ولا هدف لهم إلا جر الوطن وشعبه الوفي إلى فتنة إذا بدأت الله وحده أعلم متى وكيف ستنتهي ، فلنحذر من هذه الفتنة الجديدة والحرب الضروس التي بدأنا نراها حقيقة على أرض الواقع ، ولنعتبر بما يجري حولنا حتى لا ينطبق عليناآ  كلام الله عز وجل حينماآ  قال في الأية الكريمةآ  (يخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأبصار ) .
 
آ
والله من وراء القصد من قبل ومن بعد..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.