رمضان شهر القرآن رغم أنف جولد زيـهــر


أحمد غزالة – مصر

=

 

أصدقائي القراء في الوطن العربي ، وبعيداً عن الجانب الاقتصادي قليلاً ، وبمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك علينا ، والذي أسال الله أن يهله علينا جميعاً بالأمن والإيمان ، وأن يعيننا فيه على الصيام والقيام ، وهنا كان على قلمي أن يمارس دوره في الكتابة بما يتناسب مع بركات هذه الأيام ، ولأنني من عشاق القرآن الكريم فقد أهل علينا شهر القر آن ، ولا أجد مناسبة للكتابة دفاعاً عن قرآننا أفضل من الشهر الذي نزل فيه القرآن ، وهنا أستحضر كراهيتي للمستشرق الألماني جولد زيهر ، وهذه ليست كراهية شخصية وإنما هي كراهية بوصفي مسلماً يغار على دينه ، ومحباً للقرآن يغار على محبوبه ، فعند دراستي للإستشراق منذ سنوات مضت وجدت أن تاريخ المستشرقين مع العداء للإسلام طويل ، و استوقفني ذلك المستشرق الألماني المتعجرف جولد زيهر لأنني  وجدت أنه يكن عداءً شديداً للإسلام ويوجه سهامه المسمومه نحو محبوبي (القرآن الكريم )  ، حيث حاول هذا المستشرق  التشكيك في أصولوثوابت الإسلام ، ومن أهم الثوابت الإسلامية التى نالت محاولات تشويه من المستشرقين وبخاصة زيهر هو القرآن الكريم ، وذلك لما يُكنه من الحقد والضغينة والبغض للإسلام ، فادعى جولد  زيهر  بشرية القرآن وأن هذا القرآن ليس من عند الله وإنما هو قرآنٌ بشري جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من عنده ، وحقيقةً هذا الافتراء والادعاء الكاذب لم يكن هو الأول من نوعه الذي يتعرض له القرآن ، فقد سبقه بهذا الإفتراء كفار قريش عندما تعرضوا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم قديماً في بداية الدعوة الإسلامية وافتروا كذباً على القرآن بأنه قرآنٌ محمديُجاء به النبي الكريم من عنده وليس إلهيُ من عند الله ، إلا أننا يمكن أن نواجه هذه الافتراءات الكاذبة ونحن في شهر القر آن ( شهر رمضان الكريم ) بنصوص القرآن نفسها ، والتي تثبت لنا كذب هذه الافتراءات ، ومن هنا أقول لجولد زيهر ورفاقه من المستشرقين إن ادعائكم بأن هذا القرآن من عند محمد صلى الله عليه وسلم  يُكذب نفسه بنفسه وسأقدم لكم بعض الأدلة من نصوص القرآن وهي :صيغة الأمر  ” قل ” والتي تكررت في القرآن أكثر من ثلاثمائة مرة ، تحمل أوامر خاصة بأصول العقيدة ، وأوامر خاصة بأحكام الشريعة ، وأحياناً للرد على التساؤلات التي كانت توجه للرسول صلى الله عليه وسلم من المؤمنين ، وجاءت أحياناً لتوجيه الأوامر للرسول نفسه بأن يتبع ما يوحى إليه وأنه لا يعلم الغيب لأنه لا يعلم الغيب إلا الله ، ومن هنا أقول لزيهر كيف يكون القرآن من عند محمد صلى الله عليه وسلم وهو يحمل هذه الأوامر التي تدل دلالة صريحة على أن الآمر ليس الرسول وإنما تلقى هذه الأوامر من قوة أعلى منه هي التي توجهه ؟!  وهذا دليل واضح على أن القرآن ليس من كلام النبي وإنما موحى إليه به.