ذهب كورونا بحاله وعدنا لحالنا


نسيم العنيزات

على الرغم من ان رمضان هذا العام مختلف عن العام الماضي والذي قبله ايضا ، بعد ازالة جميع القيود التي فرضها كورونا واوامر الدفاع من الحظر ومنع التجمعات مما اجبر الاردنيين على الافطار الاسري اي العائلي دون دعوات اوعزائم .

الا ان امورنا في السنتين السابقتين كانت مخفية وظروف الناس واحوالهم كانت بينهم وصيحاتهم ترتد من جدران منازلهم فلا يسمع صداها الا انفسهم ،

فالكل وقتها يعيش بنفس الظروف من عزلة وترقب لشاشات التلفزيون ليسمع اخر الاحصاءات وعدد الإصابات ، ثم يبدا بعدها بالتعبير عن حاله واوضاعه النفسية ، دون ان نسمع عن غلاء الاسعار واختفاء يعض السلع والمواد، لان الهم كان فك الحصار نحو الحرية واطلاق العنان للتجمعات والسهرات والعزائم.

فيما كان ينتظر البعض الاخر بفارغ الصبر زيارة المساجد واقامة الصلوات فيها والتقرب الى الله .

فكان رمضاننا بسيط وامنياتنا سهلة وموائدنا عادية وبسيطة خالية من التكلف احيانا كثيرة ، وبعيدة عن السوشال ميديا والتفاخر ، و لم نكن نتوقع ان نعود الى ما قبل كورونا وان تفك قيوده بهذه السهولة والبساطة نحو الحياة بعد ان رسم كل واحد منا سيناريو مختلف وطويل الأمد لا يخلو من التشابك والتعقيد والخوف احيانا .

الا ان هذا الامر وما مررنا به من صعوبات وتعقيدات يبدو انه لم يترك اثرا ، ولم يقدم درسا او يشكل عبرة ، فسرعان ما نسينا كل شيء وعدنا نمارس جميع عاداتنا وطقوسنا ونتفاخر بموائدنا ونتذمر من ارتفاع الأسعار وفقدان بعض المواد ، وكأن همنا هو الطعام والشراب فقط ونسينا اشتياقنا للمساجد ودعواتنا على الذين حرمونا من زيارتها وادء صلواتنا .

فهل متنا من الجوع وهل سمعنا عن احد مات من تواضع مائدته ومحدودية اصنافها؟ لنعود نتسابق على عرض سفر الطعام وما تتضمنه من اصناف عديدة، دون ادراك لمشاعر الآخرين.

وها هي المساجد مفتوحة والأسر العفيفة والفقراء والمحتاجون في كل مكان ، وكل منطقة فاين نحن من كل هذا ؟

ماذا اثرت فينا كورونا ، وفي اي اتجاه وجهت انظارنا وحركت مشاعرنا، ولامست ضمائرنا وقلوبنا، ماذا فعلت بعقولنا واين وجهت تفكيرنا، لنعود وكأنه لم يحدث اي شيء ولم نفقد احبة وأعزاء او لم نشتاق الى المشي في الشوارع والتجول بالاسواق والاحساس بالحياة، وعدنا نعيش حياتنا كأنه لا يوجد بيننا فقير ولا محتاج او مريض .

ان كورونا كان اختبارا وامتحانا صعبا خاصة في المجالين النفسي والاجتماعي ، سمعنا خلاله تنظيرا ووعودا من الجميع ، وها هو ذهب بحاله وعدنا نحن الى حالنا دون تغيير او تبديل .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.