روافع النهوض


نسيم العنيزات

مررنا بتحديات كثيرة وتعرضنا لهزات عديدة , واتخذنا قررات بعيدة عن الصواب مرات ومرات . كان لها تاثير مباشر على تفاقم الاوضاع العامة بشكل عام . بما فيها الاقتصادية والحالة الاحتماعية.
وفي ظل الاستراتيجات والرؤية الملكية للمستقبل والنهوض الاقصادي والتحديث السياسي . فلا بد ان نضع امامنا خيارا واحدا لا ثاني له . بان وقت العبور قد حان ولا بد من السير الى الامام دون النظر الى الوراء او حتى التوقف .
عبور يرتكز على ارضية صلبة ومتينة تقاوم الانهيار, ولا تقبل الكسر او الهزيمة . ترفض الخوف والتردد . لا تسمح بالسقوط او الانكسار لا سمح الله .
فالظرف لا يسمح بالفشل والوقت لا يقبل التجارب او الارتجاف . فلا بد من استغلال الفرصة والاجواء المواتية لرياح التغيير , التي لن تتكرر حسب اعتقادنا
وان يكون لدينا الية واضحة للانطلاق من قاعدة محصنة من الاخطاء معتمدة على قوة دفع متينة سلاحها الثقة والارادة والعزيمة تحركها المصلحة الوطنية لا غيرها , تتضمن حزمة متكاملة من الاصلاحات الشاملة دون تجزئة او تردد .
بعد ان فشلت الية العمل القائمة على القطعة والمياومة التي كانت تحركها الفزعة وردة الفعل المتسرعة . او الهروب الى الامام او الاختباء خلف غيرنا هربا من المسؤولية وخوفا من القرار . الذي غالبا ما يكون دون
استعداد . وبعيدا عن الواقع ولا يراعي حساب لاي ظرف طارئ قد يؤجل او يضرب كل مخططاتنا . فيعيدنا الى الوراء خطوات . او يقذف بنا داخل المربع صفر ويسقطنا بالحفرة نفسها .
فالنهوض يجب ان يكون متكاملا لجميع محاوره وقطاعاته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية تستند الى روافع ودعائم واسلحة لا بد من استخدامها والاستفادة من مدى تاثيرها شريطة اعادة شحنها وتزويدها بما يلزمها من عتاد .
خاصة الاعلام الذي تراجع دوره وتاثيره دون علم بمدى قدرته على تهيئة الرأي العام وشرح تفاصيل اي قرار او استراتيجية بشكلها وواقعها الحقيقي . وقدرته على اعادة الثقة وزرع الامل في المواطن من جديد .
نعم ان الاعلام فقد دوره . بفعل عوامل عديدة لمصلحة اليات جديدة ساهمت في زيادة الفوضى , وزرع حالة من الشك والخوف في النفوس مما اضعف الروح المعنوية والايمان بمستقبل الدولة.
لذلك لا بد ان نبدأ من القاعد ونصصح الاخطاء ونردم الحفر والمطبات ونبطل المفخخات التي وضعها البعض في طريقنا وكانت جزءا وعاملا لوصولنا الى هذا الحال الذي لا يسر صديقا ولا يرضي حبيبا . ومعالجة جميع الاختلالات واغلاق الثقوب ومحاربة الفساد والمحسوبيات واعادة الهيبة الى مؤسسات الدولة وقطاعنا العام . وتعميق مبدأ العدالة التي يفتقدها الكثيرون منا . حتى لا يتسلل منها من يعيقنا ويصطاد في الماء العكر . وبنفث هواءه من جديد , لنبقى ندور بنفس الدوامة ونسمع نفس الكلام ونقرا الخطط نفسها فنبقى كالمضروب على رأسه . ما ان يصحو ليعود الى غفوته من جديد .

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.