،و من الأدله أيضاً التى يمكننا مواجهة هذا المستشرق المتعجرف بها ما جاء في سورة النور الآية الرابعة  من حكم قذف المحصنات بدون بينة وهي أربع شهود عدول ، فعند نزول هذه الآيه فهم الصحابة أنها تفيد العموم أى أنها تطبق في جميع الأحوال حتى فى علاقة الأزواج عندما يتهم الزوج زوجته بالفحشاء أو ينكر ولده منها بدون أن يقدم الدليل ، وفي ذلك الوقت وقعت حادثة بين الأزواج تستوجب عقوبة القذف وذلك عندما اتهم هلال بن أمية زوجته ولم يقدم البينة ، فهم النبيُ صلى الله عليه وسلم بتطبيق حد القذف إلا أن نزل قول الله عز وجل في الآيات من 5-9 في سورة النور بحكم اللعان وهو خاص باتهام الزوج لزوجته بالفحشاء ولم يأت بأربع شهداء فله حكم آخر جاءت به الآيات ، ومن هنا لم يجلد النبي هلال بن أمية ، والسؤال الآن لجولد زيهر ورفاقه من المستشرقين كيف يكون القرآن من عند محمد صلى الله عليه وسلم وهو لم يكن يعلم حكم اللعان لولا نزول هذه الآيات ؟ !  وهذا دليل صريح على أن القرآن ليس من عند النبي وإنما موحى إليه به ، كما أنه توجد بعض الوقائع  التي جاءت في القرآن بحكم مخالف لاجتهاد الرسول صلى الله عليه وسلم فيها  قبل نزول الوحي  ثم ينزل القرآن بعد ذلك ليبين للنبي أن اجتهاده لم يوافق ما أراده الله عز وجل ، وذلك مثل موقف النبي من أسارى بدر عندما أشار عليه بعض الصحابه بقبول الفداء منهم ووافق النبي على مشورته ثم نزل بعد ذلك القرآن الكريم في سورة الأنفال الآيه 67 وما بعدها بحكم مخالف لاجتهاد النبي ،  ومن هنا أقول لزيهر ورفاقه كيف يكون القرآن من عند النبي وقد تغير موقفه من الأسرى بعد نزول القرآن ؟ ! فهذا دليل صريح أيضاً على أن القرآن ليس من عند النبي وإنما موحى إليه به ، كما أن الآيات التي تحمل العتاب للنبي صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة كما جاء في سورة عبس حول موقفه من عبدالله أم مكتوم الذي عاتبه الله عليه ، وكذلك في تحريمه العسل على نفسه ليبتغي مرضات زوجاته ، وكذلك عندما عاتبه القرآن في سورة التوبة عن إذنه لبعض المنافقين بالتخلف عن الخروج للجهاد في غزوة تبوك ، ومن العتاب أيضاً الذي بلغ مبلغاُ يستحيل معه أن يكون صادراً من الإنسان لنفسه ما جاء في سورة الأحزاب من عتابه له في قصة زواجه من زينب بنت جحش بقوله تعالى (  وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ) وهذه الآية تقول عنها السيدة عائشة رضي الله عنها لو كتم النبيُ شيئاً من القرآن لكتمها ، وذلك لأن هذه الآية تحمل عتاباً يكشف من دخيلة الإنسان ما لا يحب أن يعرفه الناس ومن هنا نقول للمستشرق المتعجرف جولد زيهر كيف يكون القرآن من عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوجه له هذا العتاب ؟ !وحقيقةً لا تتوقف جوانب الإعجاز في القرآن على هذه الأدلة ، وإنما توجد العديد من الأدلة  في القرآن للرد على كذب جولد زيهر وغيره من  المستشرقين ووترد على إدعائاتهم الكاذبة والتي تثبت  أن القرآن من عند الله وأن النبي محمد هو  عبد الله ورسوله موحى إليه بهذا القرآن ، ولكن لا يتسع المقام لها الآنولا تكفيها سطور هذا المقال ، وختاماً أكرر تهنئتي للقراء وللأمة الإسلامية في شتى بقاع الأرض بمناسبة قدوم شهر القر آن علينا ، والذي أسال الله أن يتقبله منا وأن يعيده علينا أعواماً عديده وأزونة مديدة بالخير واليمن والبركات  ، وإلى اللقاء مع القارىء الكريم في كتابات لاحقة إن شاء الله

 

كاتب وخبير اقتصادي

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.