دور جامعاتنا في إحداث التنمية الشاملة

عمر سامي الساكت
تمتلك الجامعات رصيدا ثميناً من العلم والمعرفة فلم يعد مقبولاً أن تدير ظهرها للمجتمع فلا بد أن تتوجه نحو قضايا المجتمع المحلي لتحدث تغييراً إيجابياً وتنمية شاملة فيه، فالجامعات لا تنفصل عن المجتمع وتؤثر فيه بطريق مباشر وغير مباشر من خلال طبيعتها ونوعية الأنشطة المختلفة التي تقوم بها، سواء أكانت أنشطة تعليمية أو بحثية أو إرشادية أو خدمية، فغاية الجامعة الحقيقية ومبرر وجودها هو خدمة المجتمع الذي تتواجد فيه، وإرتباطها بمجتمعها يعطيها شرعيتها ويبرر وجودها، فليس هناك أخطر من أن تنفصل الجامعة عن مجتمعها وتنحصر داخل جدرانها تنقل المعرفة دون ارتباط وثيق بالمجتمع وقضاياه الحياتية وهنا يبرز دور الجامعة كأهم المؤسسات المؤثرة والفاعلة في تنمية المجتمع. تأتي معالم ومجالات الدور الجامعي في خدمة المجتمع شاملة لأدوارها الثلاثة: التعليم، والبحث العلمي وخدمة المجتمع. لإحداث التنمية الشاملة الحقيقية.
هنالك أبعاد متعددة للتنمية فهنالك البعد البشرية والذي يحتاج لدراسات وأبحاث في الزيادة السكانية والأثر الذي تحدثه على الموارد الطبيعة والبنى التحتية فالزيادة السريعة للسكان في منطقة ما يحد من التنمية، والبعد الإجتماعي والذي يحتاج لدراسات وأبحاث في العلاقات بين فئات المجتمع مع بعضها والسلوكيات المنتشرة، لضبط إيقاع العلاقات الإجتماعية وحثه على المشاركات الإجتماعية والثقافية والإقتصادية والسياسية، والانخراط في مؤسسة المجتمع المدني للعمل التطوعي والثقافي والسياسي وغيرها من الأنشطة.أما البعد الثقافي حيث أن الجامعات تنشأ لهدف صناعة التعليم ونقل العلم والمعرفة ونشر الثقافة، وتطبيقاتها وتطويرها، ويتجلى دور الجامعات في وظيفتها ثلاثية الأبعاد في التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع، حيث تسهم من خلال ذلك في بناء المواطن الصالح وتشكيل شخصيته وغرس القيم الأخلاقية والثقافية وتمكينه من المساهمة الفاعله في بناء المجتمع والترقي بالفكر والعلم، والبعد الإقتصادي التنموي حيث لا يمكن حصر مهمة الجامعات في تلبية إحتياجات سوق العمل فقط بل يجب أن يتعدى ذلك ليشمل وفاء الجامعات بمتطلبات الخدمة المجتمعية، لتخريج جيل قادر على فهم مجتمعه وارتباطه به ومعرفة مشكلاته التنموية ودور الهيئة التدريسية والموظفين والخريجين في المجتمع في إحداث التغيير والتنمية إلى جانب دوره في سوق العمل. والبعد الاستشاري وهو بإعتقادي مهم جداً لتشكيل الثقافة ذات مرجعية علمية من بيت خبرة متخصص، فالجامعات هي كمركز استشاري متخصص في شتى المجالات المتاحة لديها، ولا يكون ذلك إلا بفتح باب الإستشارات وتنظيمها بشكل رسمي ليسهل على مريديها ويساهم في نقل الخبرة والمعرفة وتسهيل على الجامعة إجراء الأبحاث العلمية والدراسات بشكل تطبيقي.
ولا بد من أن هناك دور مهم جداً للهيئة التدريسية في التنمية الشاملة للمجتمع المحلي من خلا صناعة العلم ونقل المعرفة وتطوير الثقافة والحث على المشاركة المجتمعية وكذلك دور موظفي الجامعة والطلاب وترابطهم مع المجتمع المحلي وتلبية الممكن من الإحتياجات وترسيخ الثقافة والعادات والتقاليد الإجتماعية الطيبة ونبذ كل ما هو سئ ولا يتناسب مع العصر للإرتقاء بالمجتمع والأفراد، والمساهمة في حل الممكن من المشكلات التي يواجهها المجتمع المحلي.
لا بد من أن جامعاتنا سواء الحكومية أو الخاصة والمنتشرة في مختلف محافظات الأردن، لها دور في إحداث التنمية في المجتمع المحلي ولكن لا نعلم مدى هذا التأثير واتمنى أن يتم نشر ابحاث عن “دور الكليات الجامعية في التنمية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في المنطقة التي تقام فيها”

