سوق التنازلات وبضاعتها المقلدة.


نسيم العنيزات

نسيم عنيزات

يعيش الناس في حالة اشبه بالفراغ يدورون حول أنفسهم داخل دائرة لا يخرجون منها،  بل  يعودون دائما الى نفس النقطة   والمكان الذي قد تتغير رسمته ، ونقطة تعليمه او شكلها مع البقاء على نفس الحدود..

 

وكأن الزمن قد توقف عند نفس النقطة مع ان عقاريه تتحرك مسرعة وتقلب صفحات الايام والسنين دون ان ندركها الا في لحظة معينة تدفعنا الى الالتفات الى ” الرزنامة” لسبب ماء ،  لنتفاجأ بأن التاريخ   قد تغير،  وان القطار قد   مر مسرعا   وعبر محطات عديدة وتجاوز امور كثيرة دون ان ندركه اون نلاحظه ،  او نعيش مراحله،  التي غفلنا عنها دون علم او رغبة منا بل فرضتها الظروف   والتراكمات التي صنعت لنا ( بضم الصاد) وتحيط بنا   وانجرارنا خلف تفاهات الامور واقلها قيمة .

فتركنا الذهب الحقيقي واخذنا نلهث خلف سرابه الذي اعمانا لمعانه وبريقه الزائف   ليشغلونا   به عمدا او دون عمد ،

ومهما كانت الغاية والهدف،  الا ان تلك البضاعة وجدت سوقا رائجة وزبائنا   مستعدون للشراء او المبادلة،    دون النظر الى جودتها ومصدر صناعتها،  فكلتا البضاعتين نفس الجودة   .

هذا هو حالنا نعيش دون هدف ونهتم بما هو اقل قيمة بعد ان أصبح النداء من أسفل درجات السلم،   يدعوننا الى العودة   والهبوط ،  لا ان نستمر في الصعود ،  متظاهرون بالخوف علينا من السقوط . وكأننا لم نفعلها بعد !

حال لا تستطيع تفسيره او فهم مجرباته،  وكأنه يدار من مجهول يحركه ، كيفما يشاء ويديره بنظام إلكتروني يتحكم به من غرفة مظلمة فكل ما خطط له قد تحقق وحدث دون معيقات ،.

نظام أصبحنا ننزل معه درجة ،  درجة ،  ببطيء وهدوء    وعند كل درجة نتنازل عن شرط ونخفض الثمن بعد ان أتقن هو فن التفاوض وشح العرض لننقاد مجبرين الى القبول بأقل الامور والانشغال بتافهاتها .

وعند القبول والرضوخ لا نجد ما قبلنا فيه على الرغم من قيمته المدنية وكأنه تبخر او طار لتبدأ العملية من جديد   ونعود الى نفس النقطة التي انطلقنا منها في الدائرة نفسها ويبدأ التنازل مرة أخرى ومن جديد

نعم هذا هو وضعنا وها حياتنا دون هدف او قضية ولا شغل وعمل لنا الا قضايا جانبية دون قيمة،  بعد ان تركنا   قضيتنا   الأساسية   لنتوه في أزقة السوق وبضاعته قليلة الثمن.
الدستور

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.