صباح الجميد البلدي..!


د. مفضي المومني

بقلم / د. مفضي المومني.

قلنا جميد بلدي… مش مصري..! صباح المناسف تزين أفراحكم… وعزايمكم… ( اللي لله… واللي للنفاق والعرط..)…صراحة… من كم يوم أنام وأصحى وفي عقلي وتفكيري نظرية المؤامرة بالجميد..! … كيف؟… نادوا بالهوية الجامعة… وعرفنا أنها هوية من لا هوية له..! ونحن الأردنيون أصحاب هوية راسخة تمتد من عمق التاريخ… وحضارة الأنباط… والعباسيين والأمويين… وإن شرقت أو غربت… التصقنا بالأرض والوطن… والتصق معنا كل من أتانا باحثا عن وطن…تقاسمنا رغيف الخبز ونيمات الهواء… شظف العيش… وعشنا الفقر وعشعش فينا… وفلحنا الأرض… وعشنا على المونه… وكواير الطحين والعدس الحب والمجروش والبرغل وزيت الزيتون الأصلي، والسمن البلدي… والجميد البلدي المجفف بشمس وهواء الأردن من الكرك إلى عجلون… واستمرت الحكاية… وخضنا كل تجارب الحرب والقهر والمؤامرات… وتحالفنا مع ذاتنا وأرضنا… حتى غزتنا حكومات الديجيتل وأصحاب الأجندات… ولم تأخذ منا كل شيء… اخذت بعضا من همتنا… وقوت عيالنا وأرضنا ومدخراتنا… وبقينا نعض بالنواذج على كرامتنا ووطننا… لكنهم ما زالوا يعملون علينا بهمة وغمة… يريدوننا بهوية جامعة مائعة..!، المهم أين المؤامرة الجميدية؟… نعم قادني الحديث عن الجميد المصري المعجون بطلاء الجدران ( ألأملشن) كما أذاعت وسائل الإعلام المصرية، وكان دور جماعتنا ردات فعل كالعاده تغلظ الأيمان أننا لم نستورد ذات الجميد المغشوش وووو..! فهمنا…

 

لكن عقلي الباطن اللعين حدثني بغير ذلك… ! الهوية الجامعة ستبعدك عن أردنيتك ( يا أبو الجميد الأصلي وأبو المناسف باللحم البلدي)… طبعا اللحم البلدي استبدلوه من زمان بالأسترالي والنيوزيلاندي وأخيراً بالجورجي..! فأصبح المنسف منزوع الدسم..ثم ماذا؟ بقي الجميد… الهوية الجامعة ما بيزبط معها جميد بلدي ربما…! إذا هي بحاجة لجميد غير بلدي… جميد مغشوش لونه ابيض ناصع ببياض الأملشن ..! لأن الهوية الجامعة لا تلتقي مع المنسف البلدي والجميد البلدي… ولا تنسوا أنهم عبثوا بالمنسف سابقاً عندما أصبح ( منسف بكاسة من الكرتون)… ! كل الدلالات تشي بأستهداف الأردني بأردنيته وثقافته … وتمييعها… ليصبح كائنا هلامياً ديجيتلياً… مرتبطاً بالنظام الثنائي للعد..(صفر واحد)… بحيث يسحبوا منا الرقم واحد ويبقوا لنا الصفر… .قلت لكم عقلي الباطن يحدثني بأشياء وأشياء… لأن الواقع المر وحجم التراجع والهجمة على الوطن لا تقبل حسن النية من أي باب… إنهم يريدوننا أن نجتر الجميد بالأملشن… لتصبح الجينات جامعة مائعة… ويصبح الوطن… مجرد (دحبر والهط)… بالبلدي بالمصري بالسنسكريتي المهم يبعدونا عن ذاتنا.. وهويتنا… ! وإن شاء الله لن يفلحوا… ما زال الجميد البلدي والسمن البلدي… وشوربة العدس تسري في عروقنا… رغم ألف خيبة وخيبة من أبناء جلدتنا ومن تعاونوا او تخاذلوا معه من أصقاع الغرب المستعمر والعدو المتنمر… حمى الله الأردن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.