ذكرى النكبة والذاكرة المنكوبة


امجد فاضل فريحات

بقلم : امجد فاضل فريحات

اليوم تصادف الذكرى 74 للنكبةالفلسطينية والتي اتفق على تسميتها بذلك نتيجة تهجير الشعب الفلسطيني واقتلاعة من بيته وقريته ومدينته وطرده خارج البلاد ، مستغلة اليد الاجرامية للعصابات الصهيونية التي استخدمت الوحشية في إخراج شعب اعزل من مقر إقامته الابدي ليحل مكانه الصهيوني الغاشم المحتل ، وكان ذلك عام 1948

دولة العدو الصهيوني لم تأت لوحدها بل أتت على أيدي خبيثة مثل بريطانيا التي مهدت لقدومها عندما اصدرت لها وعد بلفور ثم تابعتهم بإصدار اتفاقية سايكس بيكو والتي أعطت الاتفاقية الانتداب لبريطانيا على فلسطين وبعدها بسنوات اصدرت اتفاقية سان ريمو لتعطي اليهود صفة الشرعية وبعد مدة خرجت بريطانيا من فلسطين مدعية انها غير قادرة على حل المشكلة الفلسطينية لتحيل القضية إلى هيئة الامم المتحدة والتي بدورها أصدر ت القرار رقم ١٨١ والذي ينص على تقسيم فلسطين بين اليهود والعرب ووضع القدس تحت الحماية الدولية وهذا القرار رفضه العرب ، وقبلته اسرائيل ، وقامت اسرائيل على الفور بإعلان دولتها واستقلالها كون القانون الدولي منحها هذا الحق

وهنا دخل العرب في حرب مع الصهاينة المحتلين، وعلى اثر هذه الحرب سيطر الكيان الصهيوني على مناطق القدس الغربية ومدنها وقراها نتيجة وجود الخلافات العربية ، وعدم وجود قيادة موحدة للجيوب العربية ، وعدم تأهيل وجاهزية الجيوش العربية مقابل العصابات اليهودية التي حاربت والمدربة من بريطانيا والمزودة بالعدة والعتاد ، وبعد الحرب والتي كسبتها دولة العدو الصهيوني قام الصهاينة بتهجير مايقارب ٧٥٠ الف فلسطيني من مدنهم وقراهم واراضيهم وبالقوة ، وعلى اثر ذلك اطلق اسم النكبة نتيجة هذا الأمر .

استعرضنا المجريات التاريخية للنكبة ولاحظنا التواطئ الاستعماري من بريطانيا وكيف حمى القانون الدولي هذه الدولة المصطنعة عندما أصدر لها قرار من هيئة الامم المتحدة ، حتى تكون لها صفة الشرعية الدولية ، والكل هنا تآمر سواء المجتمع الدولي أو منظمات الامم المتحدة ممثلة بقرار هيئة الامم المتحدة رقم ١٨١ المزور فكيف يتم إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق كما فعلت بريطانيا في وعد بلفور المشؤوم .

في ذكرى النكبة الرابعة والسبعون نشاهد العلو الكبير الذي وصلت له دولة العدو الصهيوني المغتصب وهذا العلو تخاف منه اسرائيل لأن حاخاماتهم ينذرونهم بنذير الشؤم القادم بزوال دولتهم وحسب ماذكر سبحانه وتعالى في القرآن الكريم وتحديدافي سورة الاسراء .

ونتذكر كذلك في ذكرى النكبة واغتصاب فلسطين اتفاقيات السلام والتي لم تأتي بشيئ جديد سوى تعميق وجود الكيان الصهيوني على أرض ليست له ومازاده ذلك إلا علو وغطرسة .

نتذكر في هذه الذكرى ، الذاكرة العربية والإسلامية المنكوبة في التناحر والخلاف والإنقسام وزيادة القطيعة وتحصين الحدود بين بعضهم البعض متناسين العدو الحقيقي الجاثم فوق صدورهم والمقطع لأوصالهم .

في ذكرى النكبة نتذكر الوحشية والعنصرية وحقيقة العدو الصهيوني في القتل والدمار وهدم البيوت وقطع الأشجار وتجريف الأراضي وأسر الأطفال والشباب وابادة العزل ، وما فعله جيش الاحتلال من قتل للصحفية شيرين ابو عاقله ماهو إلا دليل على آلة الاجرام التي تسلكها دولة الاجرام والتي لم تراع إلا ولا ذمة علما ان الصحفيين يعتبروا عزل وضمن القانون الدولي إذ يجب عدم قتلهم ولكن اسرائيل تحدت القانون الدولي المتواطى معها وقتلت الصحفية شيرين ابوعاقلة وكان سبب استهدافها لأنها اوردت قبل مدة تقرير يفيد عن اقتراب زوال دولة اسرائيل ولهذا دفعت شيرين الثمن لمبادئها وموقفها البطولي النضال الشجاع والذي يعد بموقف الف رجل ممن يتمترسون خلف الشجب والاستنكار والكلام الذي لايسمن ولا يغني من جوع .

في ذكر النكبة نذكر أن ذاكرة العدو الصهيوني تعاني الان من الصداع المستمر والنزيف الداخلي القاتل لأنها الان مأزومة اكثر من اي وقت مضى فهي مدركة ان التطبيع غير وارد مع الشعوب العربية ، وحق العودة متمسك به ولن تتغير ذاكرة الشعوب ولو بعد قرن من الزمان ، فلا يزال الشعب يسلم الرايات والمفاتيح للبيوت جيلا بعد جيل ، وذاكرة الشعوب العربية تدرك ان ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة وان الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لدحر دولة العدو الصهيوني واقتلاعه من شروشه ، وستبقى دماء الشهداء قناديلا للتحرير جيلا بعد جيل .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.