ضللنا الطريق، فوصلنا مكانا آخر


نسيم العنيزات

تحدثنا أكثر من مرة وعبر هذه الزاوية ان محاولات التغيير والتجديد التي انتهجناها لم تراعي خصوصية مجتمعنا ،ولم تبحث في تكويناته وخصائصه مما قادنا الى انتاج خليط لا رائحة ولا طعم له.
ونتيجة لحالة التخبط والتسرع احيانا للوصول الى منتج نجهل مكوناته لاننا في الاصل لم يضع او يتفق على صفاته الطباخين ذات المدارس والايدولوجيات المختلفة ، وصلنا الى حالة التيه والنكران، فلا نحن وصلنا الى المدنية والحداثة بمعناها الصحيح ، ولا نحن بقينا على حالنا وما امتازت به حياتنا من البساطة والترابط الأسري والاجتماعي وما بينهما من عادات وتقاليد تحترم كبيرنا وتعطف على صغيرنا .
ومع كثرة التجارب وما شابها من مد وجزر بين التقدم احيانا ، والرجوع مرات نتيجة ضغوط او انحناءات او لعدم وضوح الرؤية عند البعض حول الاهداف والرسالة وغياب الاستراتيجية المشتركة ، وجدنا أنفسنا نغرق في بحر من الظلام ونعيش في مستقبل مجهول.
فجاء الاهتمام بالقشور على حساب الداخل واللجوء الى السرعة وتسجيل الإنجاز او إحراق المراحل.
وحاول البعض فرض مدرسته واتباع أسلوبها وانتهاج سياستها وطريقتها دون النظر الى المجتمع واحتياجاته او الغوص بخصائصه وفهمها لإيجاد الطرق والوسائل التي تتناسب مع طبيعتها او الالية الاي تصلنا الى غايتنا.
والنتيجة ضللنا الطريق وسلكنا ممرا اخرا أكثر وعورة وتعرجا لنصل الى مكان اخر، غير الذي في بالنا ، كما أدخلنا تغيرات وسلوكيات على مجتمعنا الذي يعيش حالة من التناقض والتخبط بين كل مكوناته بعد ان شرخنا بعض اركانه واعمدته.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.