خواطر انتحارية!


معتصم مفلح القضاة

=

بقلم /  معتصم مفلح القضاة

مؤسف ما نراه وما نسمع عنه ، ومحزن ما يحدث في بلدي!

الجميع ينظر إلى قصص الانتحار ويتداول الأخبار بتحسر تارة وبتأفف تارة أخرى.

لا بأس فلكل وجهة ينظر من خلالها ولكن غياب الوعي وحضوره يبقى هو الفيصل.

قال أحدهم مستهزئاً أفضل حل لمنع الانتحار هو بهدم كل الجسور والبنايات الشاهقة.

قلت مستهزئاً على استهزائه: وتسوية كل الجبال والمرتفعات والعودة إلى بيوت الشَعر والخيام.

هذا الفعل المشين أصبح مقلقاً، وأمسى مؤرقاً ولكنه يرافق شرائح مختلفة في وطني.

كثيرون ( انتحروا) دون أن ينهوا حياتهم؛ طبيب لا يجد عملاً وطيار في صفوف العاطلين عن العمل، مهندس يعمل أبعدَ ما يكون عن تخصصه وفنان لا يجد من ينمي موهبته، أستاذ يعلّم أبناء ( الغير) ويعمل بأعمالٍ إضافية لعله يتمكن من تعليم أبنائه.

ومثلهم مبدع هاجر إلى غير رجعة، رحلت أمه من غير أن يودعها وباع أرضاً ورثها عن أبيه حتى لا يكون له ما يربطه بوطنه.

الانتحار محرم شرعاً ولا تقبله النفوس السوية وعليه فإن مسبباته محرمة غير مقبولة!

عندما حكم العادل عمر ورأى أثر الفقر في المجتمع قال مقولته الشهيرة : ” لو كان الفقر رجلاً لقتلته”، فالفقر يقتل كل يوم رجالاً ونساءً وأطفالاً أفلا يُقتَل؟!

إن كانت تلك الأخبار مؤسفة فمسبباتها مؤسفة أكثر والسكوت على المسببات رأس كل بلاء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.