خريجو الجامعات والواقع المر


عبد الله العسولي

=

في خضم البحث والتسجيل في جامعاتنا العامة والخاصة وتزايد التخصصات الجامعية الكثيرة العدد ولهاث الآباء والأمهات وراء أبنائهم بعد إن قطعوا مرحلة المدارس وخاضوا امتحان التوجيهي بنجاح …يتراكض الأهل فرحين بما حصل عليه أبنائهم من قبولات جامعية أسعدتهم — وتستعد أقسام القبول والتسجيل لملئ ادارجها من رسوم التسجيل والتأمينات ورسوم الساعات لمن ليس لديهم مكارم إعفاء من ثمن رسوم الساعات …ويرجع الأهل والابتسامات تعلو جباههم أن أصبح فلذات أكبادهم طلبة جامعيون يمتلكون الهوية الجامعية بفرح وسرور .يتطلع الطالب بين الفينة والأخرى إلى هذه الهوية التي انتظرها وأهله بفارغ الصبر

وتبدأ مرحلة الدراسة وما تثقل كاهل الأهل من دفع للرسوم ومصروفات الطلاب الخاصة من تنقلات وألبسة وكتب وما إلى غير ذلك ..وتسير قافلة الدراسة الجامعية وما يتخللها من صعوبات مالية واقتصادية تثقل كاهل الوالدين …وتنتهي مسيرة الدراسة وتسير فاردات التخرج ومناقشة مشروع التخرج وحفلات التخرج التي تكلف الأهالي مبالغ تزيد من عبئهم المالي المتآكل..وتبقى فرحة التخرج ذات المذاق الخاص على الأهل والطالب نفسه في سجل ذكرياتهم المفرحة ..

لنبدأ مرحلة البؤس والشؤم بعد تقديم طلب التوظيف في سجلات ديوان الخدمة المدنية والتي تعج سجلاته بأعداد الخريجين الذين قد يصل انتظار البعض منهم لعقدين من الزمن بانتظار الحصول على وظيفة يسد بها رمقه المتهالك بعد هذا الانتظار الممل الطويل– حيث أصبحت نفسيته توشك على التلف نتيجة الانتظار الممل للفوز بهذه الوظيفة التي علق عليها آماله وتطلعاته المستقبلية .

فيأتي المستقبلالذي انتظره طويلا وقد افسد طموحاته وآماله التي ذهبت ادراج الرياح .

ان مسيرة الدراسة التي بدأها متفائلا وأنهاها بتعليمه الجامعي وما علق عليها الطالب واهله من طوحات وآمال لتصطدم بكلمة ديوان الخدمة المدنية لاحقا حول هذه التخصصات بقولهم بأنها ( تخصصات مشبعة ) (لتكسر هوسة الخريج واهله وتخيب آمالهم )

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن..اين يذهب هذا الطابور الطويل من خريجينا وما هي المشاريع التي تحتاجها بلدنا حتى تستوعب هذه الاعداد الضخمة منهم

اتألم على حال هؤلاء الخريجين الفرحين بتخرجهم وعلى ما ينتظرهم من واقع مر لخصه لهم ديوان الخدمة المدنية بكلمة ( تخصصات مشبعة )ليعودوا مكسوري الخاطر ومتعبي النفس والذي بدل نشاطهم وهمتهم وارجعهم الى نقطة البداية وقد تنهدوا طويلا على حالهم المحزن المؤلم

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.