سلامه الخطاطبة ،، فارس عجلون الحر الذي ترجّل


منذر محمد الزغول

=

عرفته منذ سنوات طويلة خلت ، كان رحمه الله ثابتا بمواقفه كثبوت جبال عجلون وقلعتها الشامخة ، لم تُغيره وتُبدله  الأيام والليالي ، وكان كلما اشتدت الظروف والأزمات  ازداد ثباتا على مواقفه  ، كان قول كلمة  الحق  عنده والإصرار عليها أمر  لا مجال للنقاش والحوار فيه .

بدأت حكايتي  وقصتي مع الرفيق والصديق الغالي المرحوم سلامه الخطاطبة في  العام 2009م  أي مع بدايات انطلاق وكالة عجلون الإخبارية ، وكان حينها رحمه الله على ما أظن رئيسا لنادي موظفي مستشفى الملك المؤسس ورمزا  كبيرا من رموز  المستشفى .

ما آثار إعجابي  ومحبتي  واحترامي لأخي سلامة  في  ذلك الوقت أنني شعرت  منذ اليوم الأول  الذي عرفته  فيه أننا  التقينا  بالأفكار  والطموحات  والهم لخدمة محافظتنا الجميلة ووطننا الغالي ، لذلك كان رحمه  الله من أوائل الداعمين والمساندين  لمسيرة وكالة عجلون الإخبارية   ، وكم كنت أسمع منه  وأرى مواقف مشرفة  من الدعم والمساندة  لا يمكن أن تُنسى  أو   تُمحى من الذاكرة لأن البدايات بالنسبة لي  لم تكن سهلة على الإطلاق  بل كانت صعبة جدا وكان عدد الداعمين والمساندين لمسيرة الوكالة ولمسيرتي لا يتعدون عدد أصابع اليد الواحدة ، وكان بالطبع  أخي الحبيب سلامة على رأسهم .

استمرت علاقتي بأخي  سلامة  حيث كانت كعلاقة الأخ بإخوانه  وأهله ، و كانت تزداد كل يوم أكثر وأكثر  ، وكنت شخصيا  أستشيره   بكل كبيرة وصغيرة ، كما أننا تشاركنا في الكثير من المبادرات والأعمال الطيبة ، وكان رحمه الله من أكبر الداعمين ليس لي فقط بل لكل قصص النجاح ولكل عمل طيب  في محافظة عجلون . 

كان أخي سلامه رحمه الله  لا يغيب عن لواء كفرنجة ومحافظة عجلون على الإطلاق ، وكان حضوره البهي لأي مناسبة يضفي عليها جمالا أخر فوق جمالها ، عشق  العمل  الصالح وعلى رأسه إصلاح ذات البين ، وكم كان رحمه الله له الفضل في حل كثير من القضايا  العشائرية الشائكة والمعقدة .

سيرة ومسيرة حافلة بالعطاء والإنجاز  لأخي الكبير الحبيب سلامة الخطاطبة ( أبو محمد ) لن تستطيع كل الكلمات أن توصفها أو تعطيها  حقها ، فهو الأخ والصديق الحبيب والسند  والعزوة للجميع ،  أحبه  كل من عرفه  لأنه كان  يحب الجميع  ولا يتمنى لهم إلا الخير والتوفيق والنجاح  ، كان رحمه  الله  لا يلتفت الى صغائر  الأمور ، بل كانت نظراته دائما عالية جدا  مليئة بالشموخ والعزة والكرامة ، كيف لا وهو إبن شيخ جليل ومن عشيرة طيبة ضاربة جذورها بالتاريخ  كانت على الدوام الملجأ والملاذ لكل من قصدها من القريب والبعيد .

يوم وفاته  قبل عدة أيام  لم يكن يوما عاديا يل كان  حدثا إستثنائيا  بكل ما تحمل  الكلمة من معنى ،  فعجلون  كل عجلون خسرت قامة  وطنية كبيرة من قاماتها ، كيف لا ورحمه الله لم يترك مناسبة أو منبراً إلا وكان المدافع الصلب عن حقوق عجلون وقضاياها ، وكم والله كنت أسمع منه كلمات لم أسمعها إلا من الفرسان الكبار ، كان يتحدث بكل جرأة وشجاعة وبكل حرقة وألم  وحزن  على واقع المحافظة  الذي لم يكن في كثير من الأحيان يسر عدوا ولا صديقا  ، وكم كان لديه من الأفكار والطموحات التي لم يكن يتوانى عن البوح فيها أمام كل من زار عجلون من الوزراء والمسؤولين وأصحاب  القرار . 

رحمك الله يا أغلى وأنقى وأطيب الأصدقاء ، وأعلم  أيها الحر الشريف  أننا سنبقى نذكرك بكل الفخر والإعتزاز و بكل الخير  في مجالسنا  وسندعو لك في جوف الليل وعقب كل صلاة ، لن تغيب عنا ولن ننسى ذكراك الطيبة ، فقد تعلمنا منك  أن نُعطي ونُقدم ولا ننتظر أي مُقابل .

بأمان الله يا من أوجعت  قلوبنا برحليك ، سيبقى مكانك فارغاً بيننا ، سلم  يا أخي الحبيب على كل الأحبة والأصدقاء  الذين سبقونا وسبقوك الى لقاء الرحمن الرحيم ، لن نقول إلا ما يرضى الله عز وجل إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى , إن العين تدمع والقلب يحزن وإنا على فراقك يا  أبا  محمد لمحزونون ، لا حول ولا قوة إلا بالله  العلي  العظيم ، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

اسال العلي القدير أن يتغمدك أخي أبو محمد  بواسع رحمته وأن يسكنك فسيح جنانه (مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) 

(اللَّهُمَّ، اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ، وَاعْفُ عنْه وَعَافِهِ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَقِهِ فِتْنَةَ القَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ).

 

أخوك المحب

منذر محمد الزغول  

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